وقالت وزيرة الطاقة الفرنسية، أنييس بانييه- روناشيه، في مقابلة الأربعاء مع صحيفة "ليز إيكو" الاقتصادية: "نتحدث مبدئيا عن حوالي 6 مفاعلات، وتجري دراسة بناء 8 إضافيين"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأضافت: "لكنني سألت المسؤولين عن هذه الصناعة بوضوح، هل يمكنكم بناء ما يربو على 14 مفاعلا بحلول 2050؟".
وأوضحت أنه يتعين على القائمين على هذه الصناعة أولا الإجابة عن هذا السؤال، و"لا بد أن يأخذ المزيج من الطاقة الذي نستخدمه في الاعتبار الواقع، العلم والحقائق الصناعية، ويتعين ألا يكون مبنيا على الأيديولوجيات البسيطة".
وأضافت بانييه- روناشيه أن تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 يتطلب أن ننتج المزيد من الكهرباء بصورة هائلة. أحتاج لأن أقدم للبرلمان القيود الملموسة المرتبطة بهذه القدرة الإنتاجية الكبيرة لتوضيح المدى الذي يمكن أن نصل إليه تقنيا بحلول 2050 فيما يتعلق بالطاقة الشمسية والرياح البحرية والطاقة النووية لانتقاء أفضل الخيارات لمزيج الطاقة".
وذكرت الوزيرة أن شركة الطاقة الفرنسية "إي دي إف" التي تواجه إعادة تأميم شاملة يجب أن تنتج المزيد من الطاقة النووية.
وكان الرئيس إيمانويل ماكرون قد أعلن عن "نهضة للطاقة النووية الفرنسية" قبل سنة.
خسرت شركة الكهرباء الفرنسية EDF نحو 19 مليار دولار في 2022 بعد إغلاق مفاعلاتها النووية، مما جعل شركة الطاقة التي تسيطر عليها الدولة أكثر عرضة لأزمة الطاقة التي أشعلتها الحرب في أوكرانيا.
وتسبب التآكل في الأنابيب الذي تم العثور عليه في حوالي 10 من 56 مفاعلًا نوويًا تابعًا لشركة "إي دي إف" إلى إغلاق أكثر من نصفها خلال الصيف.
ونتيجة لذلك، اضطرت الشركة إلى شراء الكهرباء من أوروبا، حيث ارتفعت الأسعار بسبب قرار روسيا بقطع شحنات الغاز الطبيعي إلى القارة.
وأشارت إلى أن انقطاع الطاقة النووية كلفها 29.1 مليار يورو، أي ما يعادل حوالي 31 مليار دولار، من الأرباح قبل الضرائب. وتسبب قرار الحكومة الفرنسية لوضع سقف لأسعار الكهرباء إلى خفض الأرباح بمقدار 8.5 مليار يورو أخرى. وكلف توليد الطاقة الكهرومائية المنخفض بشكل غير عادي بسبب ظروف الجفاف خلال الصيف الشركة 2.5 مليار يورو أخرى.
وأدى انقطاع الطاقة النووية لآثار متتالية عبر أنحاء القارة، وتصدّر المفاعلات النووية لشركة "إي دي إف" عادةً كميات كبيرة من الكهرباء إلى البلدان المجاورة، مما يساعد على استقرار أسعار الطاقة في ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا، وبدلاً من ذلك، أصبحت فرنسا مستورداً صافياً للكهرباء لأول مرة منذ عام 1980، مما فرض ضغوطاً تصاعدية على الأسعار.
ولتعويض المفقود نتيجة توقف الطاقة النووية، استهلكت فرنسا وجيرانها المزيد من الغاز الطبيعي. وزادت نسبة الغاز المستخدم لتوليد الطاقة في فرنسا بنسبة 34% العام الماضي.
وأوضحت الشركة أن 43 من 56 مفاعلاً تعمل الآن، وحددت الشركة الـ 16 مفاعلًا الأكثر تعرضًا لخطر التآكل، وقالت إن 10 منها تم أو يتم إصلاحها حاليًا. وتخطط EDF لاستبدال الأنابيب في المفاعلات الستة المتبقية ومفاعل واحد آخر بحلول نهاية هذا العام.