النفط يتلقى إشارات متضاربة بشأن تعافي الطلب العالمي

استقبلت أسواق النفط إشارات متضاربة على مدار الأسبوع الماضي، بشأن تعافي الطلب على النفط، حيث تباينت توقعات وكالة الطاقة وتقرير "أوبك" وإدارة الطاقة الأميركية، وفي الوقت ذاته توقع البنك الدولي تراجع الطلب على النفط.

وفي غضون، ذلك تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط بصورة طفيفة عند التسوية، أمس الجمعة، بعد أن أظهر مسح تدهور معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة، وانخفاض منصات التنقيب عن النفط الأميركية لأدنى مستوى في عامين.

 ورغم تراجع الأسعار الجمعة، فإنها ارتفعت نحو 4% على مدى الأسبوع، لتنهي سلسلة من الخسائر استمرت ثلاثة أسابيع.

عدد منصات التنقيب عن النفط ينخفض 4 منصات ليصل إلى 488 منصة وهو أدنى مستوى منذ 7 يناير 2022.

شركة "بيكر هيوز"

منصات التنقيب

انخفض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة، خلال الأسبوع المنتهي في الرابع عشر من يونيو الجاري، بينما استقرت منصات الغاز الطبيعي، وفقا لأحدث بيانات شركة "بيكر هيوز".

وأظهرت بيانات شركة "بيكر هيوز" الجمعة، أن عدد منصات التنقيب عن النفط انخفض هذا الأسبوع نحو 4 منصات عند 488 منصة، وهو أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 7 يناير 2022 (481 منصة).

وفي المقابل استقر عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة عند 98 منصة، دون تغيير عن الأسبوع الماضي، بحسب بيانات "بيكر هيوز".

أسعار النفط

 انخفضت أسعار عقود النفط خلال تعاملات نهاية الأسبوع، لتنهي سلسلة مكاسبها التي استمرت 4 جلسات متتالية، لكنها حققت مكاسب أسبوعية قوية، بعد 3 أسابيع متتالية من الخسائر.

وأنهت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر أغسطس تعاملات أمس الجمعة على انخفاض بنسبة 0.15% بما يعادل 13 سنتاً عند 82.62 دولاراً للبرميل.

وتراجع سعر خام غرب تكساس الأميركي الوسيط تسليم يوليو 0.2%، أو ما يعادل 17 سنتاً وصولا إلى مستويات 78.45 دولاراً للبرميل.
وعند نهاية الأسبوع، ارتفع خام برنت القياسي ليحقق مكاسب أسبوعية 3.85%، بينما حقق خام غرب تكساس الأميركي الوسيط مكاسب أسبوعية 3.75%.

توقعات سلبية

وقال البنك الدولي في تقرير حديث "إن نمو الطلب العالمي على النفط بدأ يفقد زخمه، بسبب التحديات التي تواجهها بيئة الاقتصاد الكلي العالمية، ولا سيما تباطؤ النمو في الصين، والضغوط المالية، والتضخم المستمر فوق المستوى المستهدف"

ومن المتوقع أن تستحوذ 5 دول (البرازيل والصين والهند وإندونيسيا والسعودية)، على ثلاثة أرباع نمو الاستهلاك العالمي في عام 2024، فيما سيرتفع نمو الطلب العالمي على النفط بشكل طفيف في عام 2025، وفقاً لتقرير البنك الدولي.

مستوى قياسي

وستصل إمدادات النفط العالمية إلى مستوى قياسي في عام 2024، بقيادة المنتجين من خارج "أوبك+"، حيث يتوقع البنك الدولي ارتفاع المعروض النفطي بمقدار 0.6 مليون برميل يومياً هذا العام، ليصل الإنتاج العالمي إلى مستوى قياسي يبلغ حوالي 103 ملايين برميل يومياً.

وأوضح التقرير أنه رغم تراجع سعر خام برنت، أوائل يونيو، بسبب ضعف الطلب على النفط، وزيادة المخزونات العالمية، إلا أن متوسط ​​أسعار النفط سيبلغ 84 دولاراً للبرميل في عام 2024، من 83 دولاراً في عام 2023، قبل أن ينخفض ​​إلى 79 دولاراً للبرميل في عام 2025.

لن أتفاجأ برؤية أسعار النفط تتجه نحو الارتفاع، في حين تستمر توقعات الطلب في الظهور بشكل أكثر تفاؤلًا.

 تيم ووتر كبير محللي السوق لدى كيه سي إم تريد

أبرز المخاطر

وبحسب تقرير البنك الدولي، تشمل المخاطر المحتملة التي تهدد التوقعات تصاعد الصراعات الجيوسياسية، وانخفاض إمدادات النفط عن المتوقع في أمريكا الشمالية.

وذكر التقرير أن النمو الاقتصادي العالمي الأضعف يمكن أن يؤدي إلى فرض ضغوط هبوطية على أسعار النفط، فضلاً عن استمرار السياسة النقدية المتشددة.

توقعات متضاربة

ورفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقديراتها لنمو الطلب على النفط بصورة طفيفة العام الجاري، بينما أبقت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) على توقعاتها لنمو الطلب نسبياً عند 2.2 مليون برميل يومياً. 

وفي غضون ذلك، خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب إلى أقل من مليون برميل يومياً، وقالت: "إنها تتوقع أن يصل الطلب على النفط إلى ذروته بحلول عام 2029، ليستقر عند نحو 106 ملايين برميل يوميا بحلول نهاية العقد".

وكتب محللو بنك كومرتس في مذكرة حديثة "إن الجهات الثلاث توقعت عجزاً في المعروض حتى بداية فصل الشتاء على الأقل".

 نظرة متفائلة

 تتوقع إدارة المعلومات نمو الطلب على النفط بمقدار 1.08 مليون برميل يومياً خلال 2024، بارتفاع ملحوظ عن التقدير السابق البالغ 0.92 مليون برميل يوميا.

وأشارت توقعات "أوبك" إلى أن الطلب على النفط سيبلغ أعلى مستوى له خلال الربع الأخير من العام الجاري، عند 105.60 مليون برميل يوميا.

 وأبقت أوبك على توقعات نمو الطلب على النفط في 2024 عند 2.25 مليون برميل يومياً، ليظل الإجمالي المتوقع عند مستوى قياسي بنحو 104.46 مليون برميل يومياً.

وقال "غولدمان ساكس" في مذكرة حديثة "تحولت مخزونات النفط العالمية مجددا إلى العجز، مع انتهاء عمليات البناء الكبيرة السابقة في المخزونات التجارية العالمية".

أسبوع التعافي

وكتب كبير محللي السوق لدى "كيه سي إم تريد "تيم ووتر في مذكرة حديثة: "بشكل عام، يمكن وصف هذا الأسبوع بأنه أسبوع تعاف للنفط".

وقال ووتر: "لن أتفاجأ برؤية أسعار النفط تتجه نحو الارتفاع، في حين تستمر توقعات الطلب في الظهور بشكل أكثر تفاؤلًا، وقد يعتمد الكثير على كيفية ظهور صورة الطلب في الصيف بنصف الكرة الشمالي".

ولفت ووتر إلى تقديم المزيد من الدعم للسوق، بعدما تعهدت روسيا بالوفاء بالتزاماتها الإنتاجية بموجب اتفاق أوبك+، بعد أن قالت إنها تجاوزت حصتها في مايو.