تشير مصادر من داخل منظمة «أوبك+» إلى إمكانية تأجيل الزيادة المخطط لها في إنتاج النفط لشهر أكتوبر، في ظل استمرار تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها خلال الأشهر التسعة الماضية. وعلى الرغم من ارتفاع طفيف في بداية جلسة الأربعاء، إذ وصل سعر خام برنت إلى 74.80 دولار للبرميل، لم يستطع السوق الحفاظ على تلك المكاسب، ليتراجع لاحقاً إلى حوالي 73 دولاراً.
من أبرز العوامل التي تضغط على أسعار النفط ضعف الطلب الصيني وانخفاض هامش التكرير العالمي، ما دفع بعض المصافي لتقليل عمليات معالجة النفط. وأشارت المحللة هليما كروفت من «آر بي سي كابيتال» إلى أن «أداء الصين الضعيف أثر على توقعات النمو لعام 2024، مما جعلها متأخرة في استيراد النفط مقارنة بعام 2023».
تراجع إنتاج النفط الليبي بسبب النزاع على السيطرة على البنك المركزي، مما أدى إلى فقدان حوالي 700 ألف برميل يومياً من الإنتاج. ورغم ذلك، انخفضت الأسعار بنسبة 5% بعد ظهور تقارير عن إمكانية حل النزاع، مما زاد الضغوط على السوق بالتزامن مع ضعف الطلب الصيني.
منذ نهاية 2022، خفضت «أوبك+» الإنتاج بمقدار 5.86 مليون برميل يومياً لدعم السوق في مواجهة ضعف الطلب. في يونيو، وافقت المنظمة على تمديد خفض الإنتاج حتى نهاية 2025 بمقدار 3.66 مليون برميل يومياً، مع تمديد آخر لتخفيض إضافي حتى نهاية سبتمبر 2024.
كانت «أوبك+» تخطط لزيادة الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يومياً في أكتوبر، لكن مع استمرار تراجع الأسعار، قد يتم تأجيل هذه الزيادة لدعم الأسعار والحد من الانخفاض المستمر.
تتباين التوقعات المستقبلية لأسعار النفط؛ فقد حذرت «سيتي» من احتمال انخفاض الأسعار إلى 60 دولاراً للبرميل بحلول عام 2025 إذا لم تقم «أوبك+» بخفض إضافي للإنتاج. بينما توقعت «يو بي إس» أن يرتفع سعر برنت فوق 80 دولاراً للبرميل في الأشهر المقبلة، مدعوماً بطلب قوي خارج الصين.