تقلبت أسعار النفط في نطاق أفقي، اليوم الأربعاء، إذ لا يزال الفائض المتوقع في المعروض خلال الأشهر المقبلة هو العامل المسيطر في السوق، نتيجة ضعف الطلب الصيني. وبحلول منتصف الجلسة الأميركية، ارتفع سعر برميل خام برنت بحر الشمال، للتسليم في يناير، بنسبة 0.6%. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) الأميركي للتسليم في ديسمبر 0.5%.
ويرى ريكاردو إيفانجليستا، محلل لدى «أكتيف تريدز»، أنه رغم التدابير التحفيزية التي اتخذتها بكين، من المرجح أن تكون وتيرة نمو الاقتصاد الصيني أقل من التوقعات السابقة. ويضاف تباطؤ الاقتصاد الصيني، المتمثل بضعف الاستهلاك وأزمة عقارية حادة، إلى التوقعات السلبية لسوق النفط، إذ يرتبط الطلب على الخام بشكل وثيق مع صحة الاقتصاد الصيني، أكبر مستورد عالمي للنفط.
وكانت «أوبك» قد خفّضت، يوم الثلاثاء، توقعاتها للطلب على النفط للشهر الرابع على التوالي، في ظل مراجعات تنازلية لتوقعات الطلب الصيني. كما تأثرت أسعار النفط بارتفاع الدولار منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إذ إن تسعير النفط بالدولار يجعل ارتفاع العملة الأميركية يزيد تكلفة شراء النفط بالنسبة للمشترين الأجانب، مما يؤدي إلى تراجع الطلب، وفقاً لإيفانجليستا.
ويشكل فوز الرئيس الجمهوري عنصراً غير محسوم بالنسبة للأسواق، فرغم توجهاته الداعمة للوقود الأحفوري وتوقعات المستثمرين بتوفير شروط مواتية للمنتجين الأميركيين، إلا أن انتخابه يعرقل الجهود المبذولة لتسريع التحول نحو الطاقة المتجددة والحد من استخدام الوقود الأحفوري.
وفي اليوم الثالث من (COP29)، أشار بيير فريدلينغشتاين، من جامعة إكستر البريطانية، إلى أن لا شيء يشير إلى أن استخدام الوقود الأحفوري قد بلغ ذروته حتى الآن، إذ لا تزال بعض الدول الغنية مترددة في تسريع جهود مكافحة التغير المناخي.
منظر عام لمصفاة النفط التابعة لشركة «لوك أويل» في فولغوغراد، روسيا، بتاريخ 22 أبريل 2022.