logo
طاقة

المتداولون في النفط يتوقعون تأثيراً سلبياً لسياسة ترامب الخارجية

المتداولون في النفط يتوقعون تأثيراً سلبياً لسياسة ترامب الخارجية
شعار «شل» في محطة وقود في فلوريدا كيز، الولايات المتحدة، في 7 مايو 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:20 نوفمبر 2024, 02:50 م

اختفت علاوة المخاطر الجيوسياسية التي كانت تدعم أسعار النفط على مدار سنوات، إذ بدأ المتداولون في تفسير سياسة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، على أنها سلبية بالنسبة للطلب على النفط وأسعاره.

ومنذ الحرب الروسية في أوكرانيا في عام 2022، تداولت عقود النفط الآجلة عادة فوق قيمتها العادلة، مدفوعةً بالتهديدات المتعلقة بتعطيل الإمدادات بسبب النزاعات العسكرية، لكن هذه العلاوة بدأت تتلاشى، حتى في ظل استمرار النزاعات في منطقة الشرق الأوسط، مع توقعات بأن يسعى الرئيس المنتخب إلى الحد من صادرات النفط الإيراني، أحد أكبر الدول المنتجة للنفط.

وأظهر مقياس من بلومبرغ أن عقود النفط الآجلة قد محت تماماً علاوة المخاطر منذ بداية عام 2024، وتراجعت علاوة الحرب على خام برنت، الذي يتم تداوله حالياً بالقرب من 73 دولاراً للبرميل، بمقدار 2 دولار، وهو أول تراجع منذ عام 2021.

ويرجع ذلك جزئياً إلى أن مستثمري النفط يراهنون على سياسة ترامب الخارجية بعدِّها سلبية بالنسبة للسوق، ووفقاً لاستطلاع من «بلومبرغ» شمل 10 متداولين، قال 8 منهم إن مقترحات ترامب ستحد من ارتفاع الأسعار، مع توقع بعضهم أن حرباً تجارية مع الصين ستقلل من الطلب وتوازن أي عقوبات جديدة على إيران.

وغياب علاوة المخاطر يعد أحدث مؤشر على أن المتداولين لا يتوقعون ارتفاعاً كبيراً في سوق النفط حتى مع تولي ترامب منصبه، فقد تداولت عقود النفط ببطء منذ الانتخابات، في نطاق يتراوح حوالي 5 دولارات، مع تزايد تردد المستثمرين في الرهان على انقطاع إمدادات النفط المحتملة، وهذا قد يكون إيجابياً بالنسبة لترامب، إذ إن انخفاض أسعار النفط يمهد الطريق لأسعار بنزين منخفضة في محطات الوقود.

وعلى الرغم من احتمال تصعيد الوضع في الشرق الأوسط، يتجه المتداولون نحو توقعات بوجود سوق نفط فائضة قادرة على امتصاص أي اضطرابات، بفضل الإنتاج القياسي للنفط الصخري في الولايات المتحدة والطاقة الاحتياطية الكبيرة لدى منظمة «أوبك+»، هذه الحواجز لم تكن موجودة في عام 2022، عندما قفزت الأسعار إلى أكثر من 120 دولاراً للبرميل بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، وفقاً لما قاله روري جونستون، مؤسس استشارات النفط «كوموديتي كونتكس»، ويقدر جونستون أن علاوة المخاطر لم تكن ظاهرة في السوق منذ شهر أبريل الماضي.

هل تبالغ الأسواق في التفاؤل؟

من جهة أخرى، قد يكون المتداولون الذين يتبنون رؤية هبوطية يعتمدون على ذكريات فترة رئاسة ترامب الأولى، عندما فضل الضغط الاقتصادي على العمل العسكري، وفقاً للخبير الجيوسياسي غريغوري برو، من مجموعة يوراسيا، وأشار إلى الهجوم الإيراني على قاعدة أميركية في شمال العراق في عام 2020 رداً على اغتيال قاسم سليماني، إذ اختار ترامب عدم التصعيد، رغم الضغوط من مستشاريه المتشددين، وهذا يشير إلى حكومة قد تدعم إسرائيل في حملتها ضد الوكلاء الإيرانيين دون دعم ضربات مباشرة.

وقد أظهرت إيران بالفعل عدم رغبتها في الاصطدام مع الإدارة القادمة، إذ وافقت على وقف إنتاج اليورانيوم المخصب إلى المستوى المطلوب للأسلحة النووية.

ترامب والعقوبات على إيران

وفي فترة رئاسته الأولى، قاد ترامب حملة الضغط الأقصى التي خفضت بشكل كبير صادرات الجمهورية الإسلامية من النفط، ويعتقد المستثمرون أنه سيحاول استهداف هذه التدفقات مرة أخرى، لكن مثل هذه الإجراءات قد يكون لها تأثير محدود في أسعار النفط، إذ أصبح المتداولون أكثر تشككاً في قدرة العقوبات على التأثير بشكل كبير، فعندما جددت الحكومة الأميركية في أكتوبر الماضي العقوبات على النفط الإيراني، انخفضت أسعار النفط بأكثر من 5 دولارات للبرميل في الأسبوع التالي.

ويقول برو إن الإجماع هو أن الولايات المتحدة قد تنجح في تقليص بعض صادرات النفط الإيراني، لكن ليس كلها، ولن يحدث ذلك بسرعة. ومع ذلك، قد لا تعوض خسارة ما يصل إلى مليون برميل يومياً من النفط الإيراني «الإشارات الهبوطية» بما يكفي لتوفير بيئة سعرية مرتفعة.

الحذر في الأسواق الهبوطية

على الرغم من هذه التوقعات الهبوطية، يحذر المحللون من المبالغة في التفاؤل بشأن سياسة ترامب، ويقول جون كيلداف، الشريك المؤسس لشركة «أغين كابيتال» إن الوُجود في السوق الهبوطية في أقرب وقت سيكون صعباً بالنظر إلى المخاطر والتقلبات المصاحبة، وهي سمة بارزة للأسواق خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، ويعتقد كيلداف أن المتداولين سيعتمدون على إستراتيجيات مثل «البيع المكشوف» الطويلة كوسيلة للتحوط ضد احتمالية حدوث عمليات بيع طويلة الأمد.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC