logo
طاقة

هل يشكل الذكاء الاصطناعي استنزافاً كبيراً لإمدادات الطاقة في العالم؟

هل يشكل الذكاء الاصطناعي استنزافاً كبيراً لإمدادات الطاقة في العالم؟
ألواح شمسية على سطح مقر شركة "غوغل" في ماونتن فيو، كاليفورنيا، في 18 يونيو 2007.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:5 يوليو 2024, 05:58 م

كشفت شركة "غوغل" هذا الأسبوع عن زيادة كبيرة بنسبة 48% في انبعاثاتها المناخية منذ عام 2019، وعزت هذا الارتفاع في المقام الأول إلى انتشار الذكاء الاصطناعي.

وأوضحت أنه مع قيام شركات التكنولوجيا الأميركية بتوسيع شبكتها العالمية من مراكز البيانات بسرعة، يظهر الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيس لهذا النمو، ما يثير المخاوف بشأن تصاعد استهلاك الطاقة للتكنولوجيا وتداعياتها البيئية.

استهلاك الكهرباء في عمليات الذكاء الاصطناعي

أوضحت الشركة أن عمليات الذكاء الاصطناعي تستهلك الكثير من الطاقة في كل مرحلة، مبينة أنه في كل مرة يتفاعل فيها المستخدم مع برنامج الدردشة الآلي أو أداة الذكاء الاصطناعي المنتجة، تتم معالجة طلبه من قبل مراكز البيانات.

علاوة على ذلك، يتطلب تطوير برامج الذكاء الاصطناعي، ولاسيما نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)، قوة حسابية كبيرة، وخلال هذه العمليات، تستهلك أجهزة الكمبيوتر كميات هائلة من الكهرباء، وتولد الحرارة التي تتطلب طاقة إضافية لأنظمة التبريد، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

بدورها، ذكرت "وكالة الطاقة الدولية" (IEA) في وقت سابق من هذا العام أن مراكز البيانات تستخدم عادة حوالي 40% من الكهرباء الخاصة بها لمهام الحوسبة و40% أخرى للتبريد.

مخاوف الخبراء

أكدت الشركة أنه منذ إطلاق "تشات جي بي تي" من شركة "أوبن إيه آي"، في أواخر عام 2022، كان عمالقة التكنولوجيا يتسابقون لدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتهم، ما أثار مخاوف بشأن زيادة محتملة في استخدام الكهرباء.

وتتطلب الخدمات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عموماً طاقة أكبر بكثير من نظيراتها التقليدية، وعلى سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن كل استعلام يتم إجراؤه على "تشات جي بي تي" يستهلك طاقة تفوق بعشرة أضعاف ما يتطلبه بحث واحد فقط من غوغل، وبالتالي، فإن التحول الكامل إلى استعلامات البحث المعتمدة على الذكاء الاصطناعي - والتي تقدر بحوالي تسعة مليارات سنوياً - يمكن أن يزيد بشكل كبير من استهلاك "غوغل" للطاقة.

وتتطلّب برمجة هذه الخوارزميات عادةً شرائح كمبيوتر عالية الطاقة، والتي بدورها تتطلب مزيداً من التبريد، والذي يستخدم المزيد من الكهرباء.

الطلب على الطاقة في الذكاء الاصطناعي

قبل اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، كانت التقديرات تشير إلى أن مراكز البيانات تمثل حوالي 1% من الطلب العالمي على الكهرباء.

ذكر تقرير "وكالة الطاقة الدولية" أنه في عام 2022، استهلكت مراكز البيانات، إلى جانب العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي، مجتمعة 460 تيراواط/ساعة من الكهرباء، أي ما يعادل حوالي 2% من الطلب العالمي على الكهرباء، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2026، بما يتوافق مع استهلاك اليابان للكهرباء.

قام دي فريس، الباحث في موقع (Digiconomist)، بتقدير استخدام الطاقة المنسوبة إلى الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل توقعات المبيعات من شركة "إنفيديا"، الشركة الرائدة في تصنيع الخوادم المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.

وأشار في بحثه إلى أنه إذا كانت توقعات مبيعات "إنفيديا" لعام 2023 دقيقة، فإن خوادمها وحدها يمكن أن تستهلك ما بين 85.4 و134.0 تيراواط ساعة سنوياً - وهو ما يعادل إجمالي استهلاك الكهرباء في دول مثل الأرجنتين أو السويد.

 تحديات وجهود الاستدامة

يسعى كبار مشغلي الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، بما في ذلك "أمازون" و"غوغل" و"مايكروسوفت"، إلى التخفيف من آثار الكربون من خلال الاستثمار بكثافة في الطاقة المتجددة.  

ووفقاً لبراساد كاليانارامان نائب الرئيس لخدمات البنية التحتية في "أمازون ويب سيرفيسز" (AWS)، تعد الشركة حالياً أكبر مشتر للطاقة المتجددة في العالم، وهي ملتزمة بتحقيق صافي الكربون الصفري بحلول عام 2040.

وتهدف "غوغل" و"مايكروسوفت" إلى الوصول إلى هذا الإنجاز بحلول عام 2030.

ومع ذلك، فإن التوسع في مراكز البيانات وزيادة استخدام المراكز الحالية يمثل تحديات أمام تحقيق أهداف الطاقة الخضراء هذه. 

وأبلغت "غوغل" مؤخراً عن زيادة بنسبة 48% في انبعاثات الغازات الدفيئة منذ عام 2019، بينما شهدت "مايكروسوفت" زيادة بنسبة 30% منذ عام 2020، ويعزو كلاهما هذه الزيادات إلى مبادرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما.

ووصف رئيس شركة "مايكروسوفت"، براد سميث، تعهّد الشركة بالاستدامة بأنه "إنجاز كبير"، معترفاً بأن الطفرة في تطوير الذكاء الاصطناعي كانت سبباً في إطالة الرحلة نحو تحقيق أهدافها بشكل كبير.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC