وشهدت أسعار النفط تراجعا في ختام تعاملات يوم الجمعة آخر جلسات الأسبوع، بعدما تجاوزت 85 دولارا للبرميل يوم الخميس لأول مرة منذ نوفمبر، بيد أن النفط نجح في تسجيل مكاسب أسبوعية في حدود 4%.
كما عاد النفط ليلامس أعلى مستوياته منذ مطلع نوفمبر الماضي، وسط حالة من التفاؤل بتعافي الطلب تزامنًا مع انحسار المعروض وتوقعات انخفاض الدولار التي تعزز من الإقبال على شراء الخام.
التوقعات بارتفاع معدل تشغيل مصافي النفط الأميركية، عزز من شهية المخاطر لدى المتداولينANZ
وانخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بنحو 8 سنتات أو بنسبة 0.09%، ليصل إلى مستوى 85.34 دولارًا للبرميل خلال جلسة الجمعة عند التسوية، إلا أنها ارتفعت بما يقرب من 4% خلال تعاملات الأسبوع.
وبينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بواقع 22 سنتاً، أو بنسبة 0.27%، بنهاية تعاملات أمس الجمعة ليصل إلى مستوى 81.04 دولارًا للبرميل، إلا أنه أنهى الأسبوع وفي جعبته مكاسب في حدود 3.8%.
ولفت محللو إيه إن زد ANZ إلى أن التوقعات بارتفاع معدل تشغيل مصافي النفط الأميركية عززت من شهية المخاطر لدى المتداولين بشأن ارتفاع الطلب على النفط في أكبر اقتصاد بالعالم.
وقال محللو إيه إن زد في مذكرة للعملاء: "المصافي الأميركية عادت للعمل بعد إغلاق طاقتها في يناير بسبب تجميد الشتاء، وهو ما انسحب على انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة".
كما بدأت هوامش مصافي التكرير الأوروبية تتحسن هي الأخرى في إشارة إلى بوادر عودة الزخم في منطقة الاتحاد الأوروبي مع زيادة الطلب على النفط، حسب المحللين في بنك إيه إن زد.
وأوضح محللو إيه إن زد أن الأسواق تفاعلت مع المخاطر الجيوسياسية المتزايدة بعد أن هاجمت طائرة دون طيار أوكرانية مصفاة روسية، وهو ما يغذي مخاوف شح المعروض.
الأسواق تفاعلت مع المخاطر الجيوسياسية المتزايدة بعد أن هاجمت طائرة دون طيار أوكرانية مصفاة روسيةANZ
ويرى المحلل في بي في إم، تاماس فارغا أن تقرير وكالة الطاقة الدولية بشأن توازن سوق النفط العالمي لم ينجح في تقليص المزاج المتفائل المتنامي لدى المتداولين بنمو الطلب وارتفاع الأسعار.
وخفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للإمدادات لعام 2024، متوقعة ارتفاع إمدادات النفط بمقدار 800 ألف برميل يوميًا إلى 102.9 مليون برميل يوميًا هذا العام.
وفي غضون ذلك أوضح المحلل لدى بنك يو بي إس السويسري جيوفاني ستانوفو أن الأسواق كانت أكثر تفاعلًا مع التوقعات الإيجابية بشأن تعافي الطلب والتي أصدرتها منظمة أوبك.
وقال المحلل لدى بنك يو بي إس السويسري: "المراجعات التصاعدية لنمو الطلب وانخفاض تقديرات نمو العرض تؤدي إلى تقليص المعروض في السوق بنحو 400 ألف برميل يوميا".
وتراجعت صادرات روسيا من الوقود المنقول بحرًا بنسبة 1.5% عن الشهر السابق في فبراير جراء توقف مصافي التكرير وهجمات الطائرات دون طيار الأوكرانية والحرائق.
وفي مدينة ريازان الروسية تسبب هجوم بطائرة دون طيار في نشوب حريق بمصفاة روسنفط، إذ اضطرت المصفاة إلى إغلاق وحدتين رئيستين لتكرير النفط.
المراجعات التصاعدية لنمو الطلب وانخفاض تقديرات نمو العرض تؤدي إلى تقليص المعروض في السوق بنحو 400 ألف برميل يوميابنك يو بي إس
ورفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب في 2024 بمقدار 110 آلاف برميل يوميًا عن تقريرها السابق، وخفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للإمدادات لعام 2024.
وفي غضون ذلك حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن التباطؤ الاقتصادي العالمي يعمل بمثابة رياح معاكسة إضافية لاستعمال النفط، وتوقعت ارتفاع إمدادات النفط بمقدار 800 ألف برميل يوميًا إلى 102.9 مليون برميل يوميًا هذا العام.
ورجحت وكالة الطاقة الدولية أن يتباطأ نمو الطلب الإجمالي إلى 1.3 مليون برميل يوميًا هذا العام، بعد نمو قدره 2.3 مليون برميل يوميًا العام الماضي.
ورفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها بشأن الطلب على النفط في 2024 للمرة الرابعة منذ نوفمبر، في ظل هجمات الحوثيين التي تعطل حركة الشحن في البحر الأحمر، وتوقعت الوكالة عجزا طفيفا في الإمدادات هذا العام بعدما مدد أعضاء أوبك+ خفض الإنتاج.
سيتفاجأ المستثمرون بقوة ارتفاع أسعار النفط هذا الصيف بفضل زيادة في الطلب مع انخفاض أسعار الفائدةمورغان ستاتلي
وفي أحدث تقرير توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع سعر خام برنت بنسبة 5.6%، ليصل إلى 87 دولارًا للبرميل خلال 2024.
وفي الوقت ذاته رجح تقرير إدارة معلومات الطاقة ارتفاع متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 82.15 دولارًا للبرميل خلال عام 2024.
وقالت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء إن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت أيضا بنحو غير متوقع الأسبوع الماضي في الوقت الذي تكثف فيه مصافي التكرير عمليات المعالجة، بينما تراجعت مخزونات البنزين مع ارتفاع الطلب.
وانخفضت مخزونات النفط الخام في مركز التسليم، في كاشينغ بولاية أوكلاهوما، 220 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن من مارس، كما تراجعت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة، 5.7 ملايين برميل في الأسبوع، إلى 234.1 مليون برميل.
نشهد بعض التماسك عند منطقة 80.55/81.65 دولارًا بعدِّها منطقة مقاومة لخام غرب تكساس الوسيط(OANDA)
ورجح مارتن راتس، مدير عام في بنك مورغان ستاتلي "أن يتفاجأ المستثمرون بقوة ارتفاع أسعار النفط هذا الصيف، معولًا على زيادة في الطلب مع انخفاض أسعار الفائدة".
إلا أن راتس لفت إلى أن الأسعار ستعتمد على تمديد خفض أوبك+ للإنتاج، نظرًا إلى أن نمو الطلب المتوقع سيقابله زيادة في الإنتاج من جانب المنتجين خارج مجموعة أوبك كالولايات المتحدة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافقت أوبك+ على تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية، حتى نهاية الربع الثاني، في محاولة لدعم استقرار أسواق النفط الخام على المدى القصير.
تقرير الطاقة الدولية بشأن توازن سوق النفط لم ينجح في تغيير المزاج المتفائل المتنامي لدى المتداولينتاماس فارغا
وقال كبير محللي السوق في أواندا (OANDA) كيلفين وونغ: "يُعزى الارتفاع الأخير في أسعار النفط الخام إلى عامل تشديد جانب العرض وسط التوقعات بانتعاش الطلب".
كما لفت محلل السوق في أواندا إلى أن الأسواق تراقب الفيدرالي في الأسبوع المقبل بحثًا عن إشارات لبدء خفض الفائدة، وهو ما سيعزز من زيادة الطلب تزامنا مع انخفاض الدولار.
وعن مستويات الأسعار توقع وونغ أن نشهد بعض التماسك عند منطقة 80.55/81.65 دولارًا بعدِّها منطقة مقاومة لخام غرب تكساس الوسيط".