وارتفعت أسعار النفط اليوم الجمعة بعد انخفاضها العنيف في اليوم السابق مع استعداد المزيد من شركات الشحن لعبور البحر الأحمر، بيد أنها لا تزال أبعد ما تكون عن مستويات الـ100 دولار التي توقعت بنوك استثمار في وقت سابق أن ينجح النفط في تجاوزها مع اندلاع الصراع في الشرق الوسط.
ويتوقع مستثمرون ومحللون أن يدعم ضعف الدولار والتخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة في مناطق استهلاكية رئيسية في 2024 الطلب على النفط، بيد أن التقلبات العنيفة ستبقى حاضرة على طاولة تحركات أسواق الطاقة.
من المرجح أن تحاول السوق الارتفاع مرة أخرى، ربما في أوائل العام الجديدهيرويوكي كيكوكاوا
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي 30 سنتا أو 0.25% وصولًا إلى مستويات قرب بالمئة إلى 77.55 دولار للبرميل ب.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 25سنتا وصولا إلى مستويات 71.88 دولار للبرميل خلال التعاملات المبكرة اليوم الجمعة.
يرى رئيس شركة إن إس تريدينج هيرويوكي كيكوكاوا، أن المخاوف بشأن حركة الشحن في البحر الأحمر قد تراجعت، وهو ما انعكس أمس على الأسعار.
بيد أنه ومع استمرار القلق بشأن التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بشأن تورط أطراف جديدة في الصراع يجعل من الصعب تكثيف عمليات البيع، وفقًا لرئيس شركة إن إس تريدينج.
وقال رئيس شركة إن إس تريدينج: "من المرجح أن تحاول السوق الارتفاع مرة أخرى، ربما في أوائل العام الجديد".
وسيأتي ذلك بفضل توقعات بتعافي الطلب على الوقود، مع التيسير النقدي في الولايات المتحدة وارتفاع الطلب على الكيروسين خلال فصل الشتاء في النصف الشمالي.
المخاوف بشأن حركة الشحن في البحر الأحمر قد تراجعت، وهو ما انعكس أمس على الأسعارهيرويوكي كيكوكاوا
وأوضحت كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا ريانكا ساشديفا أنه على الرغم من إغلاق قنوات الشحن وإعادة توجيه السفن، فإن مدى تأثر الإمدادات العالمية لا يزال قابلاً للنقاش.
وقالت ريانكا ساشديفا: "لا تزال الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني محركًا رئيسيًا لمشاعر أسواق النفط العالمية".
وأضافت كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا: "احتمالات تصعيد الهجمات ضد مواطني القطاع تؤثر في الحركة السوقية لأسعار النفط".
وتتجه أسعار النفط لإنهاء عام 2023 على انخفاض بنحو 10% مسجلة أول انخفاض سنوي في عامين.
وتأتي خسائر النفط على مدار العام بعدما تسببت المخاوف الجيوسياسية وتخفيضات الإنتاج والتدابير العالمية لكبح التضخم في تقلبات حادة في الأسعار.
وفي غضون ذلك يتجه النفط صوب إنهاء العام عند أدنى مستوى منذ نهاية عام منذ 2020 عندما قوضت جائحة كورونا الطلب وأدت لانخفاض الأسعار.
ويتجه النفط نحو الانخفاض للشهر الثالث على التوالي بسبب مخاوف الطلب التي تمحو أثر المخاوف من تضرر الإمدادات جراء الصراع في الشرق الأوسط.
احتمالات تصعيد الهجمات ضد مواطني القطاع تؤثر في الحركة السوقية لأسعار النفطريانكا ساشديف
وبعد التراجع خلال تعاملات أمس مع انحسار المخاوف بشأن حركة الملاحة في البحر الأحمر طغت المخاوف المستمرة بشأن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط من جديد على شهية المخاطر.
وتراجع اضطراب حركة الملاحة مع إعلان بعض شركات الشحن العالمية العودة إلى مسار البحر الأحمر.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا رئيس شركة إن.إس تريدينج وهي وحدة تابعة لشركة نيسان للأوراق المالية: "تراجعت المخاوف حول الملاحة في البحر الأحمر، لكن استمرار المخاوف من التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بشأن تورط أطراف جديدة قد يجعل من الصعب بيع المزيد من النفط".
وأعلنت شركة الشحن الدنماركية ميرسك أنها حددت مواعيد لعبور العشرات من سفن الحاويات عبر قناة السويس والبحر الأحمر في الأسابيع المقبلة.
جاء ذلك بعد الدعوة لوقف مؤقت لهذه المسارات في وقت سابق من هذا الشهر على خلفية هجمات شنتها جماعة الحوثي اليمنية.
تراجعت المخاوف حول الملاحة في البحر الأحمر، لكنها مستمرة على خلفية التوترات في الشرق الأوسطهيرويوكي كيكوكاوا
ورغم تخفيضات أوبك+ وتراجع الدولار واستمرار الحرب بين حماس وإسرائيل وهجمات الحوثين في البحر الأحمر انخفض النفط منذ بداية أكتوبر بما يقرب من 120 دولارًا في البرميل.
وزادت أسعار الخام القياسي بما يقرب من 21 دولار في الأشهر الثلاثة المتهية في سبتمبر الماضي بارتفاع أكثر من 27% .
وخلال الربع الثالث من العام الجاري ارتفع الخام الأميركي بأكثر من 20 دولار مسجلًا مكاسب في حدود 29%.
وبعدما اقتربت من مستويات قرب الـ 100 دولار للبرميل نهاية سبتمبر، دخلت الأسعار في موجة من التراجعات إلى المستويات الحالية لتخسر ما يقرب من 20 دولارًا في البرميل.