ومنذ بداية الأسبوع، تلقت أسعار النفط عددا من المحفزات وسعت مكاسبها إلى ما يقرب من 4 % بفضل التوقعات المتفائلة من وكالة الطاقة الدولية ومتظمة الدول المصدرة للنفط أوبك جنبًا إلى ومؤشرات قوية بزيادة الطلب في الولايات المتحدة الأميركية.
وتأتي تراجعات اليوم بعدما نجحت أسعار النفط في تجاوز مستويات الـ85 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ نوفمبر 2023 بينما تخطى خام غرب تكساس مستويات الـ81 دولارًا للبرميل.
انخفاض مخزون البنزين الأميركي إلى قاع 3 أشهر وصيانة المصافي الأميركية يدعم ارتفاع أسعار النفط في الفترة المقبلةبنك إيه إن زد (ANZ)
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الجمعة تنخفض العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنسبة 0.6% نزولًا دون مستويات الـ 85 دولارًا للبرميل وتتحرك الأسعار بين مستويات 85.4 دولار و84.88 دولار.
وفي الوقت ذاته، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط بحوالي 0.65% نزولًا دون مستويات الـ81 دولارًا للبرميل وتتحرك الأسعار بين مستويات 80.76 دولار ومستويات 81.26 دولار.
وعند نهاية تعاملات أمس الخميس، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مايو بنسبة 1.65% إلى مستويات 85.42 دولار للبرميل لأول مرة في 2024.
وفي غضون ذلك، صعدت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أبريل بنسبة 1.93%، وصولًا إلى مستويات 81.26 دولار للبرميل.
يُعزى الارتفاع الأخير في أسعار النفط الخام إلى عامل تشديد جانب العرض وسط التوقعات بانتعاش الطلبكيلفين وونغ- أوندا
يرى محللو إيه إن زد أن انخفاض مخزون البنزين الأميركي إلى أدنى مستوى له في 3 أشهر وعمليات الصيانة لمصافي التكرير في الولايات المتحدة يدعم ارتفاع أسعار النفط في الفترة المقبلة.
وأوضح محللو إيه إن زد أن الأسواق تفاعلت مع المخاطر الجيوسياسية المتزايدة بعد أن هاجمت طائرة دون طيار أوكرانية مصفاة روسية، وهو ما يغذي مخاوف شح المعروض.
وفي ريازان تسبب هجوم بطائرة دون طيار في نشوب حريق بمصفاة روسنفط، إذ اضطرت المصفاة إلى إغلاق وحدتين رئيسيتين لتكرير النفط.
وقال كبير محللي السوق في أواندا (OANDA) كيلفين وونغ: "يُعزى الارتفاع الأخير في أسعار النفط الخام إلى عامل تشديد جانب العرض وسط التوقعات بانتعاش الطلب".
جنبًا إلى جنب، لفت محلل السوق في أواندا إلى أن الأسواق تراقب الفيدرالي في الأسبوع المقبل بحثًا عن إشارات لبدء خفض الفائدة وهو ما سعزز من زيادة الطلب تزامنا وانخفاض الدولار.
وعن مستويات الأسعار، توقع وونغ أن نشهد بعض التماسك عند منطقة 80.55/81.65 دولار باعتبارها منطقة مقاومة لخام غرب تكساس الوسيط".
الأسعار ستعتمد على تمديد خفض أوبك+ نظرًا إلى أن نمو الطلب المتوقع سيقابله زيادة في الإنتاج من جانب المنتجين خارج المجموعةمارتن راتس- مورغان ستاتلي
ورفعت وكالة الطاقة الدولية أمس الخميس توقعاتها بشأن الطلب على النفط في 2024 للمرة الرابعة منذ نوفمبر في ظل هجمات الحوثيين التي تعطل حركة الشحن في البحر الأحمر، وتوقعت الوكالة عجزا طفيفا في الإمدادات هذا العام بعدما مدد أعضاء أوبك+ خفض الإنتاج.
وقالت الوكالة في أحدث تقرير لها: "إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع 1.3 مليون برميل يوميا في عام 2024 بزيادة 110 آلاف برميل يوميا عن الشهر الماضي".
ولفتت الوكالة إلى أن تحويل مسارات الشحن أدى إلى ارتفاع كميات النفط التي تنقلها السفن إلى ما يقارب 1.9 مليار برميل في نهاية الشهر الماضي، لتسجل أعلى مستوى منذ ذروة الوباء.
وأضافت الوكالة في تقريرها الشهري عن النفط أن النمو "يعود إلى مستوياته المعتادة بعد التقلبات الشديدة التي شهدتها سنوات الجائحة".
وقالت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء إن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت أيضا بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي في الوقت الذي تكثف فيه مصافي التكرير عمليات المعالجة بينما تراجعت مخزونات البنزين مع ارتفاع الطلب.
وانخفضت مخزونات النفط الخام في مركز التسليم، في كاشينغ بولاية أوكلاهوما، 220 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن من مارس، كما تراجعت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة، 5.7 مليون برميل في الأسبوع، إلى 234.1 مليون برميل.
ورجح مارتن راتس، مدير عام في بنك مورغان ستانلي أن يتفاجأ المستثمرون بقوة ارتفاع أسعار النفط هذا الصيف معولًا ذلك على زيادة في الطلب مع انخفاض أسعار الفائدة".
إلا أن راتس لفت إلى أن الأسعار ستعتمد على تمديد خفض أوبك+ للإنتاج، نظرًا إلى أن نمو الطلب المتوقع سيقابله زيادة في الإنتاج من جانب المنتجين خارج مجموعة أوبك كالولايات المتحدة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافقت أوبك+ على تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية، حتى نهاية الربع الثاني، في محاولة لدعم استقرار أسواق النفط الخام على المدى القصير.