سيطرت حالة من التردد وعدم اليقين على توقعات سعر النفط الخام لليوم وغد، مع اتجاه النفط للتراجع رغم المحفزات في الأسواق مع خفض الفائدة وتراجع مخزونات النفط ومشتريات الحكومة في أميركا لتدعيم المخزون الاستراتيجي، إضافة إلى تزايد التوترات في الشرق الأوسط.
ويبدو أن أسواق الطاقة استقبلت خفض «الفيدرالي» لأسعار الفائدة بأكثر من التوقعات على أنه قد يكون إشارة جديدة على تزايد المخاوف حول أكبر اقتصاد في العالم، خصوصاً بعد سلسلة من البيانات التي أظهرت تباطؤاً في قطاع التصنيع وانكماش معدلات التوظيف.
انخفضت أسعار النفط، اليوم الخميس، بشكل طفيف في التعاملات المبكرة بعدما تراجعت، أمس الأربعاء، للمرة الأولى في ثلاث جلسات مع تزايد مخاوف الطلب في الولايات المتحدة والصين.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم نوفمبر إلى مستويات 73.45 دولار للبرميل بتراجع 0.2 دولار أو ما يعادل 0.15% بحلول الساعة 5:30 صباحا بتوقيت غرينتش.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أكتوبر 0.2% أو ما يعادل 0.15 دولار للبرميل وصولا إلى مستوى 70.75 دولار.
عند نهاية تعاملات أمس الأربعاء، انخفضت أسعار خام برنت 0.1%، لتصل إلى 73.65 دولار للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس 0.4%، لتصل إلى 70.91 دولار للبرميل.
أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية عن طلب جديد لشراء 6 ملايين برميل نفط، لتواصل تعزيز الاحتياطي الاستراتيجي، عقب مشتريات سابقة تجاوزت 50 مليون برميل، ضمن جهود حماية أمن الطاقة في البلاد.
كما أكد مكتب الاحتياطيات النفطية التابع للوزارة، استهداف الشراء عند 79 دولاراً للبرميل أو أقل، وقال «طلب الشراء هو خطوة أخرى ضمن خطة عمل الوزارة لتحقيق أقصى استفادة من أموال دافعي الضرائب، عندما تكون أسعار النفط مناسبة».
وفق بيانات وزارة الطاقة، بلغ متوسط سعر المشتريات السابقة حوالي 76 دولاراً للبرميل، بأقل بنحو 20 دولارا للبرميل، مقارنة بالمتوسط البالغ حوالي 95 دولارا للبرميل، والذي تم بيع النفط الخام من الاحتياطي الاستراتيجي مقابله عام 2022.
كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط التجارية تراجعت بمقدار 1.6 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض قدره 200 ألف برميل.
بينما ارتفعت مخزونات البنزين بأقل من 100 ألف برميل، وازداد مخزون المقطرات، بما فيه الديزل وزيت التدفئة، بأكثر من 100 ألف برميل.
خفض مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة 50 نقطة أساس، متخطياً توقعات الأسواق بخفض 25 نقطة فقط؛ ما أثار مزيدا من المخاوف حول تعافي أكبر اقتصاد في العالم.
وعادة ما يعزز خفض الفائدة النشاط الاقتصادي، ويحفز زيادة الطلب على الطاقة، إلا أن ضعف سوق العمل وتباطؤ التوظيف في الولايات المتحدة يشير إلى تباطؤ الاقتصاد.
تلقت الأسواق أنباء جديدة تثير المخاوف حول تأثر الإمدادات الآتية من الشرق الأوسط، مع تزايد المخاوف بشأن اتساع الصراع في الشرق الأوسط بعد التفجيرات الأخيرة لأجهزة اتصال لاسلكية في لبنان.
كما لا يزال ما يقرب من 12% من إنتاج الخام من خليج المكسيك بالولايات المتحدة متوقفاً بعد الإعصار «فرانسين» الأسبوع الماضي وفق بيانات هيئة السلامة وحماية البيئة الأميركية.