توقعات سعر النفط.. لماذا لم تتفاعل السوق مع مفاجأة المخزونات؟

سادت حالة من عدم اليقين توقعات أسعار النفط اليوم وغداً، بعدما تجاهلت السوق هبوطاً حاداً يفوق توقعات المحللين لمخزونات النفط الأميركية، ما رفع الأسعار بشكل طفيف، في التعاملات المبكرة اليوم الخميس، بعد تراجعات كبيرة أمس وأول أمس.

ويبدو أن المؤشرات التي تصب في اتجاه محاولة إنهاء الأزمة الليبية، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، إضافة إلى البيانات الضعيفة التي تشير إلى ضعف الطلب على النفط في الصين باتت العوامل المسيطرة على نفسيات المتعاملين.

ارتفاعات محدودة 

بحلول الساعة 3:30 صباح اليوم بتوقيت غرينتش، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم نوفمبر 0.2% تعادل 0.15 دولار في البرميل إلى مستوى 72.8 دولار في البرميل.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر، بالنسبة ذاتها إلى 69.35 دولار في البرميل.

وبنهاية تعاملات أمس، هبطت أسعار النفط أكثر من 1.5% للجلسة الثانية على التوالي، وسط مخاوف من تراجع الطلب عالمياً، وزيادة الإمدادات من "أوبك".

بيانات المخزونات

أظهرت أرقام معهد البترول الأميركي هبوط مخزونات الخام 7.431 مليون برميل في الأسبوع المنتهي بـ30 أغسطس مقارنة مع توقعات المحللين بهبوط قدره مليون برميل.

تترقب السوق في وقت لاحق اليوم البيانات الأسبوعية الرسمية لمخزونات النفط الأميركية التي ستصدرها إدارة معلومات الطاقة، يأتي ذلك بعدما تأخر صدور البيانات 24 ساعة، نظراً لتعطل الأسواق الأميركية يوم الاثنين بمناسبة يوم العمال.

ما يحرك الأسعار

أظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية أن فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة هبطت إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات ونصف خلال يوليو، ما يشير ذلك إلى استمرار تراجع قوة سوق العمل.

وكشفت بيانات تراجع نشاط التصنيع في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، إلى أدنى مستوى في ستة أشهر خلال أغسطس، وتباطؤ نمو أسعار المساكن الجديدة في الشهر نفسه.

إلى ذلك، تتوقع الأسواق نهاية في الأفق لنزاع تسبب بوقف صادرات النفط الليبية ما قد يعيد المزيد من إمدادات النفط الخام إلى السوق، مع بوادر حل أزمة محافظ البنك المركزي في ليبيا، كما تسعى الإدارة الأميركية لحل النزاع القائم في الشرق الأوسط عبر تقديم مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة.

وتقترب مجموعة «أوبك+» من المضي في زيادة الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يومياً في أكتوبر بإطار خطة إلغاء تدريجي لأحدث التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يومياً، إلا أنه أبناء عن احتمال إرجاء تنفيذ خطة زيادة الإنتاج بعد التراجعات الحادة التي طالت أسعار النفط.