logo
طاقة

القصة كاملة.. بمجهود أقل أميركا تحطم رقمًا قياسيًا للنفط

القصة كاملة.. بمجهود أقل أميركا تحطم رقمًا قياسيًا للنفط
تاريخ النشر:3 فبراير 2024, 09:05 ص
معادلة قد تبدو صعبة من الوهلة الأولى، إنتاج قياسي للنفط بعدد حفارات ومنصات أقل، كيف استطاعت واشنطن أن تحطم أرقامًا قياسة بإنتاج النفط الخام رغم التراجع الحاد بعدد منصات الحفر الأميركية؟

شهدت منصات الحفر الأميركية سواء تلك التي تعمل في التنقيب عن النفط أو التي تعمل بالتنقيب والبحث عن الغاز تراجعًا حادًا خلال العام الماضي، وعلى الرغم من ذلك سجلت الولايات المتحدة مستويات قياسية في إنتاج الغاز والنفط.

جاء الارتفاع مدفوعًا بالتقدم في تكنولوجيا الحفر والتكسير الهيدروليكي والاستثمارات
ديفيد كارتر
بديل روسي

وكثفت الولايات المتحدة من استتثماراتها في تطوير تكنولوجيا البحث والتنقيب في السنوات القليلة المضية لتتمكن من سد فجوة الغاز والنفط الروسي الذي أوقف توريده إلى أوروبا في إطار العقوبات الغربية ضد روسيا جراء الأزمة الروسية الأوكرانية.

وأفرجت الولايات المتحدة الأميركية عما يزيد عن 210 ملايين برميل من لنفط في إطار محاولة واشنطن تعويض فجوة النفط الروسي، ونتيجة لذلك تراجع المخزون الاستراتيجي للنفط الأميركي قرب مستويات الـ 420 مليون برميل.

وفي الوقت ذاته ارتفعت الصادرات الأميريكية من الغاز الطبيعي المسال لمستويات قياسية جديدة في عام 2023، لتحتل صدارة قائمة الدول المصدرة للخام في العام الماضي متجاوزة قطر واستراليا.

ووفقًا لبيانات مؤسسة إل إس إي جي فقد بلغت صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال نحو 88.9 مليون طن متري في 2023، بزيادة 14.7% على أساس سنوي.

اقرأ أيضًا- مهن سعودية تحت بند "التوطين الإجباري"
دون المستوى

وحتى الآن لم تنجح منصات النفط الأميركية في العودة إلى مستويات ما قبل الوباء في 2020، بينما لا تزال بعيدة للغاية عن مستويات 2014 القياسية.

وتراجع عدد منصات الحفر النفطية حتى الآن من مستوى قياسي غير مسبوق بلغ 1609 منصات في أكتوبر 2014، وبلغ سعر النفط حين ذاك حوالي 26 دولارًا للبرميل.

ووفقًا لبيانات بيكر هيوز يعد رقم منصات الحفر الحالي بعيدا كل البعد عن عدد منصات الحفر المكونة من أربعة أرقام والذي شوهد آخر مرة في عام 2015.

بينما تم مشاهد عدد منصات الحفر أعل الـ1000 منصة لآخر مرة حينما سجلت حوالي 1019 منصة حفر.

منذ عام 2010، كان أحد أكبر التطورات في كفاءة إنتاج النفط حيث برز ما يسمى الزيادة في الحفر الأفقي، أو الحفر الجانبي، والتكسير الهيدروليكي
ديفيد كارتر
بيكر هيوز

ووفقًا لبيانات مؤسسة بيكر هيوز الأميركية استقر عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي بينما تراجع عدد منصات الغاز الأميريكية عند أدنى مستوى في 9 أسابيع.

وبحسب بيانات بيكرهيوز فإن عدد منصات التنقيب عن النفط استقر عند مستوى الأسبوع الماضي البالغ 499 منصة دون تغيير.

وفي غضون ذلك انخفض عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي بمقدار منصتين عند 117 منصة، وهو أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في أول ديسمبر الماضي (116 منصة).

وخلال عام واحد فقط تراجع عدد منصات الحفر عن النفط من 599 منصة إلى 499 منصة بتراجع 100 منصة، بينما انخفض عدد منصات الغاز في عام بحوالي 41 منصة إلى 119 منصة.

وإجمالًا انخفض عدد منصات التنقيب عن النفط والغاز في الولايات المتحدة إلى 618 منصة بنهاية الأسبوع الماضي بتراجع 141 منصة خلال عام فقط.

اقرأ أيضًا- استقالة أول رئيسة للمركزي التركي.. رفعت الفائدة 3650 نقطة بـ 8 أشهر
إليك الطريقة

ونجحت الولايات المتحدة في تحطيم الأرقام القياسية في إنتاج النفط بعدد أقل من منصات الحفر حيث ساهمت قوة أسعار النفط والمكاسب في الاستثمار وكفاءة الإنتاج في هذا الارتفاع.

يرى ديفيد كارتر، كبير محللي الشركة الاستشارية RSM US، أن إنتاج النفط الأميريكي تضاعف ثلاث مرات تقريبًا في السنوات الخمس عشرة الماضية.

وقال كارتر: "جاء الارتفاع مدفوعًا بالتقدم في تكنولوجيا الحفر والتكسير الهيدروليكي والاستثمارات في أوائل عام 2010 بسبب الارتفاع المستمر في أسعار النفط والسياسات الحكومية المواتية".

شركات التنقيب والإنتاج في مجال النفط تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات الاستكشاف.
ديفيد كارتر
سياسة أميركية

وقال كارتر: "أدت استراتيجية الولايات المتحدة في تقليل الاعتماد على النفط الأجنبي إلى العديد من الإعفاءات الضريبية على المستوى الفيدرالي وعلى مستوى الولايات وتخفيف اللوائح التنظيمية لشركات التنقيب عن النفط وإنتاجه".

وأضاف كارتر: "أن الزيادة في الإنتاج أدت أيضًا إلى أن تصبح الولايات المتحدة مصدرًا رئيسًا للنفط، ما فتح أسواقًا جديدة للشركات لبيع الإنتاج المتزايد على الرغم من الزيادات المحدودة في الطلب الأميركي".

اقرأ أيضًا- جيلي تباغت تسلا
إنتاج قياسي

وبلغ إنتاج النفط الخام الأميركي 13.2 مليون برميل يوميًا اعتبارًا من الأسبوع المنتهي في 5 يناير، بعد أن وصل إلى مستوى قياسي عند 13.3 مليون برميل يوميًا للأسبوعين المنتهيين في 15 و22 ديسمبر، وفقًا لبيانات من إدارة معلومات الطاقة.

وتجاوز إنتاج النفط الخام الأميركي ذلك الرقم القياسي السابق البالغ 13.1 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 13 مارس 2020.

وحينذاك بلغ عدد منصات التنقيب عن النفط النشطة في الولايات المتحدة 683 منصة، وفقًا لبيانات شركة بيكر هيوز.

بيد أن عدد منصات الحفر الأميركي انخفض إلى 499 اعتبارًا من الأسبوع المنتهي في 12 يناير، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 27% تقريبًا.

معظم مكاسب كفاءة الحفر تحققت في النصف الأول من العقد الماضي
كريس دنكا
الكفاءة والعدد

وقال كارتر: "إنه منذ عام 2010، كان أحد أكبر التطورات في كفاءة إنتاج النفط حيث برز ما يسمى الزيادة في الحفر الأفقي، أو الحفر الجانبي، والتكسير الهيدروليكي".

والحفر الأفقي هو تقنية حفر يجري فيها حفر بئر على طول مسار أفقي، بينما يتضمن التكسير الهيدروليكي حقن السائل تحت ضغط مرتفع للمساعدة في استخراج النفط أو الغاز.

ووفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة ارتفع متوسط إنتاج النفط لكل منصة من 126 برميلًا يوميًا في عام 2010 إلى 1211 برميلًا يوميًا في عام 2022.

حوض بيرميان

وبحسب بيانات من شركة Enverus تظهر ارتفع إنتاج النفط في حوض بيرميان الأميركي من 200 برميل يوميًا في عام 2010 إلى أكثر من 1000 برميل يوميًا في عام 2022.

وتقدر إدارة معلومات الطاقة أن منطقة حوض بيرميان تنتج نفطًا خامًا أكثر من أي منطقة أخرى في الولايات المتحدة، وهو ما يمثل أكثر من 40%من إجمالي إنتاج النفط الخام المحلي.

الذكاء الاصطناعي

ولفت كبير محللي الشركة الاستشارية RSM US، إلى أن شركات التنقيب والإنتاج في مجال النفط تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات الاستكشاف.

ومن المرجح أن يستمر الاعتماد على هذه التقنيات وهو ما سيؤدي إلى التوسع والنضج مع زيادة عدد الاكتشافات والآبار.

وقال ديفيد كارتر، كبير محللي الشركة الاستشارية RSM US: "إن شركات التنقيب والإنتاج النفطية أصبحت بطريقة ما شركات تكنولوجية".

منصة الحفر اليوم تحفر 10% أكثر مما كانت عليه قبل عامين فقط، وهو ما يؤدي إلى مزيد من الاكشتافات
إيمري كوغلر
معدل الاختراق

وفي الوقت نفسه، قال إيمري كوغلر، مدير أبحاث إس اند بي غلوبال S&P Global Commodity Insights، إنه خلال العام ونصف العام الماضيين تقريبًا، شهدت الولايات المتحدة زيادة بنسبة 10% في معدل الاختراق وهو كمية الأقدام التي يجري حفرها يوميًا.

وأضاف كوغلر: "أن هذا يعني أن منصة الحفر اليوم تحفر 10% أكثر مما كانت عليه قبل عامين فقط، وهو ما يؤدي إلى مزيد من الاكتشافات بعد الوصول إلى العمق المناسب".

كفاءة الحفر

وقال كريس دنكان، مدير الاستثمارات في براندز إنفستمنت بارتنرز: "إن عدد الحفارات انخفض ببطء مع انخفاض أسعار السلع الأساسية".

وأضاف دنكان: "معظم مكاسب كفاءة الحفر تحققت في النصف الأول من العقد الماضي، مقابل تباطؤ مكاسب إنتاجية الحفر في السنوات الثلاث الماضية".

وقال دنكان: "مع نضوج حقول الإنتاج هناك احتمال أن يجري تعويض مكاسب الكفاءة من خلال آبار أقل إنتاجية".

أسعار النفط

وقال كوغلر من ستاندرد آند بورز غلوبال: "إن سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي هو 70 دولارًا للبرميل، وهو نقطة سعر مهمة".

وأضاف كوغلر: "أنه طالما أن الأسعار تزيد عن 70 دولارًا تقريبًا للبرميل على أساس سنوي، فلا يزال بإمكان منتجي النفط تحقيق النمو وتوفير العائد للمساهمين".

وتوقع إيمري كوغلر، مدير أبحاث إس آند بي غلوبال أن يصل متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 78 دولارًا هذا العام.

وقال كوغلر: "إن إنتاج النفط غير التقليدي، والذي يشمل النفط المستخرج من الصخر الزيتي، من المرجح أن يصل إلى مستوى 60 إلى 65 دولارًا للبرميل، وبالتالي فإن الأسعار التي تبلغ حوالي 80 دولارًا ستترك مجالًا كبيرًا للتنفس".

لا يزال بإمكان منتجي النفط تحقيق النمو وتوفير العائد للمساهمين
إيمري كوغلر
نمو الناتج

وبالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن يستمر نمو الإنتاج، ولكن بوتيرة أبطأ عما شهدناه خلال العامين الماضيين، بحسب كريس دنكان، مدير الاستثمارات في براندز إنفستمنت بارتنرز.

وقال دنكان: "إن كيفية تطور الطلب خلال العام المقبل ستحدد إلى حد كبير سعر السلعة، مما سيحدد نمو الإنتاج أو الانخفاض، ومن المرجح أن تدعم التدفقات النقدية للاستكشاف والإنتاج سعر النفط عند 70 دولارًا للبرميل".

وقدرت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال إنتاج النفط الأمريكي عند 13.23 مليون برميل يوميا في ديسمبر 2023، وتتوقع نمو الإنتاج إلى 13.76 مليون برميل يوميا في ديسمبر 2024 و14.23 مليون برميل يوميا في ديسمبر 2025.

اقرأ أيضًا- عقوبات أميركية ضد إيران تطال 5 شركات
logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC