الأسعار تهبط إلى أدنى مستوى منذ يناير 2021
شبح الركود العالمي يخيم على توقعات الأسواق
تضافرت مجموعة عوامل يقودها تصاعد الحرب التجارية العالمية، أدت إلى انخفاض أسعار النفط بنحو 14% في أقل من 6 جلسات لتصل إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أربع سنوات، مع تزايد المخاوف من حدوث ركود اقتصاد عالمي.
وهوت أسعار النفط، اليوم الاثنين، في التعاملات المبكرة إلى أدنى مستوياتها منذ مطلع يناير 2021، مع استمرار تقييم الأسواق لتداعيات الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ ما دفع الصين إلى المبادرة بالرد نهاية الأسبوع الماضي.
نزلت أسعار النفط بأكثر من 3% قبل أن تقلص جانباً محدوداً من خسائرها، لتعمق خسائرها التي تكبدتها الأسبوع الماضي، بعد أن تصاعد التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم؛ ما أذكى المخاوف من ركود اقتصادي محتمل، يقود إلى تقليل الطلب على النفط.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو، 2.8% ما يعادل دولارين وصولاً إلى مستويات 63.77 دولار للبرميل، بعدما تراجعت في وقت سابق من الجلسة 2.4 دولار ما يعادل 3.8% وصولاً إلى 63.1 دولار للبرميل.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم شهر مايو 2.7% ما يعادل 2.1 دولار للبرميل وصولاً إلى مستويات 60.2 دولار للبرميل بحلول الساعة 3:40 صباحاً بتوقيت غرينتش بعدما فقدت في وقت سابق 2.50 دولار أو 3.9% وصولاً إلى مستويات 59.4 دولار.
في نهاية الأسبوع الماضي، انخفض النفط 7% مع قيام الصين بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الأميركية، في حين تعرض الخام خلال الأسبوع المنصرم إلى خسائر حادة؛ إذ تراجع برنت 11% في حين هبط خام غرب تكساس الأميركي 10.6%.
أعلنت الصين يوم الجمعة أنها ستفرض رسوماً إضافية بـ34% على السلع الأمريكية، مؤكدة بذلك مخاوف المستثمرين من اندلاع حرب تجارية عالمية شاملة، واحتمال تعرض الاقتصاد العالمي لخطر الركود؛ ما قد يقود إلى تراجع الطلب على النفط الخام.
في الوقت ذاته تم استثناء واردات النفط والغاز والمنتجات المكررة من الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي، إلا أن هذه السياسات قد تُفاقم التضخم، وتُبطئ نمو الاقتصاد العالمي، ما يُلقي بظلاله على أسعار النفط، وفقاً لبنوك عالمية.
كتب خبراء بنك «جيه بي مورغان» الأسبوع الماضي، في مذكرة بحثية للعملاء، إنه من المتوقع الآن باحتمال 60% حدوث ركود اقتصادي عالمي بحلول نهاية العام، مقابل 40% كانت متوقعة في وقت سابق.
في الوقت ذاته قال رئيس مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول يوم الجمعة إن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب أكبر من المتوقع، ومن المُرجح أن تكون التداعيات الاقتصادية، بما في ذلك ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو، أكبر من المتوقع أيضاً.
في الوقت ذاته أظهرت وثيقة تسعير صادرة عن شركة «أرامكو» السعودية، أمس الأحد، أنها خفضت سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف لشهر مايو بمقدار 2.30 دولار ليصل إلى 1.20 دولار للبرميل فوق متوسط أسعار عمان/دبي.
يعد هذا الانخفاض هو الأكبر في أكثر من عامين وهو الشهر الثاني على التوالي الذي تخفض فيه «أرامكو» أسعارها، كما خفضت الشركة أسعار مايو لخامات أخرى تبيعها لآسيا 2.30 دولار للبرميل.
في مفاجأة للتوقعات، وافقت ثماني دول في «أوبك+» يوم الخميس الماضي، على المضي قدماً في خطة للتخلص من خفض الإنتاج بزيادته 411 ألف برميل يومياً في مايو؛ ما يعني ثلاثة أضعاف الزيادة المتوقعة بما يمثل نحو 0.4% من المعروض العالمي.
بينما شدد وزراء مجموعة «أوبك+» في اجتماعهم الأخير الأسبوع الماضي، على ضرورة الالتزام الكامل بأهداف إنتاج النفط، ودعوا الأعضاء الذين زاد إنتاجهم عن الحد إلى تقديم خطط بحلول 15 أبريل لتعويض فائض الإنتاج.