logo
طاقة

استراتيجيات أوبك+ لمواجهة صدمة النفط نتيجة الصراع في الشرق الأوسط

استراتيجيات أوبك+ لمواجهة صدمة النفط نتيجة الصراع في الشرق الأوسط
ناقلة نفط ترسو أمام ميناء مدينة بندر عباس، إيران.المصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:3 أكتوبر 2024, 06:07 م

ارتفعت أسعار النفط هذا الأسبوع مع قلق المتداولين من أن إسرائيل قد تقصف البنية التحتية النفطية الإيرانية بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران. ومع ذلك، بحسب تقرير لموقع «ماركت ووتش»، تمتلك أوبك+ حزاماً استراتيجياً يمكنه تعويض أي فقدان محتمل في الإنتاج.

أشار روبرت يوغر، مدير العقود الآجلة للطاقة في شركة «ميزوهو سيكيورتيز» في الولايات المتحدة، إلى أن أوبك+ تمتلك حوالي 5.8 مليون برميل يومياً من القدرة الاحتياطية، والتي يمكن أن تعوض عن 1.7 مليون برميل يومياً من النفط الإيراني الذي يخضع حالياً لعقوبات.

وتستعد أوبك+، التي تضم منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاءها، بالفعل لزيادة الإنتاج في الأشهر القادمة، إذ تخطط المجموعة تدريجياً لإنهاء تخفيضات الإنتاج الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً، مع إعادة إدخال 180,000 برميل يومياً المقرر أن يبدأ في ديسمبر. وقد تم اتخاذ هذا القرار في أوائل سبتمبر، قبل الهجوم الصاروخي الذي زاد من خطر حدوث اضطرابات في الإنتاج في الشرق الأوسط الغني بالنفط.

ومع ذلك، حذر خبراء الصناعة من أنه إذا تم تقليص إنتاج إيران بشكل كبير، فإن تعويض البراميل المفقودة لن يكون مهمة سهلة. وأكد ستيفن إينس، الشريك الإداري في شركة «إس. بي. آي» لإدارة الأصول، أن الأمر سيستغرق وقتاً للتكيف، خاصةً بالنظر إلى التعقيدات التي تفرضها سلاسل الإمداد المتأثرة بالحرب.

وأوضح التقرير أن القضية الأكثر إلحاحاً، والتي تدفع أسعار النفط للأعلى، هي القلق بشأن الرد المحتمل من إسرائيل. وقال إينس: «تجاهل الأضرار الفورية، فإن الألعاب النارية الحقيقية ستحدث إذا استهدفت إسرائيل الشريان الاقتصادي لإيران، وهو إنتاجها النفطي». وأكد أن مثل هذا الإجراء قد يؤدي إلى تقلبات كبيرة في السوق، مضيفاً: «إذا دمرت إسرائيل صناعة النفط الإيرانية، ستعاني الأسواق العالمية من الفوضى».

علاوة على ذلك، اعتبر التقرير أن التوقعات بشأن زيادة الإنتاج بشكل كبير في الولايات المتحدة غير واقعية، حيث يعمل القطاع هناك بالفعل بطاقته القصوى. بالتالي، فإن أي زيادة إضافية ستتطلب وقتاً وموارد، وكلاهما محدود.

وقد استفادت أسعار النفط هذا الأسبوع من المخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات العالمية. يوم الأربعاء، ارتفع «خام برنت» بمقدار 34 سنتاً، أو 0.5%، ليغلق عند 73.90 دولار للبرميل في بورصة (ICE) الأوروبية. وفي الوقت نفسه، صعد «خام غرب تكساس الوسيط الأميركي» لتسليم نوفمبر بمقدار 27 سنتاً، أو 0.4%، ليغلق عند 70.10 دولار للبرميل في «نايمكس»، مما يمثل أعلى إغلاق لهما خلال أسبوعين.

كما قفزت أسعار «خام برنت» بنسبة 2.6% يوم الثلاثاء بعد إطلاق إيران صواريخ نحو إسرائيل، وبلغت أعلى مستوياتها بنسبة تزيد عن 5%. ومثلت زيادة يوم الثلاثاء أقوى زيادة نسبة منذ خمسة أسابيع.

لكن رغم الزيادات الأخيرة في الأسعار، يشير بعض المحللين إلى أن سوق النفط لا يحتاج بشكل عاجل إلى براميل إضافية في الوقت الحالي، إذ لا تزال أسعار «خام برنت» و«خام غرب تكساس الوسيط» أقل من مستوياتها قبل عام. وتتناقض المخاوف بشأن إمدادات الشرق الأوسط بشكل ملحوظ مع توقعات تباطؤ الطلب العالمي على النفط، وخاصة من الصين، حيث انخفض الطلب بنحو 3% على أساس سنوي.

أشار يوغر من «ميزوهو» إلى أن «السوق لا تحتاج إلى المزيد من البراميل»، مشيراً إلى التحول في الطلب إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني وزيادة تفضيل المستهلكين للسيارات الكهربائية.

وأوضح التقرير أن أوبك+ أكدت يوم الأربعاء أهمية تعويض أعضائها الذين أنتجوا كميات زائدة من النفط في السابق. وبعد اجتماع لجنة المراقبة، أفادت المجموعة بأن العراق وكازاخستان وروسيا حققوا «امتثالاً كاملاً وتعويضاً» عن الإنتاج الزائد بناءً على الجداول المقدمة لشهر سبتمبر. حتى أن اللجنة نظمت ورش عمل فنية لهذه الدول لمناقشة إنتاجها في شهر سبتمبر، ووضعت خططاً منقحة لتعويض الإنتاج الزائد الذي حصل في أغسطس.

وبينما تطلب أوبك+ من بعض الأعضاء تقليل الإنتاج، تبحث المجموعة الأكبر عن زيادة الإنتاج قبل نهاية العام. وشدد يوغر على أن السعودية حريصة على استعادة الحصة السوقية التي فقدتها خلال تخفيضات الإنتاج التي تلت بيئة التسعير السلبية في أبريل 2020.

وأشار إلى أن أوبك+ قد أزالت بشكل فعال حوالي 5.8 مليون برميل يومياً من السوق، في حين زاد الإنتاج الأميركي بمقدار 200 ألف إلى 300 ألف برميل يومياً. في الوقت نفسه، حققت كندا والبرازيل مكاسب في حصص السوق، وبرزت غيانا كلاعب تنافسي.

رغم القلق، يتساءل المحللون عما إذا كانت إسرائيل ستستهدف مباشرة البنية التحتية النفطية الإيرانية. واقترح أنس الحجي، خبير الطاقة في شركة «إنرجي أوتلوك أدفايزرز»، أنه إذا قامت إسرائيل بالرد، فمن المحتمل أن تستهدف المصافي بدلاً من المرافق النفطية أو الموانئ، حيث إن إنتاج المصافي يوجه أساساً للاستخدام المحلي. وحذر من أن استهداف محطات التصدير قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، مما قد يثير استياء الإدارة الأميركية، التي لا تريد أن ترى أسعار النفط أعلى قبل الانتخابات الرئاسية.

إلى جانب ذلك، يعتقد يوغر أنه إذا هاجمت إسرائيل البنية التحتية النفطية الإيرانية، فهناك الكثير من إنتاج أوبك+ الذي يمكن أن يعوض الخسائر.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC