تحول مفاجئ.. لماذا ترتبك أسواق النفط؟

تحولت أسعار النفط في التعاملات الصباحية اليوم الأربعاء، صوب المنطقة الحمراء، بعدما أنهت تعاملات أمس على ارتفاع، متعافية من أدنى مستوى لها منذ ثلاثة أسابيع، وسط حالة من الضبابية تسيطر على الأسواق.

جاء التحول في الأسعار، بعدما بعثت بيانات المخزونات الأولية في الولايات المتحدة إشارات جديدة عن ضعف الطلب في أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم، تزامناً وتصريحات جديدة بشأن الرسوم الجمركية.

أسعار

تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي 6 سنتات عند مستويات 73.7 دولار للبرميل، في حين انخفض خام برنت القياسي بنحو 11 سنتاً إلى مستويات 76.35 دولار للبرميل بحلول الساعة الـ07:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أمس، 0.4 دولار أو 0.53% لتصل عند التسوية إلى 77.49 دولار للبرميل، بينما ازدادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس 0.6 دولار أو 0.82% إلى 73.77 دولار عند التسوية.

وسجل خام برنت أول من أمس عند التسوية أدنى مستوياته منذ التاسع من يناير، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط أدنى مستوياته منذ الثاني من يناير.

مخزونات

أظهرت بيانات لمعهد البترول الأميركي في وقت متأخر أمس أن مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة سجلت ارتفاعاً أسبوعياً بينما انخفضت مخزونات نواتج التقطير.

وفقاً للبيانات ارتفعت مخزونات النفط الخام 2.86 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الـ24 من يناير، وأن مخزونات البنزين ارتفعت 1.89 مليون برميل، فيما انخفضت مخزونات نواتج التقطير 3.75 مليون برميل.

تترقب الأسواق في وقت لاحق اليوم البيانات الرسمية للمخزونات، والتي تصدر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، وسط توقعات بارتفاعها بواقع مليوني برمي مقابل زيادة في حدود مليون برميل.

أميركا

قال البيت الأبيض إن ترامب لا يزال يعتزم فرض رسوم جمركية تبلغ 25% على كندا (أحد موردي النفط الرئيسين للولايات المتحدة) والمكسيك يوم السبت بينما يدرس فرض رسوم جديدة على الصين.

أبقت تعليقات ترامب بشأن الرسوم الجمركية السوق في حالة من التوتر، إذ يمكن أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تعطيل تدفق منتجات الطاقة عبر الحدود الأميركية مع كندا والمكسيك.

وتشير توقعات الطقس وفقاً لمكتب الأرصاد الجوية الأميركي إلى درجات حرارة أعلى من المعدل الطبيعي خلال الأسبوع، وهو ما يؤثر سلبا في الطلب على وقود التدفئة بعدما أدى البرد القارس إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والديزل في الجلسات السابقة.

الصين

من المتوقع أن يتأثر الطلب الصيني على النفط الخام بأحدث العقوبات الأميركية على تجارة النفط الروسية، إذ تبحث المصافي الصينية عن مصدر آخر وبديل للنفط الروسي الرخيص.

من المتوقع أن تخسر مصافي التكرير في شاندونغ ما يصل إلى مليون برميل يومياً من إمدادات الخام في الأمد القريب وسط حظر فرضته مجموعة موانئ شاندونغ على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات أميركية، وفقاً لبيانات رسمية.

جاءت أرقام مؤشر مديري المشتريات الصينية الضعيفة لتزيد القلق حيال توقعات الطلب على النفط في الصين، كل هذا ربما يشكل ضغوطاً على أسعار النفط.

ليبيا

هدأت المخاوف بشأن تعطل الإمدادات الليبية، بعد أن قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أمس إن عملياتها مستمرة بشكل طبيعي في جميع حقول وموانئ النفط، وذلك بعد التواصل مع المحتجين.

أمس، منع محتجون تحميل ناقلات النفط في ميناءي السدرة ورأس لانوف؛ ما أثار مخاوف بشأن الصادرات البالغة نحو 450 ألف برميل يومياً.

المؤسسة قالت في بيان عبر صفحتها على «فيسبوك»: «تطمئن المؤسسة كل الليبيين وشركائها المحليين والدوليين، بأن عمليات الإنتاج ما زالت تسير وفق الخطة الاستراتيجية، شأنها شأن عمليات التصدير من خلال الموانئ النفطية كافة دون استثناء».