دورة السياسة النقدية الحالية قد تنقلب
البنك يتوخى الحذر في ظل عدم اليقين
تترقب الأسواق خلال الساعات المقبلة، نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية في مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي)، وسط توقعات على نطاق واسع أن تبقى أسعار الفائدة، في أول اجتماعات العام الجاري، كما هي دون تغير، ورغم هذا هناك العديد من الأمور التي تجعل من الاجتماع مهماً للغاية بعيداً عن قرار الفائدة الذي سيتخذ اليوم.
يـأتي هذا الاجتماع الأول بعد فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بولاية ثانية، والذي أرجع الخلاف القديم لترامب مع رئيس «الفيدرالي» جيروم باول، إلى الواجهة، وذلك عقب يومين فقط من تنصيبه في العاشر من يناير الجاري، إذ يعارض ترامب رفع أسعار الفائدة، ويريد من «الفيدرالي» أن يلتزم بسياسة الخفض.
الأول
◄ إبقاء الفائدة دون تغيير، مع محاولة إرضاء ترامب.
◄ الإشارة إلى خفض الفائدة في المستقبل إذا استمر التضخم في التراجع، وتلاشت مخاوف عودة ارتفاع الأسعار.
ويقود هذا السيناريو إلى ضعف الدولار مقابل العملات الرئيسة وارتفاع الذهب والعملات الرقمية وسوق الأسهم.
الثاني
◄ إبقاء الفائدة دون تغيير، مع إثارة غضب ترامب.
◄ الإشارة إلى الإبقاء على الفائدة ثابتة لفترة أطول، تزامناً واستمرار مؤشرات سوق العمل في التحسن ومخاوف عودة التضخم.
ويقود هذا السيناريو إلى دعم الدولار الأميركي، ويضغط على أسعار الذهب والعملات الرقمية وسوق الأسهم.
من المتوقع أن يضغط «الفيدرالي» على زر الإيقاف المؤقت بشأن خفض أسعار الفائدة الإضافية في اجتماعه اليوم، ومن المتوقع أن يبقي على أسعار الفائدة القياسية ثابتة عند نطاقها الحالي بين 4.25% و4.5%.
في حين تتوقع الأسواق والبنوك على نطاق واسع أيضاً أن يُحجم بنك الاحتياطي «الفيدرالي» عن خفض أسعار الفائدة في اجتماعه الـ19 من مارس؛ ما يعني أن الخفض التالي لأسعار الفائدة قد لا يحدث حتى اجتماع البنك المركزي في الـ7 من مايو.
من المرجح أن يرغب بنك الاحتياطي «الفيدرالي» في اتباع نهج الانتظار والترقب في ما يتعلق بسياسات إدارة ترامب، مثل: إضافة تعريفات جمركية جديدة وترحيل المهاجرين على نطاق واسع؛ ما قد يثبت أنه تضخمي.
تتوقع الأسواق أن يبقي الاحتياطي «الفيدرالي» على أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه المقبل في يناير 2025، مع احتمال بدء خفض الفائدة في مارس وفقاً لأداة تتبع الفائدة «فيد ووتش».
وتتجه توقعات أغلب البنوك الكبرى إلى أن احتمال أن يبقي «الفيدرالي» على معدل الفائدة عند 4.50% في النصف الأول من العام، وأن الخفض في الفائدة لن يحدث قبل يونيو 2025.
كما يتوقع متداولو العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي «الفيدرالي» احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس العام الجاري، مقابل 25 نقطة قبل أسبوع، وفقاً لـ«فيد ووتش».
في حين أنه من غير المتوقع أن يخفض صناع السياسات في بنك الاحتياطي «الفيدرالي» أسعار الفائدة اليوم الأربعاء، فإن الأسئلة حول الزيادات المحتملة في أسعار الفائدة دخلت حيز النقاش بفعل السياسات المتوقعة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ إن فرض الرسوم والتعريفات من شأنه رفع الأسعار على المستهلكين.
كتب فريق من المحللين في «باركليز بنك» الأسبوع الجاري «إنهم ما زالوا يتوقعون أسعار فائدة أقل قليلاً على مدار عام 2025، ومع ذلك، فإنهم لا يستبعدون تمامًا رفع أسعار الفائدة، خاصة أن أسواق الخيارات بدأت في تسعير احتمال بنسبة 25% تقريباً لمثل هذه الزيادة».