التضخم واختيار وزير الخزانة الجديد يطغيان على الرسوم الجمركية
انخفض سعر الدولار اليوم الأربعاء، في التعاملات المبكرة، ليبدد مزيداً من المكاسب التي كان جناها على وقع ما أطلقت عليه الأسواق تداولات ترامب، وهي التي راهنت على السياسة الحمائية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
في حين أججت المخاوف من اشتعال حرب أوسع في أوروبا، إقبال المتداولين على أصول الملاذات الأخرى التقليدية على غرار الذهب، بينما تواجه التداولات المراهنة على سياسات ترامب التي عززت قيمة الدولار تحديات اقتصادية أخرى على غرار التضخم.
تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في أسبوع، ليواصل هبوطاً على مدى ثلاثة أيام من ذروة سعرية لامس خلالها أعلى مستوى في عامين؛ ما منح العملات الرئيسة فرصة التقاط أنفاسها بعد الارتفاع المحموم في أعقاب فوز ترامب.
في الوقت ذاته تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة، 0.15% وصولاً إلى مستوى 106.2 نقطة، بعد أن سجل مستوى 106.07 نقطة للمرة الأولى منذ الأربعاء الماضي.
بينما ارتفع المؤشر في الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى في عام عند 107.07، بعدما قفز لفترة وجيزة إلى مستويات قرب 107.16 نقطة وهى الأعلى خلال عامين.
◄ انخفض الدولار مقابل اليورو عند 1.0598 دولار بعد ارتفاعه إلى 1.0524 دولار في الجلسة السابقة، حينما سجل أعلى مستوى خلال أكثر من عام مقترباً من مستويات التعادل (واحد دولار يساوي واحد يورو).
تعرضت العملة الأوروبية لضغوط واسعة جراء توقعات الأسواق بخفض رابع لأسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل، تزامناً وتفاقم الأزمة السياسية في ألمانيا التي تعتزم إجراء انتخابات مبكرة.
◄ ارتفع الين في أحدث التعاملات 0.12% إلى 154.47 للدولار ليتعافى من هبوطه إلى مستويات دون 155 يناً للدولار بعد أن تمسك محافظ بنك اليابان كازو أويدا بموقفه وأحجم عن تقديم أي تلميحات بشأن رفع محتمل للفائدة في ديسمبر.
هبطت العملة اليابانية بنحو 7% منذ أكتوبر، وتراجعت متجاوزة مستوى 156يناً للدولار للمرة الأولى منذ يوليو في الأسبوع الماضي؛ ما دفع المتعاملين للتأهب لأي تدخل من السلطات اليابانية لدعم العملة.
◄ ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل نظيره الدولار الأميركي إلى مستويات 1.2732 دولار بحلول الساعة 5:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ نزل الدولار مقابل نظيره الأسترالي 0.11% إلى مستويات 0.6525 دولار، بعد أن قدم بنك الاحتياطي الأسترالي دعماً غير مباشر من خلال التأكيد على استبعاد أي خفض في أسعار الفائدة قريباً، بل إنه قد يضطر لرفعها وفقاً للظروف.
◄ انخفض الدولار الأميركي مقابل النيوزيلندي 0.2% إلى مستويات 0.5879 دولار، بعدما تعافى قليلاً من أدنى مستوى له في عام عند 0.5837 دولار الذي سجله الاثنين.
تبدد الدعم الذي حصل عليه الدولار، نسبياً، عقب فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، على دفعة كبيرة بدعم توقعات بإنفاق مالي كبير، وزيادة الرسوم الجمركية، وتشديد قوانين الهجرة في ظل الإدارة الأميركية القادمة.
في الوقت ذاته أذكت الإجراءت المنتظرة، توقعات عودة ارتفاع التضخم، وهو الأمر الذي قد يبطئ وتيرة سياسة التيسير النقدي التي يتبعها مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي).
في حين يترقب المستثمرون اختيار ترامب مرشحه لوزارة الخزانة؛ إذ من المتوقع أن يجري ترامب مقابلة مع المسؤول السابق في «الفيدرالي» كيفن وارش والرئيس التنفيذي لشركة «أبوللو غلوبال مانجمنت» مارك روان اليوم.
واصل المتداولون تقليص توقعاتهم بخفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي «الفيدرالي» في ديسمبر، بعدما قال رئيس «الفيدرالي» جيروم باول: «إن الاقتصاد لا يرسل أي إشارات بأننا بحاجة إلى التسرع في خفض أسعار الفائدة، وذلك بعد سلسلة من المؤشرات الاقتصادية القوية».
وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، تبلغ الاحتمالات الآن 57.3% انخفاضاً من احتمالات في حدود 58.7 % أمس، بينما كانت الاحتمالات قبل فوز ترامب أعلى الـ80%، وتؤدي الفائدة المرتفعة إلى تقوية موقف الدولار بين العملات المنافسة.
قال رئيس بنك الاحتياطي في كانساس سيتي جيفري شميد، أمس: «لا يزال من غير المؤكد إلى أي مدى يمكن أن تنخفض أسعار الفائدة، على الرغم من أن التخفيضات الأولية التي أجريناها تمثل تصويتا بالثقة في أن التضخم يعود إلى المعدل المستهدف».