ارتفع مؤشر الدولار الأميركي، اليوم الأربعاء، مقابل سلة من العملات الرئيسة، بعدما تلقى دعماً من بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة، ما عزز تفاؤل المتداولين بشأن توقعات سعر الدولار اليوم، رغم أن التوقعات على المدى الأبعد ليست إيجابية في ظل تحول سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي»، وتوقعات خفض أسعار الفائدة.
ارتفع مؤشر الدولار الرئيس بحلول الساعة 5:30 صباح اليوم بتوقيت غرينتش 0.15% وصولاً إلى أعلى مستوى منذ 12 سبتمبر الماضي، عند مستوى 101.26 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسة.
عزز من صعود الدولار ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات خلال التعاملات المبكرة اليوم، بواقع 0.001% وصولاً إلى 3.736%.
تلقت العملة الأميركية دعماً من بيانات سوق العمل التي يراقبها بنك الاحتياطي الفيدرالي عن كثب، بعدما أظهرت البيانات الأخيرة أن التضخم يتجه إلى مستهدفات البنك عند 2%، حيث تعني بيانات سوق العمل القوية أن البنك المركزي لديه فرصة لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة مع عدم تضرر الاقتصاد.
وارتفع عدد فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع خلال شهر أغسطس، بعد انخفاضين شهريين متتاليين، إلا أن التوظيف كان ضعيفاً ومتماشياً مع تباطؤ سوق العمل.
وتمنح تلك البيانات الفيدرالي قدرة على اتباع سياسة أكثر تدرجاً في خفض أسعار الفائدة.
في المقابل، جاءت بيانات الأداء الاقتصادي سلبية للدولار، بعدما انكمش النشاط الصناعي في الولايات المتحدة للشهر السادس على التوالي في سبتمبر، مع تراجع مؤشر الأسعار إلى منطقة الانكماش لأول مرة هذا العام.
وبحسب بيانات معهد إدارة التوريد الصادرة أمس الثلاثاء، سجل مؤشر مديري المشتريات الصناعي 47.2 نقطة خلال الشهر الماضي، وهو ما يوافق قراءة أغسطس، خلافاً لتوقعات ارتفاعه إلى 47.6 نقطة.
على المدى القصير بات الدولار في قبضة البيانات الاقتصادية والتفاعلات المؤقتة، بعدما تحولت دفة الفيدرالي إلى وجهة التيسير النقدي، حيث بدأت دورة سياسة نقدية جديدة.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن تشهد الفترة المقبلة تراجعات كبيرة للدولار، إذ يرتبط الدولار والفائدة بعلاقة طردية كلما ارتفعت الفائدة زاد الدولار والعكس تماماً.
قال رئيس الفيدرالي جيروم باول، قبل يومين في بيان: «إذا تطور الاقتصاد كما هو متوقع، فهذا يعني خفضين آخرين هذا العام، بإجمالي 50 نقطة أساس في المجمل».
في المقابل، يتوقع المتداولون خفضاً بحوالي 75 نقطة أساس خلال اجتماعي نوفمبر وديسمبر وفقاً لأداة تتبع الفائدة «فيد ووتش».