يواجه الدولار صعوبة في التعافي من أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر مقابل أبرز نظرائه اليوم الأربعاء، بينما يدرس المتداولون التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهدنة محتملة بين روسيا وأوكرانيا، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون بيانات التضخم الأميركية في ظل القلق بشأن الاقتصاد.
وهزت التصريحات غير المتوقعة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السياسة التجارية الأسواق، وجذبت ردود فعل من الشركاء التجاريين في شكل تعريفة جمركية انتقامية، ما أدى إلى تصعيد الحرب التجارية العالمية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيفرض تعريفات جمركية على بضائع أميركية بقيمة ستة وعشرين مليار يورو «28.39 مليار دولار» اعتباراً من أبريل، رداً على التعريفات الأميركية على الصلب والألمنيوم الكنديين التي دخلت حيز التنفيذ اليوم.
شهد اليورو تراجعاً بعد وصوله إلى ذروته خلال خمسة أشهر عند 1.0947 دولار يوم الثلاثاء، بعدما أعلنت أوكرانيا استعدادها لدعم المقترح الأميركي لهدنة لمدة 30 يوماً مع روسيا.
وقال مسؤول أبحاث سوق الصرف والفوائد في «سوسيتيه جنرال» كينيث بروكس لوكالة رويترز: «لا نرى قيمة ملاذ آمن في الأصول الأوروبية هذا الصباح؛ بسبب تداعيات الحرب التجارية». وتم تداول اليورو عند 1.0917 دولار في بداية التعاملات الأوروبية.
وكان اليورو ارتفع بالفعل بفضل وعد ألمانيا بإنفاق ضريبي ضخم، رغم أن الوضع أصبح أكثر تعقيداً منذ أن تعهد حزب «الخضر» بعرقلة هذه الخطط، وكشف عن مقترحات بديلة.
وقال بروكس: «يبقى هذا العامل الحاسم بالنسبة لليورو».
ظل الدولار الكندي ثابتاً بعد جلسة متقلبة يوم الثلاثاء، عندما تعهد ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم إلى 50%، قبل أن يتراجع عن ذلك بعد بضع ساعات.
ومن المقرر أن يقرر «بنك كندا» سياسته في وقت لاحق من يوم الأربعاء، حيث يتوقع المتداولون تخفيضاً جديداً بمقدار ربع نقطة.
واستقر الدولار الأميركي عند 1.4439 دولار كندي، بعدما تراوحت مكاسبه بين 0.5% وخسائر 0.4% أمس.
قال المحلل الرئيس للأسواق المالية في «كابيتال دوت كوم» كايل رودا: «الشكوك التجارية ما زالت قائمة، وبالتالي فإن التقلبات في الأسواق أيضاً».
وأضاف: «تستمر آفاق النمو الأميركي في التدهور»، مشيراً إلى أن هناك اهتماماً متزايداً بنشر مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في وقت لاحق من اليوم، والذي، كما حذر، «قد يكون مصدراً رئيساً للتقلبات».
وارتفع مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسة، 0.03% إلى 103.48 نقطة في بداية التعاملات الأوروبية، بعد انخفاضه 0.46% يوم الثلاثاء ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 16 أكتوبر.
واستمرت سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة يوم الثلاثاء، حيث انخفضت ثقة الشركات الصغيرة للشهر الثالث على التوالي في فبراير.
وأصبح المستثمرون في حالة توتر منذ أن تجنب ترامب استبعاد إمكانية حدوث ركود ناتج عن سياساته التجارية في مقابلة مع «فوكس نيوز» يوم الأحد.
قد يؤدي تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الذي يصدر اليوم، إلى تراجع السوق، وفقاً لما قاله الاستراتيجي الرئيس للأسواق في «باركليز برايفت بانك» جوليان لافارج.
وأضاف لافارج: «رقم أعلى من المتوقع قد يعزز فرضية الركود التضخمي، بينما الرقم الأقل من المتوقع قد يعزز المخاوف من الركود.. ما تحتاجه السوق فعلاً في هذه المرحلة هو رؤية أفضل بشأن النمو بدلاً من التضخم».
واستأنفت الولايات المتحدة أيضاً مساعدتها العسكرية والاستخباراتية مع كييف.. وساهم التفاؤل المتزايد بشأن نهاية الحرب في أوكرانيا في دعم الفرنك السويسري، الذي ارتفع إلى 0.8840 مقابل الدولار قبل أن يقلص مكاسبه.
وتراجع الجنيه الإسترليني إلى 1.2939 دولار، بعد ارتفاعه 0.53% إلى 1.2947 دولار يوم الثلاثاء.
وحقق الدولار مكاسب بنسبة 0.5% ليصل إلى 148.485 ين، بعدما هبط إلى 146.545 ين، وهو أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر، في الجلسة السابقة.