بقي سعر الدولار اليوم الثلاثاء، قرب أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر، على الرغم من أن العملة الأميركية شهدت خلال الساعات القليلة الماضية تقلبات عنيفة، وذلك قبل صدور حزمة من البيانات الاقتصادية التي تترقبها الأسواق هذا الأسبوع.
بينما جاءت البداية دون أحداث جوهرية أو مؤثرة في سوق الصرف (الفوركس)، لكن يأبى الأسبوع الجاري أن يمر دون بيانات ينتظرها المتدالون، بغية الوقوف على حجم ومسار الخفض المتوقع في أسعار الفائدة من جانب مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي).
في غضون ذلك لا يزال الدولار يتلقى الدعم من ضعف المنافسين وتوقعات أكثر اعتدالاً بشأن خفض الفائدة، والتي تأتي بفضل بيانات اقتصاد قوية، بالتزامن مع تفوق ضئيل في استطلاعات الرأي يغذي احتمالات فوز الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية وهو المتبني لنظرية الدولار القوي.
حوم مؤشر العملة الأميركية اليوم مقابل سلة من 6 عملات رئيسة قرب مستويات 104.3 نقطة مسجلاً تراجعاً بصورة طفيفة للغاية بعدما أنهى تعاملات أمس عند مستوى 104.32 نقطة.
كما شهد الدولار تقلبات حادة أمس بعدما وسع مكاسبه وصولاً إلى مستويات قرب 104.9 ليصبح على بعد خطوات من اختراق أعلى مستوياته خلال عام، إلا أنه بدد مكاسبه كافة قبيل الإغلاق لينهي التعاملات على استقرار.
في الوقت ذاته لا تزال السندات الأميركية تحوم قرب ذروة 3 أشهر إلا أنها انخفضت بصورة طفيفة اليوم عند 4.274% بعد تراجع بواقع 1.2 نقطة.
◄ انخفض الدولار مقابل اليورو ليبتعد عن سعر التعادل (الدولار يساوي يورو)، ليصل إلى مستويات 1.0812.
◄ تراجعت العملة الأميركية مقابل نظيرتها اليابانية 0.3% إلى مستويات 152.88ين للدولار بعدما ارتفعت في وقت سابق إلى 153.3.
◄ ازداد الجنيه الإسترليني مقابل الدولا الأميركي 0.1% وصولاً إلى مستويات 1.2964 دولار.
◄ ارتفع الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأميركي 0.3% وصولاً إلى مستويات 0.6556 دولار.
◄ انخفض الدولار النيوزيلندي مقابل العملة الأميركية بحوالي 0.3% وصولاً إلى مستوى 0.5972 دولار.
اتسعت مكاسب الدولار مع زيادة الضعف لدى المنافسين، خصوصاً بعدما أبدى الاقتصاد الأميركي مرونة أكثر تجاه أسعار الفائدة، بينما تضررت الاقتصادات الكبرى بوتيرة أكبر نظراً لأسعار الفائدة المرتفعة.
في غضون ذلك وبينما خفض «الفيدرالي» الفائدة مرة واحدة فقد نفذ «المركزي الأوروبي» الإجراء ذاته 3 مرات، وهو ما كبد اليورو (المؤثر الأكبر في مكونات مؤشر الدولار) خسائر فادحة، مع التراجعات الحادة التي نالت من العملة اليابانية (الين) الذي يتجه صوب قاع 38 عاماً.
ونجحت العملة الأميركية نهاية الأسبوع الماضي في تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع بعدما أدت سلسلة من البيانات الاقتصادية الإيجابية إلى تهدئة التوقعات بشأن مقدار وسرعة خفض أسعار الفائدة من جانب «الفيدرالي».
في الوقت ذاته ارتفع مؤشر معنويات المستهلكين لجامعة ميشيغان إلى 70.5 نقطة في أكتوبر، متجاوزاً التوقعات بتسجيل قراءة تبلغ 69.0 نقطة، في حين انخفضت توقعات التضخم على مدى عام واحد إلى 2.7 % من 2.9 %.
تتجه أنظار المستثمرين الأسبوع الجاري صوب مجموعة من البيانات المتوقعة على رأسها تقرير الوظائف في الولايات المتحدة وفرص العمل وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي، وكلها بيانات مهمة لتقييم متانة سوق العمل واتجاهات التضخم.
فيما تأتي البيانات المرتقبة قبل أقل من أسبوع واحد على انطلاق انتخابات رئاسية غير محسومة، في الولايات المتحدة الأميركية، يوم 5 نوفمبر، حيث تحتدم المنافسة بين نائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس التي تؤيد «الفيدرالي» وخفض الفائدة، ودونالد ترامب المنتقد لجيروم باول وخفض الفائدة.
بينما تجتمع لجنة السياسة النقدية لـ«الفيدرالي» الأميركي يومي 6 و7 نوفمبر المقبل لمناقشة معدلات الفائدة، وسط توقهات على نطاق واسع ان يتم خفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس من المستويات الحالية.
إلى ذلك استفاد الدولار بشكل عام من ارتفاع توقعات السوق بفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، وهو ما رجح بأن يؤدي إلى سياسات ترفع التضخم مثل الرسوم الجمركية.