شهد زوج «اليورو/الدولار الأميركي» تراجعاً بنحو 8% بين نهاية سبتمبر ومنتصف نوفمبر، وهو ما دفع بنك «آي إن جي» إلى توقع حدوث نوع من التماسك في الأسعار، ومع ذلك يرى البنك أن هذا التماسك يعكس اتجاهاً هبوطياً، وليس بناء قاعدة استقرار.
وعزا البنك ذلك إلى عدة عوامل تشمل المخاطر السياسية في أوروبا، وضعف النشاط الاقتصادي، وتهديد الحروب التجارية، وارتفاع أسعار الطاقة، لا سيما مع زيادة الضغوط على مخزونات الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي.
وتتسم أجندة البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو اليوم الأربعاء بقلة المحتوى، مع صدور مؤشر أسعار المنتجين لشهر أكتوبر وبعض القراءات النهائية لمؤشر مديري المشتريات لشهر نوفمبر. ومع ذلك، ستتجه الأنظار إلى خطاب رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، أمام البرلمان الأوروبي.
ويرى «آي إن جي» أن خطاب لاغارد قد لا يقدم إجابات حاسمة بشأن ما إذا كان البنك سيخفض الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس في اجتماعه المرتقب في 12 ديسمبر، رغم أن خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس يبدو الخيار الأكثر ترجيحًا في الوقت الراهن.
ويتوقع «آي إن جي» أن يبقى زوج «اليورو/الدولار» محدوداً عند مستوى 1.0550، مع احتمالية تراجعه نحو 1.0400 خلال الأيام المقبلة، ما لم تأتِ بيانات الوظائف الأميركية يوم الجمعة أقل بكثير من التوقعات التي تشير إلى تحقيق مكاسب تتراوح بين 200,000 و220,000 وظيفة.
شارك محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، في فعالية نظمتها صحيفة «فاينانشيال تايمز» صباح الأربعاء، وأشار «آي إن جي» إلى أن بيلي يميل أحياناً إلى التصريحات النقدية المتساهلة، لكنه قد يفتقر إلى الأدوات الكافية لاتخاذ هذا النهج حالياً. ومع ذلك، قد تضع تصريحاته زوج «الجنيه الإسترليني/الدولار» تحت ضغط يدفعه إلى مستويات تتراوح بين 1.2590 و1.2620 خلال اليوم.
في بولندا، من المتوقع أن يثبت البنك المركزي أسعار الفائدة عند مستوى 5.75%، بما يتماشى مع التوقعات، ويرافق القرار بيان يقيم التطورات الاقتصادية الأخيرة، بما في ذلك بيانات الناتج المحلي الإجمالي وخطة الحكومة لتجميد أسعار الطاقة، ما قد يساهم في تخفيف معدلات التضخم العام المقبل.
وأشار «آي إن جي» إلى تزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى في مارس المقبل بمقدار 50 نقطة أساس بدلاً من 25 نقطة، بناءً على المؤشرات الحالية، كما أن الأسواق تُسعّر حالياً خفضاً كاملاً في مارس، مع احتمالية بنسبة 20% لخفض مبكر في فبراير.
رغم النظرة العامة السلبية تجاه عملات أوروبا الوسطى والشرقية بعد الانتخابات الأميركية، لا يزال الزلوتي البولندي يسجل أداءً قوياً، وتتوقع «آي إن جي» أن يستفيد الزلوتي من إعادة تسعير إيجابية تدعم موقفاً أكثر تشدداً في السياسة النقدية، وتشير التوقعات إلى أن زوج «اليورو/الزلوتي» قد يختبر مستوى 4.280 خلال الأيام المقبلة.