انخفض سعر الدولار اليوم، في التعاملات المبكرة صباح اليوم الثلاثاء، بيد أنه لا يزال يحوم قرب أعلى مستوى منذ الـ16 من أغسطس الماضي «قبل نحو 7 أسابيع»، مع استمرار تدفق البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة، التي تشير إلى تراجع احتمالات حدوث خفض كبير لأسعار الفائدة.
بلغ مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل عملات رئيسة أخرى 102.40 نقطة بحلول الساعة الـ6:20 صباح اليوم، وهو ما يقل عن أعلى مستوى بلغه في سبعة أسابيع عند 102.69 نقطة الذي لامسه يوم الجمعة الماضي.
وكان مؤشر الدولار استقر أمسِ الاثنين قرب مستويات 102.54 بعدما سجل مكاسب أسبوعية تجاوزت 2% وكانت الأكبر منذ عامين، مدعوماً بأكبر قفزة في الوظائف في ستة أشهر خلال سبتمبر (وفقاً لبيانات سبتمبر).
في إشارة قوية أخرى صدرت بيانات نهاية الأسبوع أظهرت انخفاض معدل البطالة وزيادة الأجور بقوة؛ ما يشير إلى متانة الاقتصاد الأميركي، ويجبر الأسواق على تقليص توقعاتها بشأن خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي».
وسيركز المستثمرون هذا الأسبوع على محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر الماضي، والمقرر صدوره غداً، إضافة إلى تقرير التضخم في الولايات المتحدة المقرر صدوره يوم الخميس.
في مطلع الشهر نزل الدولار إلى أدنى مستوى في أكثر من عام مع تزايد رهان الأسواق على حدوث خفض كبير للفائدة الأميركية على غرار الخفض السابق في سبتمبر بواقع 50 نقطة أساس، إلا أنه ومع تدفق بيانات الوظائف القوية بدأ هذا التوقع في التلاشي.
وبدد تقرير قوي عن الوظائف في الولايات المتحدة صدر نهاية الأسبوع الماضي، الرهانات على خفض كبير لأسعار الفائدة، بعدما أظهر قوة تفوق التوقعات لسوق العمل في الولايات المتحدة؛ ما يمنح الفيدرالي مساحة على المناورة واتباع سياسة خفض تدريجية وأكثر هدوءاً.
قال الخبير الإستراتيجي في «سوسيتيه جنرال» كيت جوكس: «في أعقاب تقرير الوظائف الأميركية الذي جاء أقوى من المتوقع يوم الجمعة الماضي، يبدو أن الدولار على استعداد لمواصلة الصعود، ولكن إلى أي مدى قد يستعيد الدولار المزيد من المكاسب؟ الأمر أقل وضوحاً بعض الشيء».
وكتب في مذكرة نشرها موقع ماركت ووتش: «الدولار الأميركي شهد ارتفاعاً حاداً مقابل منافسيه الرئيسين منذ بداية أكتوبر حيث تعافى من حالة الركود الصيفي».
إلا أن جوكس لفت إلى ضبابية تحركات الدولار في الأسابيع المقبلة، مشيراً إلى أن البيانات تتحكم في هذا الأمر، وقال: «من المرجح أن يكون الطريق أمامنا أكثر وعورة من أن يكون هناك اتجاه واضح في الربع الرابع».
الأسواق لم تعد تتوقع خفض أسعار الفائدة بشكل قاطع في نوفمبر حيث تضع احتمالاً يبلغ 86% لحدوث عملية الخفض
فيد ووتش
«التحول المستمر في الفارق في أسعار الفائدة بين اليورو والدولار لمدة عام واحد، والموقف القصير المستمر في العقود الآجلة للدولار الأميركي، يشيران إلى أن مؤشر الدولار الأميركي ICE قد يتقلب في نطاق يتراوح بين 100 و107 في المستقبل المنظور».
ومع ذلك، فإن الاتجاه الأكثر ترجيحاً في الأمد القريب هو الارتفاع، فبحسب جوكس: «في هذه المرحلة من الصعب أن نتخيل قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بسرعة أكبر من البنك المركزي الأوروبي في الأشهر المقبلة، نظرًا لأن البيانات الصادرة عن أوروبا أضعف بكثير من تلك الصادرة عن الولايات المتحدة».
وأظهرت أحدث بيانات طلبيات المصانع الألمانية، أمس، انكماشاً مفاجئاً بنسبة 3.9% على أساس سنوي، وهو الأول منذ بداية العام في إشارة إلى تباطؤ حاد في قطاع التصنيع لثالث أكبر اقتصاد في العالم.
مؤشر الدولار الأميركي ICE قد يتقلب في نطاق يتراوح بين 100 و107 في المستقبل المنظور
«سوسيتيه جنرال»
غيّر المتداولون توقعاتهم بشكل جذري بشأن مسار تيسير السياسة النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعي شهر نوفمبر وديسمبر.
في أثناء ذلك أظهرت أداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي.إم.إي» أن الأسواق لم تعد تتوقع خفض أسعار الفائدة بشكل قاطع في نوفمبر حيث تضع احتمالاً يبلغ 86% لحدوث عملية الخفض.
لا يتوقع المتداولون الإقدام على خفض بمقدار 50 نقطة أساس إلا بحلول ديسمبر، وقد أدى ذلك إلى بقاء الدولار في وضع قوي، وارتفاعه إلى أعلى مستوى في عدة أسابيع مقابل اليورو، والجنيه الاسترليني/ والين.
يرى المتداولون الآن احتمالية بنسبة 98% أن يخفض الفيدرالي الأميركي (في حال حدوث تخفيض) أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقبل في نوفمبر، وفقا لأداة تتبع الفائدة «فيد ووتش».