توقعات الذهب.. منعطف حاسم قد يأخذ الأسعار إلى انطلاقة جديدة

ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، نهاية تعاملات الأسبوع، لتواصل ارتفاعاتها لليوم الثاني على التوالي بعدما استعادت ذاكرة الصعود أمس بفعل بيانات أميركية مخيبة للآمال، إلا أن بيانات أكثر أهمية تترقبها السوق في وقت لاحق اليوم وضعت توقعات سعر الذهب بين نقيضين لا غير، الصعود القوي أو التراجع الكبير.

صعدت أسعار الذهب اليوم بدعم من الإقبال على الملاذ الآمن في ظل توتر الشرق الأوسط، في حين يترقب المستثمرون تقريراً للوظائف في الولايات المتحدة بحثاً عن مؤشرات حول المسار الذي سيتبعه مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة.

في مطلع أغسطس الماضي جاءت بيانات الوظائف الأميركية سلبية على عكس التوقعات ما أجج مخاوف المتداولين بركود وشيك للاقتصاد الأميركي، لتشتعل موجة بيع واسعة النطاق في أغلب الأصول، والتي وصلت ذروتها في الخامس من أغسطس (الاثنين الأسود).

أسعار الذهب

ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بحوالي 4% ما يقرب من 10 دولارات وصولاً إلى مستوى 2666 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 5:20 بتوقيت غرينتش.

كما ازدادت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بحوالي 6 دولارات ما يعادل 0.25% وصولاً إلى مستويات قرب 2685 دولاراً للأونصة خلال تعاملات اليوم الجمعة.

عند نهاية تعاملات أمس ارتفعت أسعار العقود الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.4%، أو ما يعادل 9.5 دولار، لتصل إلى 2679.2 دولار للأونصة، بينما أنهت العقود الفورية التعاملات على شبه استقرار أمس عند مستوى 2655.9 دولار.

في 26 سبتمبر قفزت الأسعار الفورية لأعلى مستوى له على الإطلاق عند 2685.42 دولار، وفي اليوم ذاته بلغت العقود الآجلة ذروتها التاريخية عند 2708 دولارات للأونصة.

بيانات حاسمة

من المقرر صدور بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة اليوم، وإذا جاء تقرير الوظائف غير الزراعية قوياً، فسيكون ذلك إيجابياً للدولار؛ ومن ثم قد تشهد أسعار الذهب عودة إلى التراجع.

وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، فإن توقعات خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس أخرى في اجتماع «الفيدرالي» في نوفمبر تضاءلت إلى 33% من 49% الأسبوع الماضي.

كانت أسعار الذهب قد أنهت تعاملاتها، أول من أمس، على تراجع بنحو 21 دولاراً مع ارتفاع مؤشر العملة الأميركية أمام سلة من العملات الرئيسة، على الرغم من تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

تعد بيانات الاقتصاد الأميركي عاملاً حاسماً في اتجاه أسعار السبائك المقومة بالدولار، إذ يرتبط الذهب ومعدلات الفائدة في الولايات المتحدة بعلاقة عكسية.

أرقام متضاربة

◄ أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الأميركي أمس، انخفاض طلبيات المصانع خلال أغسطس بنسبة 0.2% على أساس شهري أو 1.3 مليار دولار لتصل إلى 590.4 مليار دولار، خلافاً للتوقعات بارتفاع بنسبة 0.1%. (مؤشر سلبي يقود إلى ضرورة خفض الفائدة).

◄ كشفت بيانات وزارة العمل الأميركية، أمس، ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأولية بمقدار 6 آلاف طلب لتصل إلى 225 ألف طلب خلال الأسبوع المنتهي في 28 سبتمبر، بعد تعديلها للعوامل الموسمية. (مؤشر سلبي يقود إلى ضرورة خفض الفائدة).

◄ أعلن أصحاب العمل عن خطط أمس، لإضافة 483.6 ألف وظيفة، بانخفاض 33%، وهي أدنى وتيرة لخطط التوظيف خلال الفترة المقارنة منذ عام 2011، عندما بلغت 300.8 ألف وظيفة. (مؤشر سلبي يقود إلى ضرورة خفض الفائدة).

◄ أشارت بيانات صدرت أمس، إلى انخفاض متوسط عدد طلبات إعانة البطالة في الأربعة أسابيع الماضية (وهو المعيار الأكثر دقة لقياس أداء سوق العمل) بمقدار 750 طلباً إلى 224.25 ألف، من متوسط الأسبوع السابق المعدل بالرفع بمقدار 250 طلباً إلى 225 ألفاً (مؤشر إيجابي يتيح للفيدرالي إمكانية الخفض التدريجي للفائدة).

◄ حسب بيانات معهد إدارة التوريد الصادرة أمس، ارتفع مؤشر مديري المشتريات الخدمي إلى 54.9 نقطة في سبتمبر من 51.5 نقطة خلال أغسطس، متجاوزاً التوقعات التي رجحت تسجيله 51.7 نقطة. (مؤشر إيجابي يتيح للفيدرالي إمكانية الخفض التدريجي للفائدة).