سجل الجنيه الإسترليني أدنى مستوى له منذ شهرين مقابل الدولار اليوم الثلاثاء، إذ يواصل المستثمرون تركيزهم على سياسات التيسير التي تتبعها البنوك المركزية، وعلى نتائج الانتخابات الأميركية المحتملة، واقترب مؤشر الدولار الأميركي من أعلى مستوى له منذ شهرين ونصف، مع التوقعات بأن يتبع الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) نهجاً متريثاً في تخفيضات أسعار الفائدة، على حين أن الانتخابات الأميركية، التي لم تحسم بعد، تُبقي المستثمرين في حالة تأهب.
وأظهرت بيانات اليوم الثلاثاء أن القروض العامة البريطانية خلال الأشهر الستة الأولى من السنة المالية كانت أعلى من التوقعات الرسمية، ما يبرز التحديات التي تواجهها وزيرة المالية راشيل ريفز في أول موازنة لها الأسبوع المقبل.
ويتوقع المحللون أن موازنة المملكة المتحدة ستشدد الإنفاق، ما قد يضعف الاقتصاد ويؤدي إلى تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا أكثر مما تتوقعه الأسواق حالياً. وتراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.05% إلى 1.2883 دولار، بعد أن بلغ أدنى مستوى له منذ منتصف أغسطس عند 1.2967 دولار.
وحتى الآن، استفاد الجنيه الإسترليني من نبرة «بنك إنجلترا» الحذرة التي تشير إلى دورة تخفيض تدريجية مقارنة بنظرائه، في وقت كان فيه نمو الاقتصاد البريطاني أفضل من اقتصاد منطقة اليورو، وفي هذا السياق، قالت كيرستين كوندبي نيلسن، المحللة في «بنك دانسك»: «نعتقد أن هذه القوى (التباين في أسعار الفائدة والنمو) ستستمر في التأثير في زوج اليورو/ الجنيه في الأشهر المقبلة».
وأضافت: «على المدى الطويل، من المتوقع أن تتلاشى بعض هذه العوامل الداعمة للجنيه، ونتوقع أن تؤثر سياسات بنك إنجلترا الأكثر ليونة في قيمة الجنيه الإسترليني».
ميغان غرين، من «بنك إنجلترا»، أوضحت أنها لا تزال ترى ضرورة الحذر من قبل البنك المركزي في ما يتعلق بخفض تكاليف الاقتراض، وأشار المحللون إلى أن نشر بيانات مؤشر مديري المشتريات في المملكة المتحدة يوم الخميس قد يؤثر في توقعات السوق بشأن مسار التيسير النقدي لبنك إنجلترا.
والأسبوع الماضي، انخفض الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له في شهرين بعد أن جاءت بيانات التضخم البريطانية أضعف من المتوقع، وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة بنسبة 0.14% لتصل إلى 83.41 بنساً لكل يورو.
وقد أثرت إعادة تقييم توقعات أسعار الفائدة في منطقة اليورو، مع استبعاد المستثمرين لاحتمال تخفيض بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر، على العملة الموحدة الأسبوع الماضي.