الين يتماسك بعد موجة تراجعات.. فهل تلافت اليابان تكرار الاثنين الأسود؟
تماسك الين الياباني خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وأوقف تراجعاته، إثر تصريح نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو، باستعداد البنك لرفع سعر الفائدة إذا تحققت توقعات نمو الاقتصاد والأسعار في تقرير شهر يوليو الماضي.
جاء ذلك بعد موجة تراجعات كبيرة هبطت بالين قرب أدنى مستوياته في 7 أسابيع أمام الدولار الأميركي، حيث كان يتجه صوب حاجز التدخل الحكومي الذي أعقبه تقلبات عنيفة في سوق الفوركس نَجَم عنها ما وصف بـ(الاثنين الأسود) يوم الـ5 من أغسطس الماضي.
وتزامن تماسك الين مع تراجع أسهم الرقائق على أداء مؤشر «نيكاي» الذي تعرض لموجة بيعية واسعة بعد ارتفاعات قوية بلغت ذروتها أمس.
الين اليوم
تقترب قيمة الين من مستويات 149.49 ين للدولار الساعة الـ9:00 صباح اليوم بتوقيت غرينتش، وتظل المستويات الحالية هى الأدنى منذ الـ31 من يوليو الماضي.
في الوقت ذاته، يحوم مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات عند أعلى مستوى في شهرين ونصف الشهر متجاوزاً مستويات 103 نقاط.
يعد حاجز 152 يناً للدولار المستوى الذي تَدخَّل عنده البنك المركزي الياباني في سوق الصرف مرتين عبر تنفيذ ضخ ما يقرب من 60 مليار دولار إجمالاً؟
وجاءت الأولى في مايو والثانية في يوليو الماضيين، ليرتفع الين عقب تلك التدخلات، تزامناً ورفع أسعار الفائدة المفاجئ في نهاية يوليو، من مستويات 160 يناً للدولار والتي كانت الأدنى منذ 38 عامًا، إلى مستويات قرب 140 يناً للدولار والتي تعد الأعلى في عام.
تسببت تقلبات الين وعمليات المناقلة «تجارة الفائدة» في تقلبات وتراجعات عنيفة عصفت بأسواق المال العالمية، وكبدت أغلب الأصول خسائر فادحة بلغت ذروتها يوم الـ5 من أغسطس الماضي.
الفائدة الحقيقية
ساعدت تصريحات نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو، صباح اليوم، في الحد من تراجعات العملة اليابانية، حيث قال هيمينو:« إن البنك المركزي الياباني سيرفع سعر الفائدة إذا تحققت توقعات نمو الاقتصاد والأسعار في تقرير شهر يوليو الماضي».
وأضاف وفقاً لبيان رسمي: «أخبر محافظ بنك اليابان أويدا رئيس الوزراء إيشيبا، أن البنك لديه الوقت الكافي لمراقبة الأسواق المالية بعناية، مشيراً إلى أن أسعار الفائدة الحقيقية لا تزال سلبية».
وتابع هيمينو: «لا يوجد توافق واضح في الآراء بين صانعي السياسات حول النهج المستقبلي للسياسة النقدية، لكن هناك رغبة أكيدة في عدم تكرار ما حدث في أغسطس من تقلبات عنيفة في سوق الصرف نتج عنها عمليات مناقلة على الين التي أدت إلى تقلبات عنيفة في الأسواق».
عندما تولي إشيبا رئاسة الوزراء أعلن أن بلاده ليست مؤهلة لرفع أسعار الفائدة، وذلك على النقيض من تصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا، الذي أبدى انفتاح البنك على رفع أسعار الفائدة.
الأسهم اليوم
انخفضت مؤشرات الأسهم اليابانية عند إغلاق تعاملات اليوم الأربعاء، مع انخفاض الأسهم المرتبطة بالرقائق الإلكترونية مقتفية أثر نظيرتها في الولايات المتحدة وأوروبا، جنباً إلى جنب وتماسك الين.
تراجع مؤشر «نيكاي 225» بنسبة 1.83% أو ما يعادل 730 نقطة وصولاً إلى 39180 نقطة، منهياً سلسلة مكاسب استمرت لأربع جلسات، بعدما تخطى مستوى 40 ألف نقطة ليلامس أعلى مستوى في ثلاثة أشهر في الجلسة السابقة.
كما انخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً في اليابان بنسبة 1.21% تعادل 32 نقطة، وصولاً إلى مستويات 2690 نقطة عند الإغلاق، وهبط سهم طوكيو إلكترون 9.19% إلى 24310 يناً، وتراجع سوفت بنك 3.97% إلى 9094 ينا.
وكشف رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا أمس الثلاثاء، عن نية حكومته إعداد ميزانية تكميلية للسنة المالية الحالية تتجاوز 13 تريليون ين «نحو 87.6 مليار دولار» بهدف تمويل حزمة دعم اقتصادي وطنية.
من المقرر أن تتضمن الحزمة الجديدة مدفوعات مالية موجهة للأسر ذات الدخل المنخفض، إضافة إلى إعانات مقدمة للحكومات المحلية؛ ما يعكس التزام الحكومة بمواجهة التحديات الاقتصادية الحالية، وفقاً لبيان مجلس الورزاء الياباني.
