«وول ستريت» تتجه لتراجع حاد وسط مخاوف اندلاع حرب تجارية عالمية

من المتوقع أن تفتح «وول ستريت» على خسائر كبيرة اليوم الجمعة، في وقت تواصل فيه الأسواق الأوروبية هبوطها الحاد منتصف الجلسة، مع استمرار الصدمة التي أحدثتها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يوم الأربعاء، ما أجّج المخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية.

وتشير العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية إلى افتتاح بورصة نيويورك على تراجع حاد، مع هبوط متوقع بنسبة 3% لمؤشر «داو جونز»، و2.91% لمؤشر «ستاندرد أند بورز 500»، و3.17% لمؤشر «ناسداك».

وفي أوروبا، تراجع مؤشر «كاك 40» في باريس بنسبة 3.98% إلى 7296.44 نقطة عند الساعة 11:07 بتوقيت غرينتش، فيما خسر مؤشر «داكس» في فرانكفورت 4.88%، وتراجع مؤشر «فوتسي 100» في لندن بنسبة 3.83%.

أما على الصعيد الأوسع، فانخفض مؤشر «يورو ستوكس 50» بنسبة 4.50%، ومؤشر «فوتسي يوروفيرست 300» بنسبة 4.52%، و«ستوكس 600» بنسبة 4.56%.

الرسوم الإضافية التي أعلنها ترامب يوم الأربعاء لا تزال تؤجّج قلق المستثمرين، وتدفع الأسواق العالمية نحو مزيد من الغموض، وسط ضغوط كبيرة على أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى المعروفة باسم «السبعة الرائعة»، التي باتت الآن في عين العاصفة.

الصين ترد

ورداً على تلك الإجراءات، أعلنت الصين يوم الجمعة فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على الواردات الأميركية، ما زاد الضغوط على الأسواق.

وكان مؤشرا «ستاندرد أند بورز 500» و«ناسداك» قد شهدا يوم الخميس أسوأ جلسة لهما منذ جائحة 2020، حيث فقدا أكثر من 4% من قيمتهما، أما مؤشر أسهم «السبعة الرائعة» فقد تراجع بنسبة 7% في جلسة واحدة، وبنسبة 25% منذ ذروته المسجلة في ديسمبر 2024، ما يُشير إلى دخول أكبر الشركات الأميركية في اتجاه هبوطي واضح.

وارتفع مؤشر التقلب «VIX» فوق مستوى 30 للمرة الأولى منذ أغسطس الماضي، ما يدل على حالة من الذعر في الأسواق، في وقت رفعت فيه «جيه بي مورغان» يوم الخميس تقديراتها لاحتمال دخول الاقتصاد العالمي في ركود هذا العام إلى 60%، مقابل 40% سابقاً.

وفي ظل هذا المشهد المضطرب، يترقب المستثمرون خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول المرتقب هذا المساء، إلى جانب صدور التقرير الشهري حول الوظائف عند الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش.

الأسواق العالمية

تراجعت عوائد السندات على جانبي الأطلسي إلى مستويات تاريخية متدنية، وسط تنامي القلق بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي، وتراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بمقدار 16.7 نقطة أساس إلى 3.8879%، فيما انخفض العائد على السندات لأجل عامين بمقدار 21.1 نقطة أساس إلى 3.5144%.

أما في أوروبا، فانخفض العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات بمقدار 14.6 نقطة أساس إلى 2.4950%، والعائد على السندات لأجل عامين بنسبة 17.2 نقطة أساس إلى 1.7590%.

أسواق العملات

رغم اعتباره ملاذاً آمناً تقليدياً، بقي الدولار مستقراً نسبياً اليوم الجمعة بعد تراجعه أمس، ما يشير إلى تحوّل المستثمرين بعيداً عن الأصول الأميركية.

وارتفع مؤشر الدولار بنسبة طفيفة قدرها 0.08% أمام سلة من العملات الرئيسة، بينما تراجع اليورو بنسبة 0.24% إلى 1.1024 دولار.

النفط

تتجه أسعار النفط لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي لها منذ عام 2021، متأثرة بموجة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب يوم الأربعاء، وقرار تحالف «أوبك+» بزيادة الإنتاج.

وتراجع سعر خام «برنت» بنسبة 6.37% إلى 65.67 دولار للبرميل، في حين انخفض خام «غرب تكساس الوسيط» الأميركي بنسبة 6.8% إلى 62.40 دولار.