ارتفعت أسعار النحاس، اليوم الخميس، متجاوزة حاجز 10 آلاف دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، وهو أعلى مستوى لها منذ أكتوبر الماضي، مدفوعة بعمليات شراء مكثفة من الشركات الأميركية التي تخشى فرض رسوم جمركية على المعدن الأحمر.
وعند الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش، سجل سعر الطن من النحاس 10007.5 دولار في بورصة لندن للمعادن.
وقالت محللة الأسواق في «كومرتس بنك» ثو لان نغوين بحسب «إيه دبيلو بي»: «من المنطقي أن تسعى الشركات الأميركية إلى تكوين مخزون احتياطي في ظل تهديدات الإدارة الأميركية بفرض رسوم جمركية عقابية».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في بداية مارس، خلال خطابه أمام الكونغرس، عن إمكانية فرض رسوم على واردات النحاس.
في حال تنفيذ هذه الإجراءات، ستعتمد الولايات المتحدة بشكل أكبر على قدراتها المحلية في صهر النحاس، والتي تقتصر على مصهرين رئيسين فقط، حيث تستورد حالياً نحو نصف استهلاكها من المعدن الأحمر وفقاً للمحلل في «إيه دي إم إنفستورز» آلان بوش.
وتلقت أسعار النحاس دعماً من خطة كشفت عنها الصين، أكبر مستهلك عالمي للمعدن، يوم الأحد، والتي تستهدف تحفيز الإنفاق الاستهلاكي المتراجع، ومساعدة الاقتصاد على تحقيق أهدافه الطموحة للنمو.
وأوضح المتداول في «ستون إكس» جايلز بلامب، أن ضعف الدولار يعد عاملاً آخر في ارتفاع أسعار المعادن، حيث إن تسعير النحاس يتم بالدولار الأميركي، ما يجعله أقل تكلفة للمشترين من الدول الأخرى عند تراجع قيمة العملة الأميركية.
ورغم هذه المكاسب، يحذر المحللون من احتمال حدوث تراجع سريع في الأسعار بحال تطبيق الرسوم الجمركية، إذ سيؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف الشراء للمستهلكين الأميركيين، ما قد يضعف الطلب.
ويعد النحاس من المعادن الأساسية في الصناعة، وهو حساس بشكل خاص للتطورات الاقتصادية العالمية، التي قد تتأثر سلباً بأي تصعيد في الحروب التجارية، وفقاً لعدد من المحللين.