ارتفعت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو بشكل طفيف اليوم الخميس، مع تقييم المستثمرين لتداعيات الرسوم الجمركية الأميركية المحتملة على السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي، وذلك في أعقاب قرار بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة كما كان متوقعاً.
وكانت تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو قد تراجعت إلى أدنى مستوياتها في عدة أسابيع يوم الأربعاء، وسط مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية إلى تأثير انكماشي على الاقتصاد الأوروبي، ما قد يدفع البنك المركزي الأوروبي إلى تكثيف سياسات التيسير النقدي.
وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو المعيار الأساسي لمنطقة اليورو، بمقدار نقطة أساس واحدة ليصل إلى 2.37% يوم الخميس، بعد أن سجل 2.345% في اليوم السابق، وهو أدنى مستوى له منذ 2 يناير.
ظل المستثمرون يراقبون البيانات الاقتصادية من كثب، خاصة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق الرسوم الجمركية المخطط لها على كندا والمكسيك. ومن المنتظر أن توفر بيانات الوظائف الأميركية يوم الجمعة مزيدًا من المؤشرات حول توجهات الاحتياطي الفيدرالي.
وقال روني تيج يوهانسن، الخبير الاقتصادي في «دانسكه بنك» إن الموقف في أوروبا لا يزال غير واضح، مشيراً إلى مخاطر محتملة من فرض رسوم جمركية أميركية على الواردات الأوروبية.
ويرى بعض المحللين أن أي صدمة للطلب قد تواجه المصدرين الأوروبيين ستكون أكبر من التأثير التضخمي الناتج عن أي إجراءات انتقامية قد يتخذها الاتحاد الأوروبي ردًا على الرسوم الأميركية.
أظهرت أسواق المال تسعيرها لاحتمال خفض سعر الفائدة على الودائع لدى البنك المركزي الأوروبي إلى 1.91% بحلول ديسمبر، مقارنة بـ 1.85% يوم الأربعاء.
أما العائد على السندات الألمانية لأجل عامين، والتي تعكس توقعات المستثمرين بشأن السياسة النقدية، فقد استقر عند 2.053%. وفي فرنسا، بلغ الفارق بين عوائد السندات الفرنسية «OAT» ونظيرتها الألمانية 71.1 نقطة أساس، بعدما نجا رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو من اقتراحي سحب الثقة في البرلمان يوم الأربعاء. ويُتوقع أن يسمح ذلك بالمضي قدماً في إقرار ميزانية 2025 التي يُنظر إليها على أنها حاسمة في جهود خفض الدين العام الفرنسي المتفاقم.
وكان الفارق قد تراجع إلى 69.6 نقطة أساس يوم الأربعاء، وهو أدنى مستوى له منذ 31 أكتوبر. لكنه كان قد اتسع إلى نحو 90 نقطة أساس خلال شهري نوفمبر ويناير، في ظل مخاوف من عدم قدرة باريس على ضبط عجز ميزانيتها.
في بريطانيا، قرر بنك إنجلترا اليوم الخميس خفض الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية، بينما طالب بعض صانعي السياسات النقدية بتخفيضات أعمق لمواجهة تباطؤ الاقتصاد. لكن البنك أشار إلى أنه سيتحرك بحذر بشأن أي إجراءات إضافية، نظرًا لمخاوف التضخم والتوترات الاقتصادية العالمية.
وارتفع العائد على السندات البريطانية لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط أساس ليصل إلى 4.476%، بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ 13 ديسمبر عند 4.38% في وقت سابق من الجلسة.