الأسهم تدخل موجة تصحيح قوية

تفاقمت عمليات التصحيح في الأسواق العالمية بعدما تكبدت الأسهم الأميركية سلسلة متتالية من الخسائر الحادة، دفعت مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأوسع نطاقاً إلى أدنى مستوياته منذ الرابع من يونيو الماضي.

ويبدو أن عمليات التراجع لن تتوقف قريباً مع توالي البيانات السلبية التي عادت لتدفع بسيناريو التباطؤ الاقتصادي والركود إلى الواجهة، إلى جانب نتائج الشركات المخيبة للآمال، التي تأتي دون التوقعات على غرار نتائج "تسلا" و"أبل" و"إنتل".

في الوقت ذاته، دفع التراجع مؤشر "ناسداك" المجمع لأسهم التكنولوجيا إلى الانخفاض بأكثر من 10% من أعلى مستوى إغلاق له في يوليو الماضي؛ ما يؤكد أن المؤشر في حالة تصحيح عميق.

مخاوف الركود

زادت عمليات الهبوط بنهاية تعاملات الأسبوع، مع نزول سهمي "أمازون" و"إنتل" بعد نتائجهما الفصلية وتوقعاتهما المخيبة للآمال، وسجلت الأسهم الأميركية انخفاضاً حاداً للجلسة الثانية على التوالي أمس الجمعة.

أدت بيانات الوظائف الضعيفة إلى تفاقم المخاوف من تباطؤ اقتصادي، وقالت وزارة العمل إن "الوظائف غير الزراعية زادت 114 ألف وظيفة في الشهر الماضي، وهو رقم أقل بكثير من متوسط ​​التوقعات البالغ 175 ألف وظيفة".

ويأتي هذا الرقم أقل بكثير عن رقم 200 ألف وظيفة التي يعتقد خبراء الاقتصاد أنها ضرورية لمواكبة النمو السكاني، بينما قفز معدل البطالة إلى 4.3%، وهو ما يقرب من أعلى مستوى في ثلاث سنوات.

وعمّق من مخاوف الأسواق تراجع الطلبيات الجديدة للسلع المصنعة للشهر الثاني على التوالي في يونيو، مسجلة أعمق وتيرة انخفاض منذ بداية العام، بينما ارتفع معدل البطالة في يوليو ليسجل أعلى مستوى له منذ أكتوبر العام 2021، مع تباطؤ وتيرة نمو الوظائف بأكثر من التوقعات.

 تراجع الطلبيات الجديدة للسلع المصنعة للشهر الثاني على التوالي في يونيو، مسجلة أعمق وتيرة انخفاض منذ بداية العام.

وزارة التجارة الأميركية

خسائر الأسهم

هبطت مؤشرات الأسهم الأميركية مع انخفاض عائد السندات العشرية لأدنى مستوى منذ ديسمبر 2023، في ظل تدافع محموم من المستثمرين على شراء السندات، طلبًا للملاذ الآمن مع تجدد مخاوف الركود الاقتصادي.

وفي نهاية تعاملات الأسبوع، انخفض مؤشر "داو جونز" لأسهم الصناعة بنسبة 1.5% أو 610 نقاط عند 39737 نقطة، لينهي المؤشر الصناعي سلسلة مكاسب امتدت 4 أسابيع، بعد تراجعه منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.1%.

وانخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.85% أو 100 نقطة عند 5346 نقطة، ليسجل خسائر للأسبوع الثالث على التوالي، بعد انخفاضه خلال تعاملات الأسبوع بأكثر من 2%.

 في الوقت ذاته، هبط مؤشر "ناسداك" المجمع لأسهم التكنولوجيا بنسبة 2.45% أو 417 نقطة عند 16776 نقطة، ليواصل مؤشر التكنولوجيا تراجعه للأسبوع الثالث على التوالي، ويدخل نطاق التصحيح، بعد خسارته هذا الأسبوع بنسبة 3.35%.

الأسهم العالمية

امتدت موجة الهبوط والتصحيح العميق لتطال أسهم أوروبا وآسيا، فقد جاءت بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي سلبية للغاية في الصين واليابان وأوروبا في إشارة إلى انكماش حادة واختناق اقتصادي.

وفي منطقة اليورو، نزل المؤشر الرئيس "يورو ستوكس 600" الأوسع نطاقاً في أوروبا بنسبة 2.75% عند 497.85 نقطة بنهاية تعاملات أمس الجمعة، ليسجل المؤشر الأوروبي خسائر أسبوعية 2.90%.

وفي اليابان، هبط مؤشر "نيكاي 225" بنسبة 5.8% أو ما يعادل 2216 نقطة إلى 35909 نقاط في نهاية تعاملات أمس، في حين انخفض مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً بنسبة 6.15% إلى 2537 نقطة، ليسجل كلا المؤشرين خسائر أسبوعية بلغت 4.65% و6% على التوالي.