وبدأت أسعار الذهب تعاني من نقص المحفزات مع انحسار موجة التقلبات في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى تصريحات مسؤولي الفيدرالي الأميركي التي تؤكد على أن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة أطول، وهو ما يقلل من جاذبية الذهب لارتفاع تكلفة حيازة السبائك المسعرة بالدولار.
وكانت أسعار الذهب ارتفعت بقوة خلال الجلسات الماضية على الرغم من قوة الدولار الأميركي الذي ظل قويًا بفعل تصريحات مسؤولي الفيدرالي التي اتجهت إلى تعليق أسعار الفائدة إلى ما بعد اجتماع يوليو المقبل.
ونجح الذهب في خضم موجة من الارتفاعات القياسية في الاقتراب من ذروة غير مسبوقة عند مستويات 2450 دولارا للأوقية، وهو ما دفع العديد من المؤسسات والخبراء إلى توقع وصول الذهب إلى مستويات الـ3000 دولار للأوقية.
في الوقت الحالي، هناك نقص في المحفز الذي يدفع أسعار الذهب إلى الارتفاعكلفن وونغ
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء نزلت أسعار العقود الآجلة للذهب بقوة لتعمق خسائر أمس الاثنين ليفقد الذهب في بضع ساعات ما يقرب من 100 دولار في الأوقية، مبتعدًا أكثر عن ذروته التاريخية.
وشوهدت أسعار العقود الآجلة اليوم عند مستويات 2308.7 دولار للأوقية، وهو أدنى مستوى منذ مطلع أبريل، بخسائر أكثر من 30 دولارا في الأوقية، أو ما يعادل 1.4%.
وعلى صعيد التعاملات الفورية للذهب، فقد نزل سعر الأوقية إلى مستويات 2295.77 دولار، قبل أن يقلص خسائره التي التي بلغت 33 دولارا، ليحوم بالقرب من مستويات 2305 دولارات للأوقية بخسائر 1%.
وكان محللو سيتي بنك توقعوا في وقت سابق أن تُتَداول أسعارُ الذهب عند 3000 دولار للأوقية خلال 6 إلى 18 شهرًا القادمة، في إشارة إلى تسجيل مستويات جديدة غير مسبوقة للمعدن الأصفر.
تأثر شهية المخاطر بعد أن قللت طهران من أهمية الضربة التي شنتها إسرائيل بطائرة دون طيار ضد إيرانكلفن وونغ
وعند نهاية تعاملات أمس الإثنين نزلت أسعار الذهب بأكثر من 67 دولارًا، وقال كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في أواندا (OANDA) كلفن وونغ: "تراجعت الأسعار مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية وانحسار المخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط".
ولفت وونغ إلى تقلب شهية المخاطر لدى المستثمرين، إذ تترقب الأسواق قراءة رئيسة للتضخم في الولايات المتحدة من المقرر أن تصدر في وقت لاحق هذا الأسبوع لمعرفة مؤشرات أسعار الفائدة.
و انخفضت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم يونيو بنسبة في حدود 2.8%، أو ما يعادل 67.5 دولار، نزولا إلى مستويات 2346.4 دولار للأوقية.
وتراجعت أسعار عقود التسليم الفوري للذهب بنسبة 2.6%، أو ما يعادل خسائر بأكثر من 55 دولارا في الأوقية، نزولا إلى مستويات قرب 2329 دولارًا للأوقية.
ولفت كلفن وونغ إلى تأثر شهية المخاطر بعد أن قللت طهران من أهمية الضربة التي شنتها إسرائيل بطائرة دون طيار ضد إيران، فيما يبدو أنها خطوة تهدف إلى تجنب التصعيد الإقليمي.
وقال كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في أواندا (OANDA) كلفن وونغ: "في الوقت الحالي، هناك نقص في المحفز الذي يدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع".
وأضاف وونغ: "إن علاوة المخاطر الجيوسياسية تظل إيجابية على المدى المتوسط إلى الطويل، إذ يفتقر الصراع بين إسرائيل وحماس إلى الوضوح أو علامات وقف إطلاق النار".
وتابع وونغ: "ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، إذ وصلت إلى مستويات عند 4.6599% وهو الأمر الذي يجعل السبائك عديمة العائد أقل جاذبية.
إذا تراجع الوضع واستقرت التوترات في الشرق الأوسط، فسوف يتراجع الذهب أو يتماسك مع تباطؤ الشراء كملاذ آمنديفيد ميجر
وفي غضون ذلك عمقت تصريحات مسؤولي الفيدرالي من خسائر المعدن الأصفر؛ إذ قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي: "التقدم في خفض التضخم لا يزال بطيئا".
ويرى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الآخرون أن أسعار الفائدة ستحتاج إلى البقاء مرتفعة لمدة أطول للسيطرة على ضغوط الأسعار مرة أخرى.
وتراجع صناع السياسات، بمن فيهم رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الفيدرالي جيروم باول، الأسبوع الماضي عن تقديم أي توجيهات بشأن الموعد المحتمل لخفض أسعار الفائدة.
وقال جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي: "إن السياسة النقدية يجب أن تكون تقييدية لفترة أطول" وهو ما يجعل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، ويقلل ارتفاع أسعار الفائدة من جاذبية الاحتفاظ بالذهب الذي لا يدر عائدا.
في حال شهدنا اختراق الذهب فوق مستويات 2400 دولار فإن هذا يعني أن المتداولين اكتفوا من عمليات جني الأرباحمات سيمبسون
وقال "ديفيد ميجر" مدير تداول المعادن لدى "هاي ريدج فيوتشرز": "لقد سيطر التصعيد في الشرق الأوسط على الأسواق، وإذا تراجع الوضع، فسوف يتراجع الذهب أو يتماسك مع تباطؤ الشراء كملاذ آمن".
ولفت ميجر إلى أن ارتفاعات الذهب جاءت تزامنًا مع صعود مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسة- قرب مستويات 106.2 نقطة.
وفي الوقت ذاته لفت كبير المحللين في سيتي إندكس، مات سيمبسون إلى أنه في حال شهدنا اختراق الذهب فوق مستويات 2400 دولار فإن هذا يعني أن المتداولين اكتفوا من عمليات جني الأرباح التي أدت إلى التراجعات.
وقال كبير المحللين في سيتي إندكس: "يشير اختراق الذهب لتلك المستويات إلى أننا قد نكون على وشك تجربة مستويات قياسية للمعدن الأصفر تتجاوز الذروة السابقة قرب الـ 2450 دولاراً للأوقية.