أسعار النفط في قبضة علاوة المخاطر والتوترات والعقوبات

بددت أسعار النفط أغلب مكاسبها التي كانت قد حاولت تحقيقها نهاية الأسبوع بعدما وجهت إسرائيل ضربة محدودة ردًا على الهجوم الإيراني مطلع الأسبوع قبل الماضي، ومن جديد دخلت الأسعار في حالة من عدم الاستقرار والتقلبات، إذ يراقب المتداولون التوترات الجيوسياسة مع احتمال فرض عقوبات أميركية على النفط الإيراني.

كما أنه ومع تلاشي علاوة المخاطر التي سعرها التجار خوفاً من اتساع دائرة الصراع في الشرق الأوسط دخلت الأسعار في موجة من التقلب الجديد، إلا أن السوق لا يزال يراقب عن كثب تداعيات الصراع في المنطقة.

النفط الآن

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي خلال تعاملات اليوم الثلاثاء ارتفاعا بحوالي 40 سنتا، بما يعادل 0.55% وصولا إلى مستويات 87.45 دولار للبرميل.

وفي الوقت ذاته ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 45 سنتا، أو ما يعادل 0.6% وصولا إلى مستويات 82.30 دولار للبرميل.

النفط أمس

وبنهاية تعاملات أمس الاثنين نزلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو بنسبة 0.33%، نزولا إلى مستويات عند 87 دولارا للبرميل.

وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مايو بنسبة 0.34%، وصولا إلى مستويات 82.85 دولارا للبرميل.

وارتفع برنت وغرب تكساس بقوة يوم الجمعة الماضي في حدود 4%، قبل أن يقلصا كافة مكاسبهما بعد هجوم محدود لإسرائيل على إيران، إذ أعلنت إيران حينها أنها لا تخطط للرد.

ما الذي يقود السوق

يرى المحلل الإستراتيجي لدى آي جي (IG) يب جون رونغ أن سعر خام برنت فشل في الحفاظ على ارتفاعه الأولي، مع توقعات واسعة النطاق بأن التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران قد تتلاشى في ضوء رد فعل إسرائيل المتواضع.

وقال يب جون روتغ: "تواصل الأسواق التخلص من علاوة المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بانقطاعات الإمدادات المحتملة، وهو ما يبدو غير مرجح في الوقت الحالي".

وأضاف محلل أي جي: "الزيادة الأعلى من المتوقع في مخزونات النفط الأميركية ضغطت أيضا على الأسعار، إذ تبدو حركة أسعار النفط الخام في المدى القريب مرتبطة بالعرض أكثر من الطلب".

عوامل أخرى

وترى محللة أسواق النفط تينا تنغ أن المخاوف الاقتصادية أصبحت مرة أخرى عاملًا هبوطيًا لسوق النفط الخام، إذ يتعرض سعر برميل النفط عالميًا لضغوط بسبب تلاشي المخاوف جزئيًا من تصاعد الصراع في المنطقة.

وفي الوقت ذاته أشارت تينا إلى أن الزيادة الكبيرة في المخزون الأميركي وخطط الاحتياطي الفيدرالي المتشددة التي أدت إلى ارتفاع الدولار كانت من العوامل المؤثرة على مسار الأسواق واتجاه أسعار النفط.

وكشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأسبوع الماضي أن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت 2.7 مليون برميل، وهو ما يقرب من مثلَي توقعات المحللين لزيادة 1.4 مليون برميل.

الخطر قائم

ومع ذلك، أشار محللون إلى أن العديد من المخاطر لا تزال قائمة في سوق النفط، وسلط محللو (إيه.إن.زد) الضوء على موافقة الولايات المتحدة على عقوبات جديدة على قطاع النفط الإيراني، والتي توسع العقوبات الحالية لتشمل الموانئ والسفن والمصافي الأجنبية التي تعالج أو تشحن الخام الإيراني عن عمد.

وقال محللو (إيه.إن.زد) في بث صوتي: "لا تزال الخلفية الجيوسياسية محفوفة بالعديد من المخاطر في الوقت الحالي، لذلك من الواضح أننا سنشهد الكثير من التقلبات حتى يكون هناك المزيد من الوضوح حولها".

وأفاد محللون في باركليز في مذكرة أن التهديد الوشيك المتمثل في امتداد المخاطر الجيوسياسية إلى أساسيات سوق النفط قد تلاشى إلى حد بعيد، لكن الاتجاه العام لهذا الخطر منذ أكتوبر من العام الماضي مثير للقلق.