الأسهم الأميركية تتباين مع تزايد توقعات تسارع التضخم

تباينت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تعاملات مساء الجمعة، في وقت يقيّم فيه المستثمرون التحسن غير المتوقع في بيانات ثقة المستهلكين، مقابل تصاعد توقعات تسارع التضخم وتطورات المحادثات التجارية.

وسجل مؤشر «ناسداك المركب» ارتفاعاً بنسبة 0.9% ليصل إلى 17,328.3 نقطة، بينما صعد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.5% إلى 5,509.4 نقطة. في المقابل، تراجع مؤشر «داو جونز الصناعي» بنسبة 0.2% إلى 40,017.8 نقطة. وتُظهر المؤشرات الثلاثة اتجاهاً لتحقيق مكاسب أسبوعية بعد ثلاثة أيام من الصعود.

وخلال الجلسة، انخفضت غالبية القطاعات المدرجة في البورصات الأميركية، باستثناء أسهم السلع الاستهلاكية الكمالية والتكنولوجيا وخدمات الاتصالات، بينما كانت أسهم قطاع المواد من بين الأكثر تراجعاً.

وسجلت شركة «ألفابت» نتائج فصلية فاقت التوقعات، وأشارت الإدارة إلى أن تأثير الرسوم الجمركية سيكون «محدوداً» في 2025، ويتركز بشكل رئيس في البائعين بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. كما أكدت شركة «آر بي سي» في مذكرة أن جهود «ألفابت» في تحقيق إيرادات من أدوات الذكاء الاصطناعي تشهد تقدماً جيداً، ما دفع السهم للارتفاع بنسبة 2.2% خلال الجلسة.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تم تعديل مؤشر ثقة المستهلكين الصادر عن جامعة ميشيغن صعوداً من 50.8 إلى 52.2 في أبريل، متجاوزاً التوقعات التي أشارت إلى تراجع عند 50.5، وفقاً لمسح أجرته «بلومبرغ». إلا أن هذا الرقم يبقى دون قراءة مارس النهائية البالغة 57.0 نقطة.

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن المستهلكين يتوقعون تضخماً بنسبة 6.5% خلال العام المقبل، وبنسبة 4.4% خلال السنوات الخمس المقبلة، مقابل 5% و4.1% على التوالي في مارس.

وفي ما يتعلق بالسياسة النقدية، أعرب كل من كريستوفر والر، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، وبيث هامّاك، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، عن دعمهما لخفض أسعار الفائدة في حال تسببت الرسوم الجمركية العقابية التي تفرضها إدارة ترامب على الشركاء التجاريين في خسارة وظائف داخل الولايات المتحدة. في المقابل، أعرب نيل كاشكاري، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، عن مخاوفه من أن تؤدي حالة عدم اليقين إلى موجة من عمليات التسريح.

وقال ديريك هولت، رئيس قسم أبحاث الأسواق المالية في «بنك سكوشيا»، إن والر يعتبر الرسوم الجمركية مجرد تعديل لمستوى الأسعار، وليس تضخماً حقيقياً. لكنه أشار إلى أن هذه الرؤية ليست محسومة، وأنه ينبغي النظر في دور التوقعات، وسلوك المستهلكين، واضطرابات سلاسل الإمداد، بما في ذلك النقص المحتمل في السلع.

وانخفضت معظم عوائد سندات الخزانة الأميركية، حيث تراجع العائد على السندات لأجل عشر سنوات بمقدار 3.9 نقاط أساس إلى 4.27%، متجهاً نحو تراجع أسبوعي.

وعلى صعيد التجارة، تدرس الصين إعفاء بعض الواردات الأميركية، خصوصاً المعدات المرتبطة بالرقائق الإلكترونية، من رسوم جمركية بنسبة 125%، في وقت نفت فيه وجود محادثات جارية مع الولايات المتحدة. في المقابل، شدد الرئيس دونالد ترامب على أن هناك بالفعل محادثات جارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وفي سياق منفصل، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن المفاوضات التجارية مع كوريا الجنوبية تتقدم بوتيرة أسرع من المتوقع، ملمحاً إلى إمكانية الإعلان عن «اتفاق مبدئي» في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.

وانخفضت عقود الذهب الآجلة بنسبة 1.6% إلى 3,293.52 دولار للأونصة.