وارتفعت أسعار الذهب للجلسة الثانية على التوالي اليوم الخميس بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إلى أنه لا يزال يميل إلى خفض أسعار الفائدة في نهاية المطاف.
وفي التعاملات المبكرة أمس الأربعاء هبطت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في ما يقرب من أربعة أسابيع مع ترقب المستثمرين لقرار من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) يمكن أن يوفر المزيد من الدلالات حول الجدول الزمني لخفض أسعار الفائدة.
المتداولون شعروا بالارتياح لأن باول أغلق الباب أمام المزيد من الارتفاعات ما ساعد أسعار الذهب على الصعودمات سيمبسون
وارتفعت العقود الفورية للذهب ليصعد سعر التسليم الفوري بنسبة 0.4% إلى مستويات 2326.02 دولار للأوقية خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الخميس.
وفي غضون ذلك ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم يونيو بوتيرة اكبر لتقفز أكثر من 1% وصولا إلى مستويات قرب الـ 2340 دولار للاوقية.
وثبّت المركزي الأميركي أمس الأربعاء أسعار الفائدة كما كان متوقعا، وقال رئيسه جيروم باول: "إن الخطوة التالية ستعتمد على البيانات مع استبعاد أن تكون هناك زيادة".
وخلال تعاملات أمس الأربعاء ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 1% إلى 2307.88 دولار للأوقية بعد أن سجل أدنى مستوى منذ الخامس من أبريل في وقت سابق من الجلسة.
وعند إغلاق جلسة امس ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب، تسليم يونيو 2024، بنسبة في حدود 0.35%، أو ما يعادل 8.1 دولارًا، وصولا إلى مستويات 2311 دولارًا للأوقية.
وتراجعت الأسعار بما يصل إلى 2.5% أول أمس الثلاثاء بسبب ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية، حيث يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى زيادة جاذبية حيازة المعدن النفيس التي لا تدر عوائد.
قراءات التضخم المرتفعة في الآونة الأخيرة تحول دون خفض الفائدة حاليا وتشير إلى توقف محتمل في التحرك صوب تحقيق مزيد من الاتزان في الاقتصادجيروم باول
وقال مات سيمبسون كبير المحللين لدى سيتي إندكس: "إن المتداولين شعروا بالارتياح لأن باول أغلق الباب أمام المزيد من الارتفاعات ما ساعد أسعار الذهب على الصعود مرة أخرى فوق 2300 دولار".
ويري محلل السوق في ماركس، إدوارد ماير بعد أن جاءت قراءات التضخم لم تظهر أي تقدم على الإطلاق حتى الآن في عام 2024 في مواجهة التضخم فإن الأسواق باتت تستبعد الخفض الوشيك لأسعار الفائدة.
وقال جيروم باول: " قراءات التضخم المرتفعة في الآونة الأخيرة تحول دون خفض الفائدة حاليا وتشير إلى توقف محتمل في التحرك صوب تحقيق مزيد من الاتزان في الاقتصاد
وقال ماير: " مع تبني الاحتياطي الفيدرالي لهجة متشددة لكنها لا تميل إلى الإفراط، انتعشت الأسعار حيث يعرف الذهب بأنه وسيلة للتحوط من التضخم، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبية الاحتفاظ بالأصول التي لا تدر عائدا.
الفيدرالي قام يإعادة تسعير طفيف للاحتمالات الكبيرة لخفض أسعار الفائدة، وهو ما يعد داعما للغاية لأسعار الذهبكايل رودا
وقال كايل رودا محلل أسواق المال في كابيتال دوت كوم: "أعتقد أننا بدأنا نرى أسعار الذهب تعود إلى تلك المستويات الأساسية، فالدولار يصعد وعوائد السندات ترتفع بعد انحسار مخاطر جيوسياسية".
وأضاف محلل أسواق المال في كابيتال دوت كوم: "هناك بعض المخاطر بالتراجع مع تبنى الاحتياطي الاتحادي لهجة متشددة في السياسة النقدية وهو ما قد يكبد الذهب مزيدا من الخسائر".
وقال رودا: "بيد أن الاحتياطي الفيدرالي قام يإعادة تسعير طفيفة للاحتمالات الكبيرة لخفض أسعار الفائدة، أو على الأقل أكثر مما هو متوقع حاليا في السوق، وهو ما يعد داعما للغاية لأسعار الذهب".
مع تبني الاحتياطي الفيدرالي لهجة متشددة لكنها لا تميل إلى الإفراط، انتعشت الأسعار حيث يعرف الذهب بأنه وسيلة للتحوط من التضخمإدوارد ماير
وأبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أمس الأربعاء أسعار الفائدة لليلة واحدة دون تغيير في نطاق 5.25-5.50 %، وأشار البنك إلى أنه لا يزال يميل نحو خفض تكاليف الاقتراض في نهاية المطاف.
وقال رئيس الفيدرالي جيروم باول: " قراءات التضخم المرتفعة في الآونة الأخيرة تحول دون خفض الفائدة حاليا وتشير إلى توقف محتمل في التحرك صوب تحقيق مزيد من الاتزان في الاقتصاد".
وأضاف جيروم باول: "إن من المرجح أن يستغرق الأمر وقتا أطول من المتوقع سابقا ليكتسب مسؤولو المركزي الأميركي "قدرا أكثر من الثقة" ليشرعوا في خفض أسعار الفائدة".
وتابع باول في مؤتمر صحفي عقب انتهاء اجتماع السياسة النقدية للجنة الاتحادية للسوق المفتوحة الذي استمر يومين "لا يزال التضخم مرتفعا للغاية... أي تقدم آخر في كبح التضخم ليس مؤكدا والطريق أمامنا ضبابي".