الأسواق تترقب بيانات التضخم الأسبوع الجاري
دخلت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، موجة عنيفة من التقلبات بعد تخليها عن مستوى قياسي جديد في وقت سابق من الجلسة، إلا أنها بددت مكاسبها كافة، وانطلقت إلى المنطقة الحمراء، قبل أن تعود لتحوم قرب مستويات أمس الاثنين.
وفقاً لبيانات التداول فشلت الأسعار الفورية في الحفاظ على اختراق مستويات المقاومة عند 2640 دولاراً للأونصة، كما لم تستطع العقود الآجلة الاستقرار أعلى مستويات المقاومة 2660 دولاراً للأونصة، وهي إشارة على ضعف السيولة المتدفقة وتراجع القوة الشرائية، ما يفتح مجالاً لجني أرباح أو تصحيح خاطف لسلسلة من الارتفاعات دامت 4 جلسات حتى إغلاق أمس.
ولا تزال الأسعار تتلقى الدعم من توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، والتي تعكس الميل إلى المزيد من التيسير في السياسة النقدية، في الوقت ذاته تأتي مخاوف اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط لتحفز الإقبال على شراء الذهب كملاذ من الأزمات.
تحوم أسعار العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم ديسمبر بحلول الساعة الـ7:20 صباحاً بتوقيت غرينتش عند مستوى 2650 دولاراً للأونصة، بتراجع طفيف بنحو 0.2%، وذلك بعد أن قفزت الأسعار في وقت سابق من التعاملات إلى مستويات 2664.6 دولار وهو أعلى سعر قياسي جديد للعقود الآجلة على الإطلاق.
لم تكن الأسعار الفورية ببعيدة عن التقلبات، حيث تحوم خلال كتابة ونشر التقرير عند مستويات 2628 دولاراً للأونصة بتراجع هامشي أقل من 0.3 دولار في الأونصة.
وخلال وقت سابق من التعاملات سجلت العقود الفورية للذهب مستويات قياسية جديدة عند 2640 دولاراً للأونصة.
أما عند نهاية تعاملات أمس ارتفع الذهب لليوم الرابع على التوالي، لتقفز العقود الآجلة 0.2% إلى 2652.50 دولار للأونصة، وازدادت الأسعار الفورية إلى 2628.4 دولار للأونصة بـ 0.3%.
تعزز بيئة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى الأزمة الروسية الأوكرانية من مشتريات البنوك المركزية الذي يستخدم كأداة للتحوط من الأزمات.
أظهرت البيانات رسمية من البنك المركزي الهندي ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم، تحسن الطلب على الذهب خلال الأسبوع الماضي، لكنه ظل أقل من المستويات الطبيعية.
كما عززت البيانات السلبية التي صدرت بشأن مؤشر مديري المشتريات في الولايات المتحدة الأميركية من فرص استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) من خفض أسعار الفائدة.
فيما تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى خفض التكلفة البديلة لحيازة السبائك الذهبية، التي ينظر إليها على أنها أصل آمن في ظل الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.
يترقب المتداولون بيانات التضخم (مؤشر أسعار المستهلكين) في الولايات المتحدة، المقرر صدورها في الـ27 من سبتمبر الحالي، للحصول على تلميحات أخرى بشأن السياسة النقدية.
يتوقع المتداولون حاليًّا فرصة بنحو 70% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع «الفيدرالي» في نوفمبر، وفرصة بـ 30% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وفق أداة تتبع الفائدة «فيد ووتش».
وفي الأسبوع الماضي خفض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة المستهدف بمقدار 50 نقطة أساس، وهو أول خفض للسعر منذ عام 2020، ويتوقع صناع السياسات إجراء تخفيضات أخرى بمقدار نصف نقطة أساس بحلول نهاية عام 2024.