وحظي الدولار بدعم قوي جراء الارتفاع الكبير لعوائد سندات الخزانة الأميركية، ما عزز الضغوط الشرائية للعملة الخضراء، مع مجموعة من البيانات التي كشفت أن التضخم لا يزال أكثر رسوخا، ما يعزز بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
وتراقب الأسواق عن كثب مساء اليوم الأربعاء ما ستتمخض عنه اجتماعات لجنة السوق المفتوحة في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على مدار يومين، بشأن أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية.
وارتفع مؤشر الدولار خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء إلى أعلى مستوياته في ستة أشهر وصولا إلى مستويات 106.43 دولار مقابل سلة من ست عملات رئيسة.
ويقترب مؤشر الدولار من اختراق أعلى مستوياته خلال عام كامل، وهى القمة التي سجلها الدولار مطلع أكتوبر الماضي على وقع توقعات بقاء أسعار الفائدة لفترة أطول حتى ربيع 2024 حينذاك.
وفي الوقت ذاته ارتفعت عوائد السندات الأميركية لتدعم من صعود الدولار، وقفز العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى مستويات 4.692%.
وعلى الصعيد الشهري، يتجه الدولار الأميركي لتحقيق أرباح شهرية قوية مع ختام جلسات أبريل؛ إذ تقدر مكاسب العملة الخضراء منذ أولى جلسات الشهر وحتى الآن بنحو 1.54%.
ارتفع احتمال أن يكون التخفيض الأول في سبتمبر إلى ما يقرب من 60%CME FedWatch
وتراجعت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) خلال تعاملات اليوم بحوالي 0.1% نزولا إلى مستويات 1.0658 دولار، ويستحوذ اليورو على 55% من الوزن النسبي لمؤشر الدولار.
ولا يزال الين الياباني متماسكا قرب أدنى مستوياته منذ عام 1990 بعدما تجاوز حاجز 160 ينا للدولار، إلا أنه يحوم الآن عند مستويات 157.87 وسط أنباء عن تدخل بنك اليابان لدعم العملة.
وتراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.15% نزولا إلى مستويات 1.247، بينما انخفض الدولار الأسترالي إلى مستويات 0.647 دولار.
وقفزت تكاليف تعويضات الموظفين أكثر من المتوقع في بداية العام، مما يمثل إشارة خطر أخرى بشأن التضخم المستمر، فيما استمر الطلب القوي ونقص العرض في دفع أسعار المنازل إلى الارتفاع، مع أن أسعار الفائدة على الرهن العقاري تتحرك الآن نحو الارتفاع مرة أخرى.
وفي الوقت نفسه، أشارت بيانات ثقة المستهلك بأن نظرة المستهلكين تجاه الأوضاع الاقتصادية جاءت سلبية ومتشائمة مقارنة بالتوقعات، ومقارنة أيضًا بالقراءة السابقة التي تم تعديلها بالخفض.
وفور صدور البيانات، وسع مؤشر الدولار بعضًا من مكاسبه التي جناها بعد صدور بيانات مؤشر تكلفة التوظيف ومؤشر أسعار المنازل وجاءت في صالحه، وذلك على الرغم من سلبية بيانات مؤشر ثقة المستهلك بالنسبة للعملة الأميركية.
وكشفت بيانات مؤشر ثقة المستهلك CB لشهر أبريل عن تسجيل 97 نقطة مقابل توقعات بتسجيل 104 نقطة، بينما جاءت القراءة السابقة عند 104.7 نقطة، ولكنها عُدلت بالخفض إلى 103.1 نقطة.
تتوقع الأسواق الآن فرصة 35% لأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يوليو، مقارنة بنحو 50%CME FedWatch
وتتوقع الأسواق الآن فرصة 35% لأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يوليو، مقارنة بنحو 50% قبل صدور بيانات التضخم الأميركية في الأسبوع الماضي.
ووفق بيانات أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي (CME FedWatch)، زاد احتمال أن يكون التخفيض الأول في سبتمبر إلى ما يقرب من 60%.
يأتي ذلك بعدما أثارت البيانات الصادرة من الولايات المتحدة تساؤلات حول احتمالات خفض أسعار الفائدة هذا العام، لتتحول التوقعات بأن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة حتى نوفمبر من سبتمبر.
ويقوم المستثمرون حاليًا بتسعير خفض واحد لسعر الفائدة هذا العام ويتوقعون حدوثه في نوفمبر، وفقًا لأداة "فيدواتش" FedWatch الخاصة ببورصة شيكاغو التجارية.