جاء ارتفاع المعدن الأصفر مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل التوترات الجيوسياسية العالمية خاصة في الشرق الأوسط، وفي ظل ترقب المستثمرين بيانات حول سوق العمل الأميركي التي تحدد توجهات الفيدرالي فيما يتعلق بقرار الفائدة.
ما يدعم الاتجاه الصاعد لأسعار الذهب الذي ما زال مستمراً، هو حالة عدم اليقين المحيطة بالمشهد الجيوسياسيكيلفن وونغ
وفي غضون ذلك، زادت أسعار العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم يونيو بنسبة 0.3% أو ما يعادل 7 دولارات قرب مستويات الـ2394 دولاراً للأوقية.
وفي الوقت ذاته، زادت أسعار التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.75% أو ما يعادل 14 دولاراً في الأوقية وصولًا إلى مستويات قرب 2379 دولار للأوقية.
تزامن ارتفاع الذهب وانكسار موجة صعود الدولار الذي تخلى عن ذروة 6 أشهر، حيث انخفض مؤشر العملة الأميركية دون مستويات الـ106 نقاط مقابل سلة من العملات الرئيسية.
وانخفضت أسعار الذهب بما يقرب من 20دولارًا في نهاية تعاملات أمس الأربعاء بعد ماراثون من الارتفاعات القياسية دفعت الذهب لاختراق مستويات الـ 2400 دولار للأوقية من جديد.
وحدَّ الطلب على الملاذ الآمن الذي تغذّيه المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط جزئيًا من توسيع الخسائر الناتجة عن ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم يونيو بنهاية تعاملات الثلاثاء الماضي بنسبة 1%، أو ما يعادل 24.8 دولار، لتصل إلى 2407.8 دولار للأوقية.
وأنهت أسعار الذهب تعاملاتها الإثنين الماضي على ارتفاع، لتتجه صوب مستويات قياسية جديدة، على الرغم من صعود العملة الأميركية والتي جاءت مدعومة بتوقعات تأجيل خفض أسعار الفائدة.
تراهن السوق الآن على أقل من تخفيضين بمقدار ربع نقطة بحلول نهاية العام، مقارنة بـ3 تخفيضات قبل شهر تقريبًاكيلفن وونغ
يرى كيلفن وونغ خبير تحليل أسواق منطقة آسيا والمحيط الهادي في "أواندا" أن ما يدعم الاتجاه الصاعد لأسعار الذهب الذي ما زال مستمراً، هو حالة عدم اليقين المحيطة بالمشهد الجيوسياسي.
ولفت وونغ إلى ترقب الأسواق صدور البيانات الأسبوعية لطلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة، مع توقعات زيادتها إلى 215 ألف طلب خلال الأسبوع المنتهي في 13 أبريل، بعدما تراجعت بمقدار 11 ألفاً إلى 211 ألف طلب في الأسبوع السابق.
وقال وونغ: "أثارت البيانات الصادرة من الولايات المتحدة تساؤلات حول احتمالات خفض أسعار الفائدة، إذ تراهن السوق الآن على أقل من تخفيضين بمقدار ربع نقطة بحلول نهاية العام، مقارنة بـ3 تخفيضات قبل شهر تقريبًا".
وفي الوقت ذاته، لفت كبير المحللين في سيتي إندكس، مات سيمبسون إلى أن أسعار الذهب حصلت على دعم آخر من الجولة الأخيرة من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
إضافة إلى ما سبق يرى سيمبسون أن مشتريات المصارف المركزية وارتفاع توقعات التضخم دعمت هي الأخرى من ارتفاع أسعار الذهب في إشارة إلى أن المستثمرين يتعاملون مع الذهب كأداة مهمة للتحوط.
وقال سيمسون: "سيتأكد الاتجاه الصاعد في حال شهدنا اختراق الذهب فوق مستويات 2400 دولار والتي تشير إلى أن المتداولين اكتفوا من عمليات جني الأرباح التي أدت إلى تراجعات أمس الأربعاء".
وأضاف كبير المحللين في سيتي إندكس: "يشير اختراق الذهب بدوره لتلك المستويات إلى أننا قد نكون على وشك تجربة مستويات قياسية للمعدن الأصفر تتجاوز الذروة السابقة قرب الـ2450 دولاراً للأوقية".
سيتأكد الاتجاه الصاعد في حال شهدنا اختراق الذهب فوق مستويات 2400 دولارمات سيمبسون
لفت محللو سيتي في مذكرة إلى انفصال حركة السبائك عن أسعار الفائدة الأميركية والدولار الأميركي، وهو ما يشير إلى أن محركات الاستهلاك باتت أقوى.
وقال محللو سيتي بنك: "من أبرز محركات الأسعار الآن (على سبيل المثال، واردات الهند/الصين، والسبائك/العملات المعدنية)، والطلب البديل، والتحوط الجيوسياسي، ومشتريات المصارف المركزية تدعم السوق".
وتوقع محللو سيتي أن تتداوَل أسعار الذهب عند 3000 دولار للأوقية خلال الـ6 إلى الـ18 شهرًا المقبلة، في إشارة إلى تسجيل مستويات جديدة غير مسبوقة للمعدن الأصفر.
ويرى المحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي (IG)، يب جون رونغ أن أسعار أسعار الذهب أظهرت مرونة في مواجهة ارتفاع عوائد سندات الخزانة وقوة الدولار الأميركي.
وقال رونغ: "وجدت أسعار الذهب بعض الدعم بتدفقات الملاذ الآمن في ضوء المخاطر الجيوسياسية المتزايدة، مع استمرار ترقب المشاركين في السوق لرد إسرائيل على الهجمات الإيرانية".
وأضاف جون رونغ: "أي تصعيد في التوترات الجيوسياسية يمكن أن يمهد الطريق أمام أسعار الذهب لإعادة اختبار أعلى مستوياتها على الإطلاق".
أي تصعيد في التوترات الجيوسياسية يمكن أن يمهد الطريق أمام أسعار الذهب لإعادة اختبار أعلى مستوياتها على الإطلاقيب جون رونغ
وتتوقع الأسواق الآن فرصة 41% لأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يوليو، مقارنة بنحو 50% قبل صدور بيانات التجزئة.
وبحسب بيانات أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي. زاد (CME FedWatch)، احتمال أن يتم التخفيض الأول في سبتمبر إلى ما يقرب من 46%.
وتراجع كبار مسؤولي المصرف المركزي الأميركي، بمن فيهم رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، عن تقديم أي توجيهات بشأن الموعد المحتمل لخفض أسعار الفائدة، قائلين بدلًا من ذلك، إن السياسة النقدية يجب أن تكون مقيدة لمدة أطول.
يأتي ذلك بعدما أثارت البيانات الصادرة من الولايات المتحدة تساؤلات حول احتمالات خفض أسعار الفائدة هذا العام، لتتحول التوقعات بأن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة حتى سبتمبر من يونيو.