logo
بورصات عالمية

الأسواق حائرة.. "متى وكم" يخفض الفيدرالي الفائدة؟

الأسواق حائرة.. "متى وكم" يخفض الفيدرالي الفائدة؟
تاريخ النشر:4 مايو 2024, 11:15 ص
متى يبدأ الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة، وكم مرة قد يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة على الودائع الأميركية هذا العام؟، لقد باتت هذه الأسئلة التي تشغل بال الأسواق المالية العالمية، عقب قرار البنك الأخير بالإبقاء على أسعار الفائدة للمرة السادسة على التوالي لتظل قابعة عند أعلى مستوياتها منذ مطلع القرن الجاري.

وفي نهاية العام الماضي 2023 توقعت الأسواق أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماع مارس 2024، ليتم تعديل التوقعات إلى مايو ومنه إلى يونيو أو يوليو ومن ثم إلى سبتمبر 2024، حتى وصلت الآن إلى نوفمبر أو ديسمبر من العام الجاري 2024.

اقرأ أيضاً- "حوت" عملات مشفرة يثير الذعر في الساعات الأولى من طرح "Friend"


معضلة الفيدرالي

وتتجسد المعضلة التي سقط فيها مسؤولو الفيدرالي الأميركي في سعيهم الدؤوب لتحقيق الهبوط السلس أو الناعم كم يسميه البعض، إذ جاءت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأخيرة ومديري المشتريات سلبية، في إشارة إلى تضرر الاقتصاد من الفائدة المرتفعة.

اقرأ أيضاً- "الصقور" يلوحون برفع الفائدة.. "بومان" تفتح باباً أغلقه "باول"

وفي المقابل تقف بيانات التضخم ومؤشر نفقات أسعار المستهلكين والتي ارتفعت في الأشهر الثلاثة الماضية لتكشف أن التضخم الأميركي بات أكثر رسوخا وثباتا، وهنا يبرز السؤال الأهم.

هل ينصاع الفيدرالي لمعدلات التضخم أم يتراجع خطوة للوراء لإنقاذ الاقتصاد من السقوط في براثن الهبوط الخشن والركود العنيف؟

موعد بدء خفض الفائدة الأميركية لا يزال غير مؤكد بعد في ظل تدفق البيانات المتضاربة
بنك إتش إس بي سي
مرة واحدة

وفي غضون ذلك عدل بنك إتش إس بي سي HSBC، في مذكرة بحثية صادرة مؤخرا، توقعاته حول مسار السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خلال عامي 2024 و2025.

وأوضح محللو بنك إتش إس بي سي أن موعد بدء خفض الفائدة الأميركية لا يزال غير مؤكد بعد في ظل تدفق البيانات المتضاربة.

اقرأ أيضاً- بنوك عالمية تراهن.. الذهب سيقفز إلى 3000 دولار

وتوقع محللو بنك إتش إس بي سي أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام، وبمقدار 75 نقطة أساس خلال العام المقبل، ومن المرجح أن تستمر قوة الدولار الأميركي خلال هذه الفترة.

الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام، وبمقدار 75 نقطة أساس خلال العام المقبل
بنك إتش إس بي سي
صعودبة البدء

وقال محللو بنك إتش إس بي سي: "إن قوة الاقتصاد الأميركي وثبات التضخم ومقاومته للانخفاض تجعل من الصعب على الاحتياطي الفيدرالي الأميركي البدء في خفض سعر الفائدة".

ولفت محللو البنك إلى أن المستثمرين قلصوا رهاناتهم على التخفيضات الوشيكة في أسعار الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي، بعد أن أظهرت البيانات أن التضخم في مارس الماضي تجاوز التوقعات وارتفع إلى 3.5% على أساس سنوي.

اقرأ أيضاً- الفيدرالي يلتقط أنفاسه.. البيانات "سيئة" كما يتمناها

وقال محللو إتش إس بي سي: "يعد تقرير التضخم انتكاسة للرئيس جو بايدن، الذي كان يعتمد على تهدئته لرفع احتمالات إعادة انتخابه، كما يعد دليلاً على أن أسعار الفائدة قد تترك من دون تغيير لأشهر أطول من المتوقع".

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة، 0.4% في مارس مقارنة بفبراير، ومقارنة بالعام الماضي، ارتفع بنسبة 3.8% من دون تغيير عن الشهر السابق.



مرتان

وفي المقابل قال خبراء بنك غولدمان ساكس إنهم ما زالوا يتوقعون تخفيضين في أسعار الفائدة هذا العام بعد اجتماع هادئ في الغالب ولكنه مسالم للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC).

وقال الاقتصاديون في غولدمان ساكس بقيادة جان هاتزيوس في مذكرة إنه: "في حين أضافت اللجنة اعترافا متشددا بعدم إحراز المزيد من التقدم بشأن التضخم حتى الآن هذا العام، قدم الرئيس باول رسالة متشائمة في مؤتمره الصحفي".

 اقرأ أيضاً- هبوط لا يثير القلق.. انخفاض قياسي لمنصات التنقيب الأميركية

وأضاف خبراء بنك غولدمان ساكس: "لقد تركنا توقعاتنا دون تغيير وما زلنا نتوقع خفضين في أسعار الفائدة هذا العام في شهري يوليو ونوفمبر".

لا نزال نتوقع تخفيضين في أسعار الفائدة هذا العام بعد اجتماع هادئ في الغالب، ولكنه مسالم للجنة الفيدرالية للسوق
غولدمان ساكس
لا زيادة

ولفت خبراء بنك غولدمان ساكس إلى أن الجانب الأجدر بالملاحظة في خطاب رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول هو رفضه القوي لفكرة رفع أسعار الفائدة.

وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي: "إن الزيادة في أسعار الفائدة تبدو غير مرجحة"، وخلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماع الفيدرالي في الأسبوع الماضي أكد باول ثقته في أن إعدادات السياسة الحالية مقيدة بما فيه الكفاية.

اقرأ أيضاً- السعودية وأذربيجان تؤكدان على دعم استقرار أسواق البترول

وأشار باول إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى دليل مقنع على عدم كفاية التقييد للنظر في رفع أسعار الفائدة، وهو دليل غير موجود حاليا.

وأوضح المحللون في غولدمان أنه في حال توقف تقدم التضخم، فقد أشار باول إلى أن استجابة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ستكون على الأرجح تأخير أي تخفيضات مخططة في أسعار الفائدة بدلا من زيادة أسعار الفائدة، مما يضع حدا مرتفعا لأي ارتفاعات محتملة.

الجانب الأكثر جدارة بالملاحظة في خطاب رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول هو رفضه القوي لفكرة رفع أسعار الفائدة
غولدمان ساكس
توقيت الخفض

وقال خبراء بنك غولدمان ساكس: "لم يقدم باول أي دلائل رئيسة حول توقيت خفض أسعار الفائدة، ولكنه أظهر نبرة متشائمة باستمرار بشأن التضخم".

وكتب محللو غولدمان ساكس: "قال باول إن توقعاته تشير إلى أن التضخم الإجمالي سيعود إلى الانخفاض هذا العام، على الرغم من اعترافه بأن ثقته كانت أقل مما كانت عليه من قبل بسبب المفاجأة التصاعدية التي حدثت في الأشهر الأخيرة".

وقال محللو غولدمان ساكس ردا على سؤال حول كيفية تأثير انتخابات نوفمبر على قدرة الاحتياطي الفيدرالي على الخفض في الاجتماعات المقبلة: "كان باول مصرا على أن الانتخابات لن تؤثر على قرارات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة".

موعد بدء دورة خفض أسعار الفائدة الأميركية باجتماع ديسمبر
بنك أوف أميركا
اجتماع ديسمبر

وفي غضون ذلك تمسك محللو بنك أوف أميركا بتوقعاتهم السابقة حول موعد بدء دورة خفض أسعار الفائدة الأميركية باجتماع ديسمبر، استنادا إلى احتمالية أن يستغرق معدل التضخم وقتا أطول كي ينخفض، مع تلاشي مقاومته للتراجع بذلك الحين.

وحول اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قال محللو بنك أوف أميركا: "بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي كان على دراية بتطورات بيانات التضخم الأخيرة، وقد أخذها في الحسبان".

ويرى محللو بنك أوف أميركا أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يتبع نهجا أكثر حذرا لتقليل مخاطر اشتعال تقلبات واضطرابات بأسواق المال.

وقال محللو بنك أوف أميركا: "إن الفيدرالي الأميركي قد انتقل إلى سياسة الانتظار ومراقبة التطورات الاقتصادية خصوصا فيما يتعلق بمعدل التضخم في الوقت الحالي".

اقرأ أيضاً- صعود جماعي.. أسواق أوروبا تتجاهل ضغط صقور المركزي
اقرأ أيضاً- رغم أسعار الفائدة القياسية.. التضخم التركي يزحف صوب ذروة ربع قرن
logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC