وتبرز قوة الدولار في أبسط صورها من معرفة أن احتياطيات العملات العالمية بالدولار فقط بلغت حوالي 60% أي 12.8 تريليون دولار، مما يمنح الولايات المتحدة امتيازًا لا يضاهى على الدول الأخرى.
الدولار الأميركي يفقد باستمرار مكانته الرائدة في العالممارات بيردييف
وفي المقابل، ترى روسيا أكثر من غيرها أن عصر هيمنة الدولار لابد وأن ينتهي، خاصة بعدما قادت واشنطن دول الغرب لفرض حزم غير مسبوقة من العقوبات على المؤسسات والكيانات الروسية فى شتى بقاع العالم.
وفي غضون ذلك، بدأت موسكو في الترويج لعملة احتياطي عالمي جديدة، جنبًا إلى جنب مع حملة واسعة من الاتفاقات مع الدول التي تعبرها موسكو صديقة بشأن التبادل التجاري بالعملات المحلية.
ورغم أن الولايات المتحدة الأميركية في وضع فريد عالميًا حيث إنها الوحيدة في العالم التي تمتلك وتطبع الدولار ما يسمح لها بتحمل الديون بتكلفة أرخص إلا أن أزمة سقف الدين الأميركي باتت كالنار تحت الرماد.
ورغم اتفاق أعضاء النواب الأميركي وموافقتهم على رفع سقف الديون ليتجاوز حاجز 31.7 تريليون دولار إلا أن الأزمة لم تنته، حيث تم تأجيلها فقط لما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024.
وقال مايكل هارتنيت، المحلل الاستراتيجي في بنك أوف أميركا: "إن استخدام الدولار كسلاح قد يؤدي إلى تقليل قيمته".
وأضاف المحلل الاستراتيجي في بنك أوف أميركا: "أن تسيس الأنظمة المالية العالمية يقوض دور الدولار الأميركي كعملة احتياطية".
ولفت مايكل هارتنيت إلى انه بعد موجة العقوبات الروسية فقد قامت البلدان الأخرى بتنويع استثماراتها بعيدًا عن الدولار الأميركي إلى عملات أخرى لحماية نفسها من سيناريو مشابه.
فقدان الدولار لمكانته بات وشيكًا، ولا يعدو كونه مسألة وقتمارات بيردييف
ووجدت ورقة بحثية جديدة أعدها صندوق النقد الدولي أن حصة الدولار من الاحتياطيات الدولية كانت في انخفاض خلال العقدين الماضيين.
ولفت تقرير صندوق النقد إلى أن هذا التناقص بدأ في الوقت نفسه تقريبًا الذي بدأت فيه الولايات المتحدة حربها على الإرهاب أو العقوبات التي فرضتها على بعض الدول.
ووفقًا لصندوق النقد، منذ ذلك الحين، تحول ربع الاحتياطيات من الدولار إلى اليوان الصيني، وتحولت الأرباع الثلاث الأخرى إلى عملات البلدان الأصغر.
وفي إفادة جديدة بشأن فقدان الدولار لجانب من سطوته، أعلن السفير في الخارجية الروسية، مارات بيردييف، أن الدولار الأميركي يفقد باستمرار مكانته الرائدة في العالم.
وأشار السفير في الخارجية الروسية إلى أن هناك أسبابا موضوعية تؤكد على فقدان العملة الأميركية لمكانتها، ويكفى أن نراقب تطور حجم الدين الوطني الأميركي.
وقال مارات بيردييف: "أعتقد أن فقدان الدولار لمكانته بات وشيكًا، ولا يعدو كونه مسألة وقت حيث ستنهار قنبلة الديون الأميركية لتسقط معها سطوة الدولار".
وحذر السفير في الخارجية الروسية، خلال مشاركته في قمة أبيك، المنعقدة في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة من تداعيات انهيار الدين العام الأميركي.
وقال بيردييف: "الأزمة التي ستنتج عن انهيار الدين العام في الولايات المتحدة الأميركية ستفوق الأزمة المالية التي شهدتها البلاد في الفترة 2007-2008".
وتقود روسيا جهودًا واسعة لزعزعة هيمنة الدولار مع تجميد ما يزيد على 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي في ظل موجة العقوبات الغربية والأميركية الأخيرة عقب أزمة أوكرانيا.
وبخلاف الاتفاقات الثنائية مع الدول الصديق، يرى الخبير الاقتصادي السابق في البيت الأبيض جو سوليفان، أن روسيا عبر عضويتها في تكتل دول بريكس تمثل تهديداً متزايداً لقوة الدولار.
ولفت الخبير الاقتصادي السابق في البيت الأبيض جو سوليفان إلى نمو اقتصادات بريكس مؤخراً وتأثيرها في التجارة العالمية، جنبًا إلى جنب وتوسع المجموعة التي شملت دولًا نفطية كبرى.
وفي اجتماعها الأخير، أعلنت مجموعة بريكس دعوة 6 دول جديد للانضمام من بينهم الإمارات والسعودية ومصر، إضافة إلى إيران وإثيوبيا والأرجنتين.
ستنهار قنبلة الديون الأميركية لتسقط معها سطوة الدولارمارات بيردييف
وحذر الخبير الأميركي سوليفان من المخاوف المتزايدة من قيام تكتل دول بريكس بإنشاء عملة موحدة منافسة للدولار الأميركي، ما قد يؤدي إلى زعزعة مكانة الدولار باعتباره العملة الاحتياطية المهيمنة.
وحذر سوليفان: "على الرغم من عدم إنشاء التكتل عملة منافسة في الوقت الحالي، إلا أن تلك الكتلة يمكن أن تسبب تهديداً للدولار بسبب نفوذها المتزايد".
وأشار المستشار السابق في البيض الأبيض إلى أن انضمام العديد من الدول إلى التكتل مؤخراً، يمنح التكتل نفوذاً يتجاوز 12% من إجمالي التجارة العالمية.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن سياسة الإدارة الأميركية اضطرت الدول للتخلي عن الدولار، وأن روسيا لم ترغب أبدا في القضاء على العملة الأميركية الدولار.
وقال لافروف، في وقت سابق، إن واشنطن تسعى لفرض هيمنتها على بقية الدول وأن الغرب يسعى لمنع روسيا من الظهور كمركز مستقل في عالم متعدد الأقطاب.
وكتب الاقتصاديون في أليانز: "إن قوة الدولار ستضعف دوره كعملة احتياطية إذا أصبح الوصول إلى الدولار الأميركي أكثر تكلفة، فسيبحث المقترضون عن بدائل".
وأشار خبراء الاقتصاد في أليانز إلى أن التغيير الهيكلي في سوق النفط الناجم عن ثورة النفط الصخري، يمكن أن يضر بشكل متناقض بالدولار الأميركي كعملة احتياطية عالمية.
ولفت خبراء أليانز إلى ان مصدري النفط الذين يلعبون دوراً حاسماً في وضع الدولار الأميركي، سيحتاجون إلى إعادة توجيه أنفسهم نحو البلدان الأخرى وعملاتهم.
التخلي عن الدولار كعملة عالمية عملية لا رجعة فيهافلاديمير بوتين
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أكثر من مناسبة: "إن التخلي عن الدولار كعملة عالمية عملية لا رجعة فيها".
وخلال مشاركته في قمة بريكس، أشار الرئيس الروسي إلى أن مجموعة دول البريكس تناقش الانتقال للتعامل بالعملات المحلية في جميع مجالات التعاون الاقتصادي فيما بينها.
وردًا على تلك الدعوة قال بنك أوف نيويورك ميلون في مذكرة: "إنه يستبعد أن يفقد الدولار مكانته باعتباره عملة الاحتياطيات العالمية في أي وقت قريب".
وأضاف بنك أوف نيويورك ميلون: "حتى في الوقت الذي يشي فيه توسع مجموعة بريكس للدول النامية بتحد جديد لهيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي".