وبعدما كانت الترجيحات تحوم حول تحريك الفائدة للمرة الاولى في اجتماع مارس الماضي، تراجعت إلى مايو ومنه إلى يونيو، بينما تدور الآن بين اجتماعي يوليو وسبتمبر.
وتتوقع الأسواق الآن فرصة 41% لأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يوليو، مقارنة بنحو 50% قبل صدور بيانات التجزئة.
وحسب بيانات أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي زاد احتمال التخفيض الأول في سبتمبر إلى ما يقرب من 46%.
أشارت الأرقام إلى أنه لم يجر إحراز تقدم كبير بشأن معركة كبح التضخم خلال هذا العامجيروم باول
وخلال حديثه بمنتدى واشنطن بمركز ويلسون في واشنطن، منذ ساعات، أكد محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، أن الأداء الاقتصادي كان قويا للغاية.
وتعليقًا على البيانات الاقتصادية الصادرة مؤخرا قال باول: "أشارت الأرقام إلى أنه لم يجر إحراز تقدم كبير بشأن معركة كبح التضخم خلال هذا العام".
ولفت رئيس الفيدرالي إلى أن سوق العمل في الولايات المتحدة يتجه نحو مستوى توازن أفضل بالرغم من قوة الأوضاع، وضغوط الأجور الأوسع تتضاءل تدريجياً.
وقال باول: "إذا استمر ارتفاع التضخم وقاوم الانخفاض؛ فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بإمكانه إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول كلما دعت الحاجة لذلك".
وأوضح رئيس الفيدرالي أن تضخم الإنفاق الاستهلاكي الشخصي السنوي شهد تغييرا طفيفا خلال مارس الماضي مقارنة بالتوقعات.
وأوضح باول اتخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نهجا حذرا لتجنب المبالغة في رد الفعل على انخفاض التضخم خلال العام الماضي؛ ولم تعط البيانات الأخيرة ثقة أكبر في مسار تراجع التضخم إلى هدف الفيدرالي الأميركي البالغ 2%.
الفيدرالي الأميركي لديه مساحة كبيرة لتخفيف السياسة النقدية إذا ضعف سوق العمل بنحو غير متوقعجيروم باول
وقال رئيس الفيدرالي: "تحتاج السياسة النقدية التشديدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى مزيد من الوقت لكي تشق طريقها عبر الاقتصاد".
وأضاف جيروم باول: "الوضع الحالي بالنسبة للتضخم ليس ناجما عن ارتفاع الطلب، وفي نفس الوقت، الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لديه مساحة كبيرة لتخفيف السياسة النقدية إذا ضعف سوق العمل بنحو غير متوقع".
وأظهرت بيانات صدرت في الولايات المتحدة أول أمس الاثنين زيادة مبيعات التجزئة 0.7% الشهر الماضي، مقارنة مع ارتفاع 0.3% توقعه اقتصاديون.
وجرى تعديل بيانات شهر فبراير أيضا بالرفع لتظهر انتعاش المبيعات 0.9%، وهي أكبر زيادة فيما يزيد قليلا عن عام، بدلا من 0.6% المعلن عنها سابقا.
يجب أن يحافظ البنك المركزي الأميركي على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول من الوقتفيليب جيفرسون
وفي غضون ذلك رجح عضو الفيدرالي الأميركي فيليب جيفرسون أن يحافظ البنك المركزي الأميركي على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول من الوقت إذا أظهرت البيانات القادمة مدى ثبات التضخم عند مستويات مرتفعة.
وقال جيفرسون: "التوقعات لا تزال غير مؤكدة تماما، والبيانات الأخيرة سواء المتعلقة بمعدل الأجور والتضخم جاءت أعلى من التوقعات".
وأضاف جيفرسون: "بالرغم من التقدم الملحوظ الذي أحرزه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بمعركة كبح التضخم، لا يزال سوق العمل يشعل الضغوط على ارتفاع الأسعار".
بينما أكد عضو الفيدرالي الأميركي، توماس باركين، أنه من ذكاء الفيدرالي الأميركي أن يأخذ ما يكفيه من الوقت لتحديد خطوته القادمة بشأن أسعار الفائدة.
وأوضح باركين أن إجراءات الفيدرالي ساهمت في خفض التضخم في كل القطاعات خلال العام والنصف الماضيين.
وقال توماس باركين إنه لا يرى أن الاقتصاد في مرحلة غليان وأن التضخم يعود للتسارع بنحو كبير، لكنه أشار إلى أنه في هذه الحالة سيكون الفيدرالي جاهزًا للتعامل مع التضخم باستخدام أدوات السياسة النقدية وأسعار الفائدة".
من ذكاء الفيدرالي الأميركي أن يأخذ ما يكفيه من الوقت لتحديد خطوته القادمة بشأن أسعار الفائدةتوماس باركين
وعن بيانات التضخم الأخيرة، أكد عضو الفيدرالي الأميركي ورئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز بأنها لا تؤيد رواية الهبوط الناعم للتضحم Soft landing، وفي الوقت ذاته قال ويليامز: "إن توقعات نمو الاقتصاد الأميركي في 2024 تترواح حول 2% في الوقت الحالي".
وقال ويليامز: "التضخم سينخفض بوتيرة أكبر على الأرجح في ظل مستويات الفائدة الحالية، إضافة إلى أن التوقعات الرئيسة هي أن سوق العمل بالبلاد سيظل قويا، وأن العرض والطلب على العمالة سيتجهان إلى مستوى التوزان بمرور الوقت".
وأضاف ويليامز : "بالمقارنة مع الربع الأخير من عام 2023، أتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي خلال الربع الأول من هذا العام، ولكن بيانات مبيعات التجزئة لشهري فبراير ومارس قد تدعم ثبات معدل النمو الاقتصادي بهذه الفترة".
بيانات التضخم الأخيرة لا تؤيد رواية الهبوط السلس للتضخم Soft landingجون ويليامز
وقالت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في سان فرانسيسكو: "لا توجد حاجة ضرورية لخفض أسعار الفائدة بسرعة، طالما لا يوجد ما يستدعي لذلك".
وأضافت عضو الفيدرالي الأميركي: "التقدم في خفض التضخم كان كبيرا، لكنه لم يصل بعد إلى هدف الفيدرالي الأميركي، ولم تكن بيانات التضخم الأخيرة مفاجئة".
وتابعت دالي: "يجب أن نكون على ثقة من أن التضخم في طريقه إلى الهدف قبل التصرف، إذ أن أسوأ ما يمكن حدوثه هو التصرف بنحو عاجل عندما لا يكون الاستعجال ضروريا".
وأكدت دالي أنها لا ترى حاجة لخفض أسعار الفائدة في وقت قريب، مشيرة إلى أنه على الرغم من إحراز بنك الاحتياطي الفيدرالي تقدما كبيرا في معركته لكبح التضخم، إلا أن زيادات الأسعار لا تزال قوية وتتطلب بقاء أسعار الفائدة المرتفعة لفترة من الوقت.
وحذرت دالي من أن أسوأ خطأ يمكن أن يرتكبه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيكون خفض أسعار الفائدة بوقت مبكر عن الموعد المناسب.
ودعت دالي إلى ضرورة الانتظار حتى تتأكد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة من أن التضخم يسير نحو هدف 2% قبل اتخاذ أي خطوة متسرعة نحو تخفيض الفائدة.