قد يطغى قرار الفيدرالي الأميركي، اليوم الأربعاء، على كافة الأحداث والأخبار، بيد أن حقيقة الأمر ، هي أن هناك أمرًا أكثر أهمية يترقبه التجار والمتداولون، وتراقبه الأسواق عن كثب.
حتى الآن يبدو أن الأسواق امتصت بالفعل تسعير قرار الفيدرالي الأميركي، لأسعار الفائدة وسط توقعات برفعٍ جديد في حدود 25 نقطة أساس.
توقف عن رفع الفائدة.. ستتسبب في فقدان ملايين الأميركيين وظائفهمأعضاء مجلس الشيوخ للفيدرالي
السؤال الأهم
بيد أن الجميع ينتظر ما بعد صدور القرار، الذي باتت نتائجه شبه مؤكدة، ماذا سيقول جيروم باول، وهل ستنتهي رحلة التشديد غير المسبوقة قبل نهاية العام؟
صدر اليوم وأمس العديد من البيانات الاقتصادية، التي تمنح الفيدرالي القوة للمضي قدمًا في رفع أسعار الفائدة، بيد أنه وفي المقابل هناك العديد من المؤشرات الأكثر خطورة بشأن الركود المحتمل.
اقرأ أيضًا..
الطمع يُشعل بيتكوين.. والارتباك يضرب العملات المشفرة
أقوى تشديد منذ الثمانينيات
وقام الفيدرالي الأميركي بزيادة النطاق المستهدف لسعر الفائدة القياسي، بأعلى وتيرة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ورفع الفيدرالي معدل الأموال الفيدرالية بمقدار 4.75% منذ مارس 2022، ومع زيادة اليوم يرتفع النطاق المستهدف إلى 5٪ -5.25٪، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2007.
معضلة الفيدرالي
الفيدرالي يستهدف تضخما في حدود 25 نقطة، دون إحداث أضرار اقتصادية واسعة أو عنيفة، وهو ما يدعوه خبراء السوق بالهبوط الناعم.
يسعى الفيدرالي إلى تحقيق هدفه عبر أسعار الفائدة المرتفعة، التي تدفع سوق العمل إلى الضيق النسبي دون السقوط في فخ الركود الحاد.
وبحسب الفيدرالي الأميركي ستؤدي الفائدة المرتفعة، مع تراجع الأجور والتوظيف في نهاية الأمر، إلى تراجع معدلات الإنفاق وبالتالي انخفاض التضخم.
3 احتمالات
الاحتمال الأول
رفع الفيدرالي لللفائدة بنسبة 0.25% في هذا الاجتماع، جنبًا إلى جنب مع التأكيد على أن الفيدرالي الأميركي، سيستمر في رفع الفائدة لكبح التضخم المرتفع، وبخاصة إذا لم يتباطأ التضخم،.
الاحتمال الثاني
إبقاء الفيدرالي على الفائدة دون تغيير في ظل مخاوف تأثير رفع الفائدة على البنوك الأميركية، واحتمالية اندلاع أزمة مالية عالمية.
جنبًا إلى جنب التلميح إلى ضرورة الإبقاء على الفائدة لفترة من الوقت، لمعرفة تداعيات رفع الفائدة الاقتصادية، وهو ما يعد مفاجأة قوية للأسواق.
اقرأ أيضًا..
مفاجأة جديدة.. بيانات توظيف قوية للغاية تُربك الأسواق
الاحتمال الثالث
رفع الفيدرالي لأسعار الفائدة 50 نقطة، وهو احتمال مستبعد في ظل أزمة المصارف وبيانات التوظيف الضعيفة.
بيد أن ما يدفع به إلى السطح، استمرار بيانات التضخم دون تجاوب مع السياسة المتشددة لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
الفيدرالي الأميركي سيترك الباب مفتوحا لمزيد من التشديد الإضافي للسياسة النقدية إذا لزم الأمرTD Securities
نداء وهجوم
ووجه المشرعون الأميركيون طلبًا لرئيس الفيدرالي، جيروم باول، اليوم، للتوقف عن رفع معدل الفائدة، وتضمن الأعضاء المنادون بذلك 10 أعضاء بمجلس الشيوخ، من بينهم إليزابيث وارين، وبيرني ساندرز.
وأرسل الأعضاء رسالة لباول لوقف رفع الفائدة، كي لا يدمر الفيدرالي الاقتصاد، ويقول الأعضاء إن سياسات الفيدرالي: "ستتسبب في فقدان ملايين الأميركيين وظائفهم."
ما بعد الاجتماع
وفيما يتعلق بتعليقات باول، يتوقع محللو تي دي إن، إعلان باول بعد الاجتماع تسليط الضوء على تحرك معدل التضخم بشكل أبطأ مما كان متوقعًا.
وهو ما يترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية المزيد من التشديد في السياسة النقدية.
وأشار محللو تي دي أن، إلى أن الاحتمال الثاني يتضمن إشارة الفيدرالي إلى متابعة البيئة الاقتصادية غير المؤكدة، خاصة فيما يتعلق بظروف الائتمان التي تلت انهيار سيليكون فالي بنك.
اقرأ أيضًا..
الذهب يتأرجح والدولار ينتكس.. كلمة تقلب الطاولة
تحدٍ إضافي
ويشير المحللون في إم إس من ناحية أخرى، إلى أن الأخبار المتعلقة بالضغوط الأخيرة في النظام المصرفي، تشكل تحديًا للمتشددين في البنوك المركزية الأميركية.
وقال المحللون بالمجموعة المالية ANZ : "إن دورة التضييق قد تكون على وشك الانتهاء بيد أنهم حذروا من أن الفيدرالي سيترك الأمر مشروطا بالبيانات الجديدة".
الرفع الأخير
أشار الاقتصاديون في بنك UOB إلى أنه بحال ظلت الحالة الأساسية، المتعلقة بعدم وجود تأثير واضح على القطاع المالي الأميريكي، فمن المرجح أن يرفع الفيدرالي الأميركي الفائدة باجتماع اليوم.
وقال خبراء بنك UOB بأن معدل الفائدة الأميركي سيصل إلى 5.00-5.25%، حتى نهاية عام 2023، حيث لا يتوقعون بأن يقوم الفيدرالي الأميركي بأي تخفيضات بأسعار الفائدة.
لا أتوقع اكتفاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة برفع واحد فقطجيمس غورمان
احتمال وارد بشروط
ويرى الاقتصاديون في مورغان ستانلي، أنه من المتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع اليوم.
وأشار محللو مورغان ستانلي، إلى احتمالية أن يقرر الفيدرالي الأميركي إيقاف رفع أسعار الفائدة بعد اجتماعه المقبل، نظرا لأن ضغوط النظام المصرفي الأخيرة، تمثل تحديا في قرارات الفيدرالي الأميركي.
وتوقع خبراء مورجان ستانلي أن تحقق الولايات المتحدة انكماشا، في الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من عام 2023 بنسبة 0.4%.
وتوقع خبر اء البنك أن رفع الفيدرالي الأميركي الفائدة بمقدار 25 نقطة، من شأنه أن يترك الحد الأقصى لنطاق المستهدف لأسعار الفائدة عند 5.25%.
اقرأ أيضًا..
بيانات البطالة في أوروبا تفوق التوقعات.. والأسواق تتفاعل
تقترب من النهاية
وقال محللو المجموعة المصرفية الأسترالية النيوزلندية ANZ: " من المُرجح أن يرفع الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع اليوم".
وأشار اقتصاديو المجموعة إلى احتمالية، أن تقترب دورة التشديد النقدي لسياسة الفيدرالي الأميركي من نهايتها.
وأضاف خبراء المجموعة الاسترالية النيوزلندية، أنه من الضروري السيطرة على التضخم لحماية قيمة أصول البنك.
توقع مغاير
وقال الرئيس التنفيذي لبنك مورغان ستانلي ، جيمس غورمان: "لا أتوقع اكتفاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة برفع واحد فقط"
وأضاف غورمان في رؤية مغايرة لمحللي البنك: "لم ينته بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميريكي بعد من سلسلة التشديد النقدي"
وقال الرئيس التنفيذي لبنك مورغان ستانلي: "أتوقع أن يقوم الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة مرتين أو أكثر من ذلك".
بداية الخفض
وقال غورمان: "التضخم الأساسي لا يزال مقاوما لقرارات رفع الفائدة السابقة، ويحتاج لمزيد من التشديد"
وأضاف الرئيس التنفيذي لبنك مورغان ستانلي: "لا أتوقع أن نشهد قيام الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة هذا العام".
وتابع غورمان: "أرى أن الفيدرالي الأميركي قد يبدأ في التوجه نحو خفض أسعار الفائدة الفيدرالية، في العام المقبل 2024".
بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرغب في إبقاء خياراته مفتوحة بناءً على البيانات الاقتصادية الأخيرةWilmington Trust
خيارات مفتوحة
قال ويلمر ستيث، مدير محفظة السندات في Wilmington Trust: "أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرغب في إبقاء خياراته مفتوحة، بناءً على البيانات الاقتصادية الأخيرة".
وأشار ستيث إلى قراءات تضخم أقوى - لا سيما في قطاع الخدمات - وأحدث أرقام مؤشر تكلفة التوظيف كعلامات على أن الاقتصاد لا يزال قوياً.
وقال مدير محفظة السندات في Wilmington Trust: "أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرغب في مقاومة تخفيضات أسعار الفائدة، التي حددها السوق".
وأضاف ستيث: "أعتقد أنهم سيستخدمون كلماتهم بعد القرار، لتوضيح وجهة نظرهم بأنهم قد يضطرون إلى إبقاء الفائدة عند مستويات عالية لفترة أطول، ولن يتم التوقف عن رفعها بالضرورة".
اقرأ أيضًا..
النفط يهبط دون الـ 70 دولارا.. رغم التفاؤل بتراجع المخزونات
سيناريوهات
وقال الاقتصاديون في TD Securities بشأن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي:"من المرجح بدرجة كبيرة أن يرفع الفيدرالي الأميركي معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس"
وأضاف الاقتصاديون في TD Securities: "لكن الأسواق ستتأثر بما سيشير إليه بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك".
الحالة الأولى
ويري خبراء TDS في الحالة الأولى، أن يعترف الفيدرالي الأميركي بالبيئة الاقتصادية الأكثر غموضا، خاصة بالنسبة لظروف الائتمان الحالية.
وقال الاقتصاديون في TD Securities : "في تلك الحالة سيكون هناك حاجة لتشديد إضافي"
الأكثر احتمالا
وقال الاقتصاديون في TD Securities في الحالة الثانية: "من المرجح أن يقر الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بالبيئة الاقتصادية الأكثر غموضا، خاصة بالنسبة لظروف الائتمان".
إلا أنه سيؤكد في الوقت نفسه بأن تراجع التضخم كان أبطأ مما كان متوقعا، على هذا النحو، سيترك الفيدرالي الأميركي الباب مفتوحا، لمزيد من التشديد الإضافي للسياسة النقدية إذا لزم الأمر.
الأقل ترجيحًا
وفي الحالة الأقل ترجيحًا يرى الاقتصاديون في TD Securities، أن يقر الفيدرالي الأميركي بغموض الأوضاع الاقتصادية خاصة فيما يتعلق بظروف الائتمان، مع التأكيد على أن المخاطر على التوقعات أصبحت ثنائية الاتجاه.
وبحسب الاقتصاديون في TD Securities سيدفع هذا الفيدرالي للتوقف، كي يراقب الآثار التراكمية للتشديد النقدي على البيانات الاقتصادية.
اقرأ أيضًا..
