بيانات التضخم الأميركي تعزز توقعات خفض الفائدة
مخاوف قائمة بشأن رسوم ترامب المحتملة
تحولت رهانات الفائدة بين عشية وضحاها، عقب بيانات التضخم الأميركي، التي فاقت التوقعات، وعززت احتمالات خفض الفائدة، لترتفع أسعار الذهب لليوم الثالث على التوالي في خطوة جديدة صوب ذروتها التاريخية السابقة، إذ قفزت إلى أعلى مستوياتها في أكثر من شهر.
بلغ الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2790.15 دولار، في الـ31 من أكتوبر، للأسعار الفورية، ومستويات 2801 للعقود الآجلة، وارتفع الذهب بأكثر من 27% خلال العام الماضي (2024)، بفضل توقعات خفض الفائدة ومشتريات البنوك المركزية العالمية.
سجل الذهب في المعاملات الفورية مستويات 2696 دولاراً للأونصة، بحلول الساعة الـ05:30 بتوقيت غرينتش، وتم مشاهدة المعدن الأصفر أعلى مستويات 2700 دولار للأونصة وهو أعلى مستوى منذ الـ12 من ديسمبر.
بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير بنسبة 0.4% أو ما يعادل 12 دولاراً وصولاً إلى مستويات 2730.20 دولار، وهو أعلى سعر منذ تداولات يوم الـ11 من ديسمبر الماضي.
عند نهاية تعاملات أمس، ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 35.5 دولار، لتحصل على جلستها الثانية من الصعود، وزادت أسعار العقود الآجلة تسليم فبراير 2025، بنسبة 1.3% لتصل إلى 2717.80 دولار.
أدى تباطؤ التضخم الأساس في الولايات المتحدة إلى تجدد الآمال في سياسة أقل تقييداً من جانب مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) العام الجاري.
تباطأ التضخم الأساس بشكل غير متوقع، في حين لم تظهر أسعار المستهلك الرئيسة أي مفاجآت صعودية كبيرة؛ ما أدى إلى الضغط على الدولار وتجديد الطلب على السبائك المسعرة بالعملة الأميركية.
في الوقت ذاته، فإن التقدم في تقليص التضخم قد يدفع لجنة السوق المفتوحة لدى «الفيدرالي» إلى تخفيف السياسة النقدية مع اقتراب التضخم من مستهدفات البنك عند 2%.
قال مكتب إحصاءات العمل الأميركي «إن مؤشر أسعار المستهلكين الذي يستثني أسعار الأغذية ومكونات الطاقة المتقلبة ازداد 3.2% على أساس سنوي مقارنة بتوقعات بزيادته 3.3%».
قبل 4 أيام من التنصيب، لا تزال المخاوف قائمة بشأن الرسوم الجمركية المحتملة من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، التي قد تؤدي إلى تفاقم الضغوط التضخمية.
ويشعر المستثمرون بالقلق من أن يؤدي احتمال فرض دونالد ترامب رسوماً جمركية بعد توليه الرئاسة الأسبوع المقبل إلى دفع التضخم للارتفاع والحد من قدرة «المركزي الأميركي» على خفض تكاليف الاقتراض إلى حد بعيد.
عقب بيانات التضخم تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسة؛ ما يجعل الذهب أكثر جاذبية بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، كما تراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات.
كما تتوقع الأسواق الآن أن يخفض «المركزي الأميركي» تكاليف الاقتراض بمقدار 40 نقطة أساس بحلول نهاية العام، وذلك مقارنة مع توقعات بخفضها نحو 31 نقطة أساس قبل بيانات التضخم، وفقاً لأداة تتبع الفائدة من «فيد ووتش».