تراجعت الأسهم في آسيا اليوم الخميس، معاكسة المكاسب الأولية، حيث طغت المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي للسياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب على التفاؤل الأولي الناجم عن بيانات تضخم ضعيفة في الولايات المتحدة.
وارتفع الذهب ليقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق بفارق أقل من 10 دولارات، في حين تعزز الين الياباني كملاذ آمن، وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية. كما تراجعت أسعار النفط الخام.
هبط مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 1.4% بحلول الساعة 6 بتوقيت غرينتش، بينما تراجعت الأسهم القيادية في الصين القارية بنسبة 0.7%. أما «نيكاي» الياباني، فقد تخلى عن مكاسب بنسبة 1.4% ليستقر دون تغيير، في حين انخفضت الأسهم التايوانية بنسبة 1.1% وتراجع مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنسبة 0.4%.
كما أغلق المؤشر القياسي للأسهم الأسترالية منخفضاً بنسبة 0.5%، ليصل إلى 10% أقل من أعلى مستوى سجله في 14 فبراير؛ ما يؤكد دخوله في مرحلة تصحيح فني.
كذلك تشير العقود الآجلة إلى بداية ضعيفة في «وول ستريت» عند الافتتاح، حيث انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.5%، وتراجع «ناسداك» بنسبة 0.8%. كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر «ستوكس 50» الأوروبي بنسبة 0.5%.
كانت أسهم التكنولوجيا الأميركية قد دفعت الأسهم للارتفاع في «وول ستريت» أمس الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات التضخم تباطؤاً في ارتفاع أسعار المستهلك بأبطأ وتيرة منذ أكتوبر. إلا أن هذه البيانات لم تأخذ في الاعتبار التأثير المحتمل للرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب.
وقال مايكل براون، كبير الاستراتيجيين في «بيبرستون»: «لا تزال السوق غير قادرة على الحفاظ على مكاسبها، وهذا يجب أن يكون إشارة تحذيرية لأي مستثمر يفكر في شراء الأسهم عند الانخفاض». وأضاف: «مع ميولي السلبية تجاه الأسهم، لا أزال أفضّل السندات، خصوصًا مع تزايد المخاطر التي تهدد الاقتصاد الأميركي».
وقد دخلت الزيادة في الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على جميع واردات الصلب والألمنيوم الأميركية حيز التنفيذ أمس الأربعاء؛ ما صعّد حملته لإعادة تشكيل التجارة العالمية لصالح الولايات المتحدة، ودفع كندا وأوروبا إلى الرد بسرعة بإجراءات انتقامية.
كتب محللون في «تي دي سيكيوريتيز» في مذكرة لعملائهم: «لا تزال حالة عدم اليقين تسيطر على المشهد، حيث تبدو توقعات التضخم ضبابية بفعل تطورات السياسة التجارية». وأضافوا: «التأثير الناتج عن تنفيذ الرسوم الجمركية الأخيرة على المنتجات الصينية والكندية والمكسيكية، إضافةً إلى ترقّب المزيد من الإعلانات، يشير إلى أن الأسوأ لم يأتِ بعد».
ارتفع الذهب بنسبة 0.5% ليصل إلى 2,947.06 دولار للأوقية، مقترباً من الرقم القياسي المسجل في 24 فبراير عند 2,956.15 دولار. وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، حيث انخفض العائد على السندات لأجل عامين بمقدار نقطتين أساس إلى 3.974%، بعد أن بلغ 4.005% أمس الأربعاء.
أما الين الياباني، فقد ارتفع بنسبة 0.4% إلى 147.70 مقابل الدولار. وتراجع اليورو بنسبة 0.1% إلى 1.0879 دولار.
في سوق النفط، تراجع خام «برنت» بنسبة 0.3% إلى 70.77 دولار للبرميل، بينما انخفض خام «غرب تكساس الوسيط» الأميركي بنسبة 0.4% إلى 67.44 دولار للبرميل، بعد مكاسب حققها في جلسة الأربعاء.