الأسواق الأميركية تخالف استطلاعات الرأي.. رهانات فوز ترامب تتزايد

تشير الأسواق المالية إلى تزايد احتمالات فوز المرشح الرئاسي الجمهوري، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة الأميركية يوم الخامس من نوفمبر المقبل، رغم أن استطلاعات الرأي تظهر منافسة شديدة مع مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.

ووفق تقرير لموقع «ماركت واتش»، فإن هذه التوجهات ظهرت في عدة قطاعات، بما في ذلك أسهم البنوك وأسواق العملات الرقمية، مع التركيز بشكل خاص على احتمال عودة ترامب إلى السلطة.

وبحسب التقرير، صرّح المستثمر الشهير ستانلي دروكينميلر، في مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ»، أن السوق يعكس بالفعل توقعات بفوز ترامب، مشيراً إلى أن هذا التأثير واضح من خلال أداء أسهم البنوك والأصول الرقمية.

فيما توصل نيكولاوس بانيجيرتزوجلو، خبير الإستراتيجية في «جيه بي مورغان»، إلى استنتاج مماثل فيما يتعلق باحتمالات فوز ترامب، مشدداً على أن السوق تشير أيضاً إلى احتمال فوز الجمهوريين بأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب.

وقال بانيجيرتزوجلو: «إن تزايد احتمال فوز الجمهوريين يبدو واضحاً في حركة الأسواق خلال الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك قوة الأسهم الأميركية، وانتعاش البنوك الأميركية، وقوة الدولار، وتضييق هوامش الائتمان، وارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية». 

منصات المراهنات

وفقاً للتقرير، تُشير منصات المراهنات، خاصة القائمة على العملات الرقمية مثل (Polymarket)، إلى احتمالات أعلى لفوز ترامب.

وفي هذا السياق، قام متداول مجهول يُعرف باسم (Fredi9999) بوضع رهانات ضخمة لصالح ترامب وضد منافسته هاريس. 

وأفادت التقارير يأن هذا الشخص استثمر ما لا يقل عن 25 مليون دولار في رهانات، تم تمويلها من خلال بورصة العملات الرقمية (Kraken).

وأظهرت المراجعات على وسائل التواصل الاجتماعي ارتباط (Fredi9999) بعدة حسابات أخرى، ما يشير إلى إستراتيجية منسقة تدعم فوز ترامب. 

ودفع تحليل أنماط الكتابة في تعليقات (Fredi9999) البعض إلى الافتراض بأن هذا المتداول قد يكون ناطقاً بالفرنسية، بناءً على الأنماط اللغوية والاختلافات الإملائية في تعليقاته. 

وعلى الرغم من عدم تأكيد الهوية، فإن تأثير هذا المتداول الكبير لا يمكن إنكاره، إذ يبدو أن هذه الرهانات ذات القيمة العالية تؤثر ليس فقط على احتمالات المراهنات، بل أيضاً على الأسواق المالية الأوسع.

ويبقى التساؤل حول ما إذا كان ينبغي إعطاء وزن أكبر لأسواق المراهنات مقارنة باستطلاعات الرأي التقليدية التي تقدر احتمالات الفوز لكلا المرشحين بنسبة 50-50.

وبينما أظهرت استطلاعات الرأي عدم تقديرها لترامب بشكل كافٍ في انتخابات 2016 وشهدت نتائج مماثلة في 2020، فإنها بالغت في تقدير النتائج الجمهورية في انتخابات التجديد النصفي للعام 2022.

وتظهر البيانات التاريخية أن حيتان العملات الرقمية دعموا مرشحين جمهوريين خاسرين في دورات انتخابية سابقة؛ ما يثير الشكوك حول قوة التنبؤ لهذه الأسواق وحدها.

وبينما تم تداول حوالي 514 مليار دولار في السوق الأميركي للأسهم في يوم واحد، قد تبدو رهانات هذا المتداول التي تبلغ 25 مليون دولار متواضعة، لكن في سياق سوق المراهنات السياسية المحدودة، فإنها تحمل القدرة على التأثير في التصورات العامة، وبالتالي تحريك الأسواق المالية الأوسع نطاقاً.

مع اقتراب موعد الانتخابات المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر 2024، أكد التقرير أن المستثمرين سيراقبون عن كثب لمعرفة ما إذا كانت هذه الإشارات ستثبت صحتها، أم إذا كانت ستؤدي إلى نتيجة مفاجئة أخرى في السياسة الأميركية.