قدّم إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، تبرعاً بنحو 75 مليون دولار لمجموعة إنفاق تابعة له مؤيدة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال ثلاثة أشهر، ما يعكس الدور السياسي الملحوظ لماسك الذي يزيد دعمه لحملة ترامب قبل انتخابات 2024.
ووفقا لموقع «ياهو فايننس»، كان ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، قد أبقى على نشاطه السياسي سريًا في السابق، إذ ظهر بهدوء في جمع تبرعات للحزب الجمهوري منذ عام 2022، إلا أن مشاركته بدأت تتزايد في الأشهر الأخيرة.
وفي أكتوبر الحالي، أثار ماسك اهتماماً واسعاً عندما صعد على المسرح إلى جانب ترامب خلال تجمع انتخابي في باتلر، بنسلفانيا، مؤكداً دعمه العلني للرئيس السابق والمرشح الحالي لانتخابات الرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري.
وتكشف الوثائق أن لجنة العمل السياسي الخاصة بماسك، التي تحمل اسم «أميركا باك» (America PAC)، تركز بشكل أساس على تعزيز فرص ترامب في ولاية بنسلفانيا، وهي ولاية حاسمة في الانتخابات المقبلة. تجدر الإشارة إلى أنه إضافة إلى دعم حملة ترامب، تقوم اللجنة أيضاً بتوجيه الأموال إلى عدد من المرشحين الجمهوريين للكونغرس في أنحاء الولايات المتحدة.
وبدأت تبرعات ماسك في يوليو بمبلغ يقل قليلاً عن 15 مليون دولار، تلاه 30 مليون دولار في أغسطس وسبتمبر، ليصل إجمالي تبرعاته خلال الربع إلى ما يقارب 75 مليون دولار. وعلى الرغم من أن هذا المبلغ كان أقل من التقارير التي توقعت تبرعه بـ 45 مليون دولار شهريًا، لا يزال يشكل مساهمة كبيرة في حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
بدوره، أكد ماسك هذه التبرعات عبر منشورات على منصة «إكس»، مشيراً إلى أن اللجنة تسعى لتعزيز القيم الوسطية والمنطقية. كما أعلن خططه للعودة إلى ولاية بنسلفانيا لإجراء سلسلة من المحادثات.
يأتي هذا التورط المالي في وقت يواجه فيه سهم تسلا ضغوطاً في السوق، إذ أعرب المستثمرون عن قلقهم من أن انشغال ماسك المتزايد بالسياسة قد يحد من تركيزه على أعمال الشركة، لا سيما بعد الحدث الأخير الخاص بسيارات الأجرة الذاتية القيادة، فقد انتُقد لافتقاره إلى التفاصيل.
ماسك ليس الوحيد بين الأثرياء الذين يدعمون ترامب؛ فقد تبرع أيضاً كل من ميريام أديلسون وديك أويلين بمبلغ إجمالي قدره 145 مليون دولار لعدد من المجموعات المؤيدة لترامب خلال الفترة نفسها، وفقًا للوثائق.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات تمويل الحملات أن لجنة دعم نائبة الرئيس كامالا هاريس، المعروفة بـ «صندوق هاريس للنصر»، جمعت 633 مليون دولار في الربع الثالث، الأمر الذي يسلط الضوء على حجم الرهانات المالية الضخمة في انتخابات 2024، إذ يستعد الحزبان لمعركة محتدمة لجمع التبرعات مع اقتراب المرحلة النهائية من الحملة الانتخابية.
يشار إلى أنه تم الإفصاح عن هذه التبرعات بعد الموعد النهائي للحكومة لتقديم بيانات جمع التبرعات الفصلية، ما يؤكد السباق المستمر نحو التفوق المالي في عام انتخابي يتوقع أن يكون حافلاً بالتحديات.