ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز»، الذي يعكس أداء 500 من أكبر الشركات في الولايات المتحدة، بنسبة 28% منذ بداية العام الحالي، لكن رغم هذا الارتفاع، لا يعتبر خبراء ماليون أن السوق وصلت إلى مرحلة «الفقاعة»، أو أن هذه الارتفاعات مبالغ بها.
بحسب تقرير نشره موقع «إنك» للأخبار الاقتصادية، يتردد الخبراء في تصنيف هذه الزيادة الكبيرة كنوع من التضخم غير المستدام للأسعار، والذي، غالباً، ما يرافق الفقاعات الاقتصادية.
ووفقاً لرئيس تخصيص الأصول في منطقة الأمريكتين لمصرف «يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت» جيسون دراهو، فإن المؤشر لم يصل بعد إلى مرحلة الفقاعة، ومن المتوقع أن يشهد المؤشر زيادة بنسبة 9% أخرى بحلول نهاية عام 2025، مدفوعة بالعوامل الاقتصادية الأساسية التي تعكس أداء الشركات، وليس بفعل المضاربات قصيرة الأجل.
وأقر دراهو بوجود إشارات معزولة للاندفاع في السوق، لكنه اعتبر أنها ليست واسعة النطاق، ورجح أن يستغرق الأمر وقتاً قبل أن يكون من الدقيق وصف معنويات السوق بـ«المفرطة».
ولفت إلى 4 أسباب تبين أن الأسواق لا تزال ثابتة رغم المكاسب القياسية، وزيادة المخاطرة من قبل المستثمرين في عام 2024:
لم تُترجم التفاؤلات الاستثمارية إلى طفرة اقتصادية شاملة، فرغم انتعاش الأسواق، لا تزال مؤشرات معنويات المستهلكين والشركات منخفضة، حيث تراجعت عن مستوياتها المرتفعة في الدورات السابقة.
كما أن التضخم لا يزال يؤثر بقدرة العديد من الأميركيين على التحمل، وتواجه الشركات الصغيرة تكاليف تمويل مرتفعة ونمواً محدوداً.
رغم التفاؤل، فإن تموضع المستثمرين يشير إلى الحذر، فقد تراجعت نسبة المستثمرين المتفائلين إلى المستثمرين المتشائمين لدى «الجمعية الأميركية للمستثمرين الأفراد» إلى أدنى مستوى لها في 6 أشهر، كما أن مؤشر التقلبات لا يزال منخفضاً، ما يدل على غياب التفاؤل المفرط.
وأشار دراهو إلى أن تموضع صناديق التحوط يبقى متوازناً، وأن مخاوف الركود تؤثر على معنويات المستثمرين، إضافة إلى أن القلق بشأن التعريفات يحد من حماسة التجار.
سبب آخر للتشكيك في وجود الفقاعة في السوق هو قلة النشاط في الأسواق الخاصة، فلم تشهد عمليات الطرح العام الأولي أو عمليات الاندماج والاستحواذ ارتفاعاً إلى المستويات التي شهدتها أسواق الفقاعة في الماضي.
وبينما زادت نشاطات الاندماج والاستحواذ في عام 2024، أشار دراهو إلى أن القيمة الإجمالية للصفقات، كنسبة من إجمالي القيمة السوقية، لا تزال أقل من المتوسطات التاريخية. وشرح أن قلة صفقات الاندماج قد تشير إلى غياب الثقة في الاقتصاد الأوسع.
على عكس الطفرات المضاربية السابقة، فإن سوق اليوم يفتقر إلى الأفكار التحولية التي تروج لها الأسواق، وتدفع المستثمرين إلى شراء الأصول بأسعار مرتفعة. و
في حين أن الذكاء الاصطناعي كان موضوعاً رئيساً، أشار دراهو إلى أن أسهم «السبعة الكبار»، بالإضافة إلى أسهم أشباه الموصلات، شهدت تراجعاً خلال الأشهر الأخيرة.
وأضاف أن شركة «إنفيديا»، رغم ارتفاع قيمتها السوقية الكبيرة، تمكنت من دعم تقييماتها بفضل الأرباح والإيرادات الهائلة التي حققتها.
بالمقابل، لا تزال أسهم شركات التكنولوجيا غير المربحة التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في بداية الجائحة بعيدة عن مستوياتها السابقة، ما يعكس غياب الفائض المضاربي.
ورغم الأداء القوي للسوق، يرى دراهو أن المستثمرين سيحتاجون إلى وقت أطول قبل أن يتمكنوا من تقييم ما إذا كانت الديناميكيات الحالية للسوق تشير إلى بداية فقاعة، أو إلى انتعاش مستدام.