هل يعكس الذهب التوقعات ويبدأ تحطيم الأرقام القياسية؟

ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، لليوم الثاني، لتمحو خسائرها كافة خلال جلستي ما قبل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفي طريقها إلى تحطيم أرقامها القياسية السابقة، تزامناً وإحجام ترامب عن فرض رسوم جمركية في أول يوم له في المنصب، كما وعد.

صعدت أسعار الذهب على مدار ثلاثة أسابيع متتالية منذ بداية العام الجاري، مستفيداً من حالة عدم اليقين والضبابية التي تكتنف مسار الاقتصاد العالمي، وفي الوقت ذاته تزامنت تلك الارتفاعات في عدد من الجلسات مع صعود الدولار على غير المعتاد.

مع اتساع حالة الغموض التي تكتنف الخطط المحتملة للرئيس ترامب بشأن الرسوم الجمركية، باتت العقود الفورية قريبة من ذروتها التاريخية عند 2790 دولاراً، بينما تقترب العقود الآجلة من ذروة 2801 دولار للأونصة.

الأسعار اليوم

صعد الذهب في المعاملات الفورية اليوم الأربعاء، 0.3% أو ما يعادل ثمانية دولارات وصولاً إلى مستويات 2753 دولاراً للأونصة، بحلول الساعة 05:05 بتوقيت غرينتش، قرب أعلى مستوى منذ الخامس من نوفمبر.

وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب، تسليم فبراير، بنحو 0.4% أو ما يعادل 10 دولارات وصولاً إلى مستويات 2769 دولاراً للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ 30 أكتوبر الماضي حينما سجل الذهب أعلى مستوى على الإطلاق.

عند نهاية تعاملات أمس، صعد الذهب في المعاملات الفورية 1.3% إلى 2742.48 مسجلاً أعلى مستوى منذ السادس من نوفمبر، بينما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 2759.20 دولار عند التسوية.

بوصلة السوق

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في أكثر من شهرين، وعزز من الصعود التراجعات الحادة التي نالت من العملة الأميركية، إذ يجعل ضعف الدولار الذهب أكثر جاذبية للمشترين حاملي العملات الأخرى.

في الوقت ذاته أدى عدم اليقين المحيط بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية، إلى زيادة الطلب على الملاذ الآمن، إذ يعتبر الذهب استثماراً آمناً خلال حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.

يُنظر إلى سياسات ترامب على أنها تغذي التضخم ما قد يدفع مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة فترة أطول، الأمر الذي يؤثر في جاذبية الذهب، ويقود إلى ارتفاع الدولار.

تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، وقال إن إدارته تناقش فرض رسوم 10% على السلع المستوردة من الصين في أول فبراير، إضافة إلى أنه يدرس فرض رسوم جمركية على الواردات الكندية والمكسيكية اعتباراً من التاريخ ذاته.