اﻷربعاء 22 يناير 2025 ص
الأول من أبريل موعد جولة تكميلية على المنافسين
الرسوم تبدأ من 10% للمقربين وحتى 60% للصين
قبل تنصيبه بأسابيع، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح فرض رسوم جمركية تصل إلى 10% على الواردات العالمية، و60% على السلع الصينية، و25% على المنتجات الكندية والمكسيكية، وفقاً لمنشور على منصة «تروث سوشيال».
في ليلة التنصيب ترقب العالم ما وعد ترامب بتنفيذه في اليوم الأول من توليه الرئاسة، حيث أكد عزمه توقيع قرار فرض الرسوم على المنافسين التجاريين للولايات المتحدة، إلا أن هذا لم يحدث.
في الوقت ذاته أدى نهج ترامب الأكثر تحفظاً تجاه الرسوم الجمركية إلى ارتفاع الأسهم الأميركية؛ ما دفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» القياسي إلى أعلى مستوى له في شهر، على الرغم من أن هجوم ترامب الجديد على الصين والاتحاد الأوروبي قد يقلل هذا الزخم.
لم يذكر ترامب خلال خطاب تنصيبه رئيساً الاثنين، خططاً بعينها لفرض رسوم جمركية، لكنه كرر نيته إنشاء دائرة إيرادات خارجية، وهي وكالة جديدة لجمع كميات ضخمة من الرسوم الجمركية والرسوم والإيرادات الأخرى من مصادر أجنبية.
في الوقت ذاته قال ترامب خلال الخطاب إنه يدرس فرض رسوم جمركية تبلغ 25% على الواردات الكندية والمكسيكية اعتباراً من مطلع فبراير.
قال مستشار البيت الأبيض للتجارة بيتر نافارو أمس الثلاثاء: «إن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك كان بهدف الضغط على البلدين لوقف المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات غير المشروعة من دخول الولايات المتحدة»
وأضاف نافارو في بيان: «السبب وراء التفكير في فرض الرسوم بنسب متفاوتة، أو أياً كان ما سيكون عليه الأمر، على كندا والمكسيك والصين، هو أن 300 أميركي يموتون كل يوم بسبب جرعات زائدة من الفنتانيل».
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات جديدة أمس: إن إدارته تناقش فرض رسوم جمركية 10% على السلع المستوردة من الصين في الأول من فبراير، لأن مادة الفنتانيل المخدرة تُرسل من الصين إلى المكسيك وكندا.
وأضاف ترامب في حديثه لصحفيين في البيت الأبيض، إنه فرض بالفعل رسوماً جمركية كبيرة على الصين خلال ولايته الأولى.
كما أشار الرئيس الأميركي إلى أن الولايات المتحدة تواجه أيضاً اختلالات تجارية مع الاتحاد الأوروبي وغيره من الدول.
في حين قال ترامب، مكرراً تصريحات أدلى بها في خطاب التنصيب: «الاتحاد الأوروبي سيئ للغاية معنا (إشارة إلى التبادل التجاري)، لذا فإنهم سيواجهون الرسوم الجمركية، إنها الطريقة الوحيدة للحصول على العدالة».
وقّع ترامب يوم الاثنين مذكرة تجارية واسعة النطاق، تأمر الوكالات الفيدرالية بإكمال المراجعات الشاملة لمجموعة من القضايا التجارية بحلول الأول من أبريل.
تشمل هذه التحليلات العجز التجاري المستمر في الولايات المتحدة، والممارسات التجارية غير العادلة، والتلاعب بالعملة بين البلدان الشريكة، بما في ذلك الصين.
وطلبت مذكرة ترامب تقديم توصيات بشأن الحلول، بما في ذلك «التعريفات التكميلية العالمية»، والتغييرات على الإعفاء من الرسوم الجمركية البالغة ثمانمئة دولار للشحنات منخفضة القيمة، والتي غالباً ما يُلام عليها في الواردات غير المشروعة من المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الفنتانيل.
بدا أن ترامب قرر على الأرجح أن يتباطأ قليلاً، وأن يتأكد أيضاً من أنه يتمتع بأساس قانوني قوي بقدر الإمكان لمثل هذه الإجراءات، إذ يحاول الآن معرفة أفضل السبل لاستخدام نفوذه للحصول على ما يريد.
في المقابل اتخذت المكسيك لهجة تصالحية رداً على الموعد النهائي الذي حدده ترامب في الأول من فبراير، وقالت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم إنها ستؤكد سيادة المكسيك واستقلالها، وسترد على الإجراءات الأميركية خطوة بخطوة.
لكنها أضافت أن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا لن تكون قابلة لإعادة التفاوض حتى عام 2026، وهو تعليق يهدف إلى استباق الاقتراحات بأن ترامب سيسعى إلى إصلاح مبكر للاتفاقية التي تدعم أكثر من 1.8 تريليون دولار من التجارة الثلاثية السنوية.
أشار أحدث تقرير للبنك الدولي عن الآفاق الاقتصادية العالمية إلى أن الاقتصادات النامية قد تواجه خلال العامين المقبلين أوضاعاً سلبية خطيرة جراء الحرب التجارية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على خصوم الولايات المتحدة التجاريين.
قال البنك: «يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة عدم اليقين بشأن السياسات العالمية إلى إضعاف ثقة المستثمرين وتقييد تدفقات الاستثمارات والتمويل بسبب الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها في أول أيام ولايته الأسبوع المقبل، وفقاً لتصريحاته السابقة».
وأضاف البنك الدولي في تقريره الأحدث الذي صدر منذ ساعات «الاقتصادات النامية قد تواجه رياحاً شديدة غير مواتية على مدى العامين المقبلين، وقد يؤدي تصاعد التوترات التجارية الناجمة عن قرارات ترامب المحتملة، إلى تراجع النمو العالمي».
كما قال البنك الدولي إن محاكاة باستخدام نموذج للاقتصاد الكلي العالمي أظهرت أن زيادة قدرها 10 نقاط مئوية في الرسوم الجمركية الأميركية على جميع الشركاء التجاريين في عام 2025 قد تقلص النمو العالمي 0.2 نقطة مئوية لهذا العام، إذ إن الرد من الدول المستهدفة قد يؤدي إلى تفاقم الضرر على النمو.
