logo
مقالات الرأي

الأسواق العالمية في 2024.. دروس للمستقبل وتوقعات 2025

الأسواق العالمية في 2024.. دروس للمستقبل وتوقعات 2025
كبير محللي الأسواق لدى «سي أم سي ماركتس» يشير إلى رسم بياني في مدينة لندن بتاريخ 10 ديسمبر 2018.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:6 يناير 2025, 10:26 ص

شهد عام 2024 تطورات مهمة في الأسواق المالية العالمية، إذ كانت قرارات بسيطة مثل اختيار الاستثمار في الأسهم أو السندات، أو في أسواق الولايات المتحدة مقابل الأسواق الدولية، تلعب دوراً كبيراً في نجاح الاستثمارات.

1. أداء الأسهم والسندات

حققت الأسهم أداءً أفضل بكثير من السندات، بفارق بلغ 20%. على سبيل المثال، ارتفع مؤشر (S&P 500) في الولايات المتحدة بنسبة لافتة مقارنة بأداء السندات الحكومية الأميركية، إذ كانت الأخيرة تتأثر بتذبذب العوائد نتيجة السياسات النقدية. في الوقت نفسه، شهدت أسهم الشركات الناشئة أداءً قوياً، بينما تأثرت السندات في أوروبا بسبب سياسات البنك المركزي الأوروبي.

2. أهمية تقييم الأسعار

رغم أن تقييم الأصول (أي ما إذا كان السهم مرتفع السعر أو منخفضاً) يُعتبر مهماً على المدى الطويل، بيد أنه ثبت في 2024 أنه ليس العامل الوحيد الذي يحدد الأداء. على سبيل المثال، أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أبل ومايكروسوفت، التي تُعتبر ذات تقييمات مرتفعة، حققت عوائد ضخمة، بينما كانت الأسهم ذات القيمة المنخفضة مثل شركات الطاقة التقليدية أقل أداء رغم الجاذبية السعرية.

3. سوق القروض وسندات الشركات

في سوق الائتمان، تفوقت السندات التي تحمل مخاطر أعلى، مثل سندات قروض الشركات الصغيرة أو (High-Yield Bonds)، التي تحمل مخاطر التخلف في الدفع على السندات الحكومية. على سبيل المثال، السندات الصادرة عن شركات التكنولوجيا الصغيرة في أوروبا وآسيا قدمت عوائد أفضل مقارنة بسندات الخزانة الأميركية أو الألمانية، ما يعكس أن المخاطرة المدروسة أحياناً تُكافأ بعوائد أكبر.

أخبار ذات صلة

تحول مفاجئ.. لماذا غيرت أسواق أوروبا اتجاهها اليوم؟

تحول مفاجئ.. لماذا غيرت أسواق أوروبا اتجاهها اليوم؟

4. الأسواق الإقليمية.. أوروبا وآسيا تتفوق في بعض المجالات

رغم تفوق الاقتصاد الأميركي بشكل عام، شهدت أسواق الائتمان في أوروبا وآسيا أداءً أفضل في بعض القطاعات. على سبيل المثال، استفادت شركات التصنيع الآسيوية من ارتفاع الطلب الإقليمي، ما أدى إلى تفوق سنداتها على نظيراتها الأميركية. وفي أوروبا، أسهمت السياسات الداعمة من البنك المركزي الأوروبي في تحفيز الشركات الصغيرة، ما أدى إلى عوائد قوية على سنداتها مقارنة بالسوق الأميركية.

2025: ما المتوقع؟

1. الولايات المتحدة.. تباطؤ

من المتوقع أن يتباطأ الاقتصاد الأميركي بسبب تراجع الإنفاق الحكومي وسياسات البنك المركزي. على سبيل المثال، القطاعات العقارية التي تأثرت برفع أسعار الفائدة في 2024 قد تستمر في مواجهة التحديات حتى يبدأ تخفيف السياسة النقدية في إظهار أثره.

2. أوروبا.. استقرار

تتوقع أوروبا نمواً بطيئاً بمعدل 1% تقريباً، على سبيل المثال، قطاع السيارات في ألمانيا قد يعاني من ضعف الطلب الخارجي، بينما قد تُظهر شركات الطاقة المتجددة أداءً أفضل؛ بسبب السياسات الأوروبية الداعمة للطاقة النظيفة.

3. الصين.. تحديات

ما زالت الصين تواجه صعوبات اقتصادية بسبب مشاكل الديون العقارية والتباطؤ في الاستثمار. على سبيل المثال، قطاع العقارات، الذي يمثل جزءاً كبيراً من الاقتصاد الصيني، يواصل التراجع، ما يؤثر على باقي القطاعات الاقتصادية.

4. الأسواق الناشئة.. فرص جديدة

الأسواق الناشئة مثل الهند تُظهر مؤشرات إيجابية. على سبيل المثال، استثمارات البنية التحتية الضخمة في الهند تعزز الاقتصاد وتجذب المستثمرين، كما أن الإصلاحات الضريبية تدعم القطاع الصناعي.

بينما يبدو عام 2025 مليئاً بالتحديات الاقتصادية، فإنه يقدم أيضًا فرصًا متنوعة للمستثمرين الذين يسعون لفهم العوامل المؤثرة على الأسواق العالمية. النجاح الاستثماري في هذا العام لن يعتمد فقط على اختيار الشركات الفردية أو الاستثمار في الأسواق الناشئة، بل سيعتمد على إستراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الكبيرة على المستوى الاقتصادي والسياسي.

أخبار ذات صلة

سنة مفاجئة للشركات الناشئة.. صعود في الشرق الأوسط وإخفاق أميركي

سنة مفاجئة للشركات الناشئة.. صعود في الشرق الأوسط وإخفاق أميركي

على سبيل المثال:

1. التوازن بين المخاطرة والعائد:

من المهم تنويع الاستثمارات بين أسهم الشركات الكبرى والصغرى، وبين الأسواق المحلية والدولية، لضمان توزيع المخاطر بشكل ذكي.

2. متابعة الاتجاهات العالمية:

الاعتماد على التحليلات الموثوقة من المصادر المعتمدة يبقى أساساً لاتخاذ قرارات مدروسة، ولكن يجب أيضاً أن يكملها المستثمر بفهم شخصي للقطاعات والأسواق التي تهمه.

3. التكيف مع التغيرات:

يجب على المستثمرين الاستعداد للتغيرات المفاجئة في السياسة النقدية أو التجارية، مثل تأثير التعريفات الجمركية أو خفض أسعار الفائدة، وأن تكون لديهم خطط بديلة تتكيف مع هذه الظروف.

باختصار، النجاح في 2025 سيكون مرتبطاً بفهم شامل للأسواق، ومرونة في الاستجابة للمتغيرات، وتوازن بين القرارات الفردية والاسترشاد بالمصادر الموثوقة. هذا المزيج هو المفتاح لتحقيق عوائد مستدامة ومخاطر أقل في عام جديد قد يكون مليئاً بالتقلبات والفرص.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC