نقاط مهمة يجب مراعاتها عند تعيين المهنيين المستقلين

أسهمت حلول العمل الجديدة في دولة الإمارات، مثل تأشيرة "الرقميين الرحّل" والإقامة الزرقاء وغيرهما من أنظمة العمل المرن وعن بعد، في تسهيل التحوّل إلى توظيف المهنيين المستقلين بالدولة، في ظل تبني الشركات الكبرى نماذج قوى عاملة مختلطة وأكثر مرونة، وذلك بدافع من نقص المهارات العالمي الذي يُتوقع أن يؤدي إلى وجود 85.2 مليون وظيفة شاغرة بحلول عام 2030، وفقاً لمنصة "آوتسايزد" (Outsized) للمهنيين المستقلين.

للاستفادة بشكل فاعل من المواهب عند الطلب في الشرق الأوسط، على الشركات أن تلتزم بتنفيذ أفضل الممارسات التي تضمن تجربة إيجابية للمهنيين المستقلين، إذ يسهم هذا النهج في زيادة المشاركة، وتعزيز الإنتاجية، وتحقيق نجاح أكبر في المشاريع.

نستعرض في ما يأتي، بعض الجوانب الأساسية التي يجب مراعاتها عند التعاقد مع المهنيين المستقلين وتوظيفهم في أي شركة:

• الإعداد المخصص:

تعدّ عملية الإعداد السريعة والفاعلة، أمراً بالغ الأهمية بالنسبة إلى المهنيين المستقلين. فهم يحتاجون إلى فهم أدوارهم بسرعة، ودون الاطلاع على تاريخ الشركة الطويل أو التعرف على مواردها. ويجب أن يكون القيام بالأعمال التحضيرية، قبل أو في أثناء الاختيار، لمنع تأخير المشروع، مع التركيز على المعلومات المختصرة ذات الصلة بأدوارهم والأدوات المطلوبة وثقافة الشركة. مثل هذا النهج المركّز يضمن عملية توظيف فاعلة وسريعة للمواهب المرنة، ما يمكّنها من البدء في العمل فوراً.

  ضمان الامتثال لمتطلبات التأشيرات وتصاريح العمل:

من الضروري التحقق من الوضع القانوني للمهنيين المستقلين، لتجنب المشكلات القانونية والغرامات. تأكد من حصول المهنيين جميعهم على التأشيرات وتصاريح العمل المناسبة قبل بدء العمل. تساعد استشارة خبراء القانون والهجرة المتخصصين في لوائح دولة الإمارات، في التنقل بسلاسة بين المتطلبات المحددة، ما يضمن الامتثال، ويبني الثقة مع المواهب المرنة، خصوصاً عند إدراكهم أنه قد تم التعامل مع وضعهم القانوني بشكل مناسب.

• التخطيط لسهولة الوصول إلى كافة المرافق والإدارات والخدمات:

يعد التخطيط الجيد للوصول إلى تكنولوجيا المعلومات، والمباني، وسياسات الموارد البشرية، وغير ذلك من الموارد الضرورية الأخرى، أمراً بالغ الأهمية لبداية عمل سلسة. قبل الانتهاء من صياغة عقد العمل، تأكد من إنشاء جميع الأذونات وتصاريح الوصول إلى مختلف المرافق والعمليات. ولمنع التأخير وتعزيز إمكانات المهني المستقل الجديد من اليوم الأول، من الأهمية بمكان وضع قائمة شاملة بجميع النقاط التي سيغطيها دوره في الشركة، بما في ذلك تحديد جميع الخطوات الضرورية، وتحديد جهات الاتصال الرئيسة في كل قسم. كما إن الاستثمار في أدوات التعاون الفاعلة، مثل "غوغل درايف"، و"تريلو"، و"سلاك"، يعتبر في غاية الأهمية. ويضمن هذا النهج الاستباقي تمكين المهنيين المستقلين من بدء عملهم دون أي عقبات.

• تقديم الإرشاد والدعم:

وضع نظام إرشاد واضح، مثل تعيين أحد زملاء العمل لمرافقة الموظف الجديد، يمنح المواهب المرنة شخصاً يمكن اللجوء إليه للدعم وطرح الأسئلة حين يتطلب الأمر. كما إن التواصل المنتظم مع المدير، وتوفير فرص للتطوير المهني، يعتبران من الأمور المهمة. ويعزز تقديم الإرشاد والدعم من الإنتاجية، ويشجع المشاعر الإيجابية بين المهنيين المستقلين، ما يمنحهم الشعور بالتقدير والاندماج في الفريق.

• تحديد مؤشرات الأداء الرئيسة بشكل واضح:

يعد تحديد الأدوار والمسؤوليات والتوقعات، أمراً ضرورياً لنجاح أي مشروع. تعاني المشاريع من سوء التواصل والافتقار إلى المساءلة في غياب مؤشرات الأداء الرئيسة الواضحة. ينبغي تحديد مؤشرات الأداء الرئيسة بصورة واضحة، والتأكد من مشاركتها بوضوح من البداية، ومراجعة تقدم المهني المستقل بانتظام، لضمان التوافق مع أهداف المشروع. يعزز هذا النهج من الأداء، ويقدّم للمهنيين المستقلين فهماً واضحاً لمساهماتهم في نجاح المشروع.

 تعزيز التعاون الجماعي بين أعضاء الفريق:

يجب أن يتضمن إعداد المهنيين المستقلين لبدء العمل، التعاون بين جميع أصحاب المصلحة الضروريين، ووجود قنوات اتصال واضحة. يعد تحديد قنوات اتصال واضحة منذ البداية وإشراك جميع الأطراف ذات الصلة، بما في ذلك المواهب المستقلة، أمراً بالغ الأهمية. كما يساعد تكوين فريق توجيه داخلي يتكون من أعضاء مسؤولين عن خطوات محددة في العملية، على تبسيط عملية توظيف المهارات المستقلة في منظومة العمل.