يشهد الشباب الأميركي من جيل «زد»، المولودين في أوائل الألفية، تحديات اقتصادية دفعت الكثير منهم إلى التفكير في مغادرة الولايات المتحدة بحثاً عن حياة أفضل. ووفقاً لتقرير نشرته مجلة «نيوزويك»، فإن 45% من هؤلاء الشباب الذين اختاروا الهجرة أرجعوا قرارهم إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في بلادهم، حيث باتت الأجور عاجزة عن مواكبة التضخم، بينما أصبحت سوق العقارات حلماً بعيد المنال.
يرى مايكل ريان، خبير الشؤون المالية الشخصية، أن الوضع الحالي يشكل «ناقوس خطر»، مشيراً إلى العقبات التي يواجهها الشباب اليوم، مثل: الإيجارات المرتفعة، وقروض الطلبة الضخمة، والرواتب التي بالكاد تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن يفضّلوا البحث عن فرص أفضل خارج البلاد».
أظهرت استطلاعات شملت أكثر من 400 شاب أميركي مغترب أن تحسين جودة الحياة يُعد الدافع الأول للهجرة، متجاوزاً مجرد الرغبة في خوض مغامرات جديدة. وأوضح مايكل ريان: «بالنسبة لهؤلاء الشباب، الحلم الأميركي الشهير بات أشبه بوهم. امتلاك منزل، بناء مسيرة مهنية، أو حتى الادخار، أصبحت جميعها أهدافاً صعبة التحقيق».
أشار الخبراء إلى أن ثقافة العمل عن بُعد عززت من ظاهرة الهجرة بين الشباب. ويقول ريان: «الثورة الرقمية جعلت الهجرة أكثر جاذبية. فالشباب يتساءلون: لماذا أعيش في شقة صغيرة في مانهاتن بينما يمكنني العمل من شاطئ استوائي في بالي؟».
يحذّر المحللون من أن استمرار هذه الظاهرة قد يُضعف قدرة الولايات المتحدة على الابتكار والنمو الاقتصادي. ويؤكد ريان أن هناك قضيتين رئيستين يجب حلّهما بشكل عاجل لتقليل هجرة الشباب المؤهلين: توفير مساكن ميسورة التكلفة، ومعالجة أزمة الديون الطلابية التي تُثقل كاهل الأجيال الجديدة. وأصبح أمام الولايات المتحدة تحدٍ كبير لاستعادة ثقة شبابها، عبر جعل «الحلم الأميركي» أقرب إلى الواقع من جديد.